لم تبذل أرملة مقاتل في تنظيم «داعش»، بعد إجلائها من آخر معقل للتنظيم، شرق سوريا، أي جهد لإخفاء عدائها للولايات المتحدة، بعدما سلَّمت نفسها لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تحاصر المنطقة.
وقالت الفرنسية أم ولاء لتلفزيون «رويترز»، بعد مغادرتها لقرية الباغوز القريبة من الحدود العراقية، إنها ليست حرباً، وإنها لم ترَ مقاتلين أو أشخاصاً يحملون السلاح ضد الولايات المتحدة، بل رأت الأميركيين يقتلون كثيراً من الأشخاص.
وقالت: «أميركا ترهب الناس أكثر من (داعش)، كما يقولون. هم يقتلون وهم يرهبون أكثر من الدواعش». ويُظهِر حديث أم ولاء لمحةً عن المشاعر التي تتملَّك أتباع ومقاتلي «داعش» من الذين غادروا هذا المعقل خلال الشهر الماضي بأعداد كبيرة. وبعد أن أخضع أنحاء شاسعة من سوريا والعراق لنظام اتسم بالقتل الجماعي والاستعباد الجنسي والصلب، صار «داعش» على شفا فَقْد سيطرته على آخر منطقة مأهولة.
وبعد تأسيس ما سماه دولة «داعش» في عام 2014، نجح التنظيم في استقطاب أتباع له من أنحاء العالم وكثير منهم، مثل أم ولاء، ما زال متشدداً وفخوراً بكونه من أنصار هذا التنظيم المتشدد.
وقالت أم ولاء، التي كانت متشحة بالسواد، وتغطي رأسها ووجهها، إنها مواطنة فرنسية من أصل مغربي، وإنها وُلِدت وعاشت السنوات الأولى من حياتها في بلجيكا. وأضافت أن زوجها لقي حتفه أثناء قتاله في صفوف «داعش».
وتابعت أم ولاء، التي وضعت ابنتها في سوريا، القول إنها سافرت للانضمام إلى التنظيم، لأنها أرادت تقديم المساعدة. وأضافت أنها كانت ترغب في رؤية ما يحدث في سوريا، واصفةً ما رأته بأنه «إرهاب». وأضافت أن الولايات المتحدة قتلت أعداداً كبيرة من الناس.
وتقهقر «داعش» إلى الباغوز، بعدما فقد تدريجياً السيطرة على أراضٍ في سوريا والعراق في مواجهة قوات، منها القوات العراقية والجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران، وكذلك المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، إضافةً إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.
ومُني التنظيم بأكبر هزائمه خلال عام 2017 حين طُرِد من معقلَيْهِ في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية. وتأتي مكاسب قوات سوريا الديمقراطية في سوريا بدعم جوي أميركي هائل.
وقالت منظمة العفو الدولية إن هناك أدلةً على أن الهجمات التي شَنَّها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على الرقة مثلت انتهاكاً للقانون الدولي، بسبب تعريضها حياة المدنيين للخطر. ويقول التحالف إنه يطبّق «معايير صارمة» لدى تحديد أهداف «داعش». وإنه يبذل جهوداً استثنائية لحماية غير المقاتلين.
وستمثل السيطرة على الباغوز علامةً فارقةً في القتال ضد «داعش»، لكن من المعتَقَد على نطاق واسع أن التنظيم سيظلّ يمثل خطراً أمنياً، إذ إنه ما زال يسيطر على بعض الجيوب في مناطق أخرى، ولديه القدرة على شن هجمات بأساليب حرب العصابات.
أرملة مقاتل «داعشي»: أميركا هي التي تقتل في سوريا
أم ولاء سلّمت نفسها لـ«قوات سوريا الديمقراطية»
أرملة مقاتل «داعشي»: أميركا هي التي تقتل في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة