كمين لـ«داعش» جنوب الموصل يوقع قتلى وجرحى من «الحشد»

أقارب أحد قتلى الهجوم خلال تشييعه في طوز خورماتو أمس (رويترز)
أقارب أحد قتلى الهجوم خلال تشييعه في طوز خورماتو أمس (رويترز)
TT

كمين لـ«داعش» جنوب الموصل يوقع قتلى وجرحى من «الحشد»

أقارب أحد قتلى الهجوم خلال تشييعه في طوز خورماتو أمس (رويترز)
أقارب أحد قتلى الهجوم خلال تشييعه في طوز خورماتو أمس (رويترز)

أدى كمين نصبه تنظيم «داعش» إلى مقتل 6 وجرح 31 عنصراً من «الحشد العشائري» في منطقة بين مخمور والقيارة جنوب الموصل في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، بحسب خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية.
وقالت: «هيئة الحشد الشعبي» إن «مجموعة من منتسبي الحشد تعرضت لهجوم في طريق عودتهم من وحداتهم في إجازة». وأضافت في بيان أن «الاعتداء الذي تعرض له المقاتلون وقع في منطقة بونجينة التابعة لكركوك أثناء عودتهم من الموصل». وأشار «الحشد» إلى أن «المهاجمين اشتبكوا مع قوة الحماية التي كانت مع المقاتلين لمدة ساعة حتى وصول التعزيزات وأخلائهم بالكامل».
وأمر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالتحقيق في ملابسات الحادث. وشدد في بيان أمس على أن «على القادة الميدانيين الالتزام التام وتوفير الاحتياطات اللازمة وتأمين الحماية لأرتال المجازين». وكانت القوات الأمنية وبإسناد من طيران الجيش نفذت بعد الهجوم عملية واسعة لتعقب عناصر «داعش» المتورطين فيه.
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان وزير الداخلية السابق محمد سالم الغبان لـ«الشرق الأوسط» أن «مثل هذه الحوادث تؤكد وجود خروقات لا بد من العمل على معالجتها بشكل صحيح»، مشيراً إلى أن هذا «يتطلب اتباع سلسلة من الإجراءات في هذا السياق، لعل من بين أهمها تعزيز الجهد الاستخباراتي».
وأشار الغبان إلى أن «الجهد الاستخباراتي يمكن أن يحد من هذه الحوادث إلى حد كبير، لكنه لن يقضي عليها». وأوضح أن «بعض هذه الخروقات، وبينها هذا الخرق، له خلفية سياسية على مستوى محلي وإقليمي في الوقت نفسه».
واعتبر محافظ نينوى السابق القيادي في «تحالف القرار» أثيل النجيفي أن «وجود داعش في منطقة مخمور وجبل قرة جوخ وبالقرب منه حزب العمال الكردستاني يشكل تهديداً لمنطقة الحمدانية ولأطراف أربيل أيضاً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لتجاوز الخطر لا بد من تسوية الملفات السياسية في منطقتي الحمدانية ومخمور ومنع (داعش) والبككة من استغلال هذه الملفات».
ودعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في بيان الأجهزة الأمنية إلى «تشخيص الخلل ومعالجة الخروقات وتعزيز الجهد الاستخباراتي، لا سيما في المناطق المحررة، للانتهاء من الجيوب التي ينطلق منها إرهابيو تنظيم داعش».
وطالب رئيس «تحالف الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم بـ«عدم التفريط في المنجز الأمني الذي تحقق، وعدم العودة إلى المربع الأول»، فيما أكد النائب الأول لرئيس البرلمان القيادي في «التيار الصدري» حسن الكعبي أن «عملية استهداف الحشد الشعبي في منطقة مخمور تضع الكثير من علامات الاستفهام بشأن غياب الجهد الاستخباراتي والدور الأمني المتراخي في عدد من المناطق التي تنشط فيها الخلايا الإرهابية».
وأضاف الكعبي أنه دعا مرات عدة إلى «ضرورة البدء بمداهمة أماكن ًوجود العدو وعدم التساهل مع البؤر الداعشية وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في كل الظروف والأوقات». وانتقد «الجهات الأمنية المسؤولة عن عملية تنقل عناصر الحشد الشعبي في مثل هذه الأوقات والمناطق من دون حماية مشددة تؤمن طريق ذهابهم للتمتع بالإجازة وإيابهم للالتحاق بوحداتهم الأمنية كونهم عزلاً». ورأى أن تنقل عناصر «الحشد» في هذه المناطق «من دون الأخذ بنظر الاعتبار إمكانية ًوجود العدو وفرصته في نصب الكمائن في أي وقت، هو مخاطرة وهدر للأرواح».


مقالات ذات صلة

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.