تهديد بالقتل لنائبة يهودية لوقوفها ضد {الإرهاب اليهودي}

بعد شطب الأحزاب العربية لمنعها من خوض الانتخابات

TT

تهديد بالقتل لنائبة يهودية لوقوفها ضد {الإرهاب اليهودي}

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مواطنا يهوديا شابا بتهمة التهديد بالقتل لعضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ستاف شفير، بسبب تصريحاتها أمام اللجنة العليا للانتخابات، ضد اليمين المتطرف عموما وضد مكملي درب العنصري مئير كهانا في السنوات الثمانين من القرن الماضي بشكل خاص.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت الشاب بعد ساعات من توجيه التهديد، لأنها مدركة للأخطار الشوفينية والأفكار الهدامة التي يحملها هو وأمثاله من العنصريين، والتي يمكن أن تشوش على حملة الانتخابات القادمة.
وكانت شفير، وهي من أصغر النواب في الكنيست وكانت واحدة من قادة حملة الاحتجاج الضخمة في إسرائيل، التي أخرجت مئات الألوف إلى الشوارع ضد سياسة الحكومة الاقتصادية الاجتماعية في سنة 2011، ولم يتمكن نتنياهو من احتوائها وإجهاضها، إلا عندما شن الحرب على قطاع غزة. وقد ظهرت أمام لجنة الانتخابات المركزية، خلال البحث في طلبات أحزاب اليمين شطب القوائم العربية لمنعها من المشاركة في الانتخابات، بالادعاء أن «النواب العرب متطرفون ويساندون الإرهاب الفلسطيني» فرفضت ذلك، مؤكدة أن هذا طلب كيدي جاء ردا على المطلب الجارف من أحزاب المعارضة بشطب حزب الإرهاب اليهودي «عظمة إسرائيل»، وقالت إن هذا الحزب هو حزب كهانا الفاشي الذي يحاول سن قوانين نازية ضد العرب في إسرائيل.
وقبل أن ينتهي البحث في اللجنة، كانت شفير قد تلقت وابلا من الشتائم على الشبكات الاجتماعية، ثم تبين أن عناصر في اليمين عممت على الجمهور الواسع رقم هاتفها الجوال، فأخذت تتلقى الشتائم ثم التهديدات: «دماغك اليساري يجب أن يتلقى ضربة كهربائية، لعلنا لا نعود نسمع صوتك»، و«فلتكسر ساقك وتصاب حنجرتك بالشلل وتصبحي مشاعا للرجال يا داعرة». وأما الشاب الذي تم القبض عليه، أمس الخميس، فكتب لها في رسالة هاتفية: «سأقتلك يا زانية. سأشعل فيك النار يا كلبة».
وكانت لجنة الانتخابات قد قررت، بغالبية النواب من ممثلي الأحزاب، السماح لقائدين في حزب الإرهاب اليهودي بخوض الانتخابات، رغم تصريحاتهما العنصرية العنيفة وتهديداتهما للعرب بنكبة ثانية، وفي الوقت ذاته، قررت شطب القائمة التي تضم حزبي «الحركة الإسلامية الجنوبية والتجمع الوطني الديمقراطي»، بدعوى أنها تضم متطرفين يتعاطفون مع الأسرى والشهداء الفلسطينيين. وشطبت أيضا اسم دكتور عوفر كسيف، المرشح اليهودي في قائمة «الجبهة - العربية للتغيير» بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي. والمرشح هو محاضر في جامعة القدس عرف بانتقاداته الشديدة للحكومة الإسرائيلية وممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين. وقد صرح كسيف بعد قرار شطبه، قائلا: «سنبقى الصوت الواضح في مواجهة الاحتلال وسياسات تكميم الأفواه، وسنواصل عملنا ونضالنا من أجل السلام العادل بين الشعبين والمساواة التامة القومية واليومية للجماهير العربية، ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين».
وفي تعقيب على شطب ترشح قائمة التجمع والموحدة، قال مدير مركز عدالة، حسن جبارين، الذي تولى تمثيلها قانونيا، إن «الشطب جاء على خلفية سياسية واضحة، ظهر بشكل جلي أن أعضاء اللجنة اتخذوا قرارهم قبل سماع أي ادعاء، ولا يمكن تغيير هذه القرارات بالمنطق والعقل لأنها غير خاضعة لأي منهما، بل تخضع لاعتبارات سياسية يحددها اليمين والشعبويون في إسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الانتخابات المركزية، وعلى الرغم من أن رئيسها قاض في المحكمة العليا، تعتبر لجنة سياسية حزبية، إذ إنها تتألف من ممثلي الكتل، الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وتتخذ قراراتها على أساس المواقف السياسية وليس القضائية. وتضم اللجنة 34 عضوا، بحسب التوزيع التالي: الليكود 8، «العمل» 5، القائمة المشتركة 3، «يش عتيد» 3، «كولانو» 3، «شاس» 2، «يسرائيل بيتينو» 2، «هتنوعاه» 2، «يهدوت هتوراه» 2، «البيت اليهودي» 1، «اليمين الجديد» 1، «ميرتس» 1، العربية للتغيير 1. وقراراتها مشروطة بمصادقة المحكمة العليا. وسيتم البحث في المحكمة حول كل قرارات الشطب أو عدم الشطب خلال الأيام القادمة. ويتوقع أن ترفض المحكمة غالبية قرارات اللجنة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.