نصر الله يقرّ بـ«صعوبات مالية» ويتحدث عن «حرب اقتصادية»

قال إنها ناتجة عن العقوبات «لا عن خلل إداري»

الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله
الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله
TT

نصر الله يقرّ بـ«صعوبات مالية» ويتحدث عن «حرب اقتصادية»

الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله
الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله

أقر الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أمس، بصعوبات مالية يعاني منها حزبه، قائلاً: «عندما نواجه بعض الصعوبات نتيجة العقوبات يجب أن يكون واضحا لدينا أن ذلك ناتج عن هذه الحرب لا عن خلل إداري»، متوقعاً أن تشتد العقوبات على الحزب وحلفائه.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها في ذكرى تأسيس «هيئة دعم المقاومة الإسلامية»، إن «ما نحن فيه في ظل العقوبات الأميركية والتصنيف البريطاني، نتوقع أن يشتد علينا وعلى حلفائنا»، مشيرا إلى «أننا قد نرى مؤسسات ومصارف لبنانية جديدة يتم التضييق عليها بالعقوبات وسنرى تفريخا للوائح الإرهاب».
ورأى نصر الله أنه «عندما يضعوننا على لوائح الإرهاب ويعاقبوننا فلأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم»، مضيفاً: «أمام عجز الخيارات العسكرية وعدم تحقيق عملياتهم أهدافها، بقي أمامهم خيار العقوبات ولوائح الإرهاب ويجب أن نتعاطى معها كأننا في حرب ذات طابع مالي اقتصادي معنوي نفسي»، موضحا أنه «عندما نواجه بعض الصعوبات نتيجة العقوبات يجب أن يكون واضحا لدينا أن ذلك ناتج عن هذه الحرب لا عن خلل إداري».
وقال نصر الله بأنه «يجب أن نبقى صامدين أمام هذا المسار وستخيب آمالهم لأنهم لن يتمكّنوا من إفقارنا»، لافتاً إلى أن «من يدعمنا مستمر في دعمنا دولا أو شعوبا، يفترضون أنه بالحصار المالي والإفقار سننهار». وإذ أشار إلى «أننا، نعم سنواجه بعض الصعوبات لكننا سنجتازها»، أضاف: «نقول لمن انتظر وينتظر جثتنا على ضفة النهر في الداخل والعالم والإقليم، بأنكم ستخيبون وسنزداد قوة وعدداً وحضوراً وعزماً وصنعاً لمزيد من الانتصارات، وبيننا وبينكم الأيام»، قائلا «المقاومة بحاجة إلى الدعم لأننا في صلب المعركة».
وأعلن نصر الله أنه «لا أساس للمعلومات التي تقول بأننا سنستفيد من أموال الدولة والوزارات بسبب وضعنا المالي وتفضّلوا ودققوا في كل فلس».
وفي الملف الداخلي حيث أعلن الحزب عن معركة يخوضها ضد الفساد، قال نصر الله: «نحن أمام مفصل وجودي اليوم ولا يمكن أن نقف على الحياد كي لا يزعل هذا أو ذاك، ونعتبر أنفسنا في معركة واجبة لا تقل أهمية وقداسة عن معركة مواجهة العدو، فالخطر بات يتهدد بقاء الوطن». وقال: «لسنا في منافسة أو مزايدة مع أحد، وندعم كل من يقدم مستندات عن فساد ونحن مستعدون للسير خلف كل من يرفع لواء الإصلاح».
وعن الاتهامات الموجهة إليه بالفساد، قال: «من لديه حجارة فليرمها على زجاجنا إذا وجده، وليحمل الملفات إلى القضاء»، مضيفاً: «لا تراهنوا على خوفنا وإخافتنا من فتنة مذهبية أو حرب داخلية كي نتوقف عن هذه المعركة». وقال «نحن ماضون إلى النهاية في هذه المعركة وبصوت عال أقول للجميع يمكن أن تفكروا وتتوقعوا منا كل شيء في هذه المعركة».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.