تونس: الإعدام شنقاً لـ31 مداناً بالتورط في هجوم إرهابي

استهدف منزل وزير الداخلية السابق وتسبب في مقتل 4 من حراسه

TT

تونس: الإعدام شنقاً لـ31 مداناً بالتورط في هجوم إرهابي

قضت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالعاصمة التونسية بالإعدام شنقاً في حق 31 متهماً محالين بحال فرار ضمن قضية الهجوم الإرهابي الذي استهدف منزل لطفي بن جدو وزير الداخلية التونسية السابق في مايو (أيار) 2014. كما أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن لكل المدانين 36 سنة على خلفية محاولة القتل خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة القصرين وأسفر عن مقتل أربعة من أفراد الأمن.
ومن بين أبرز المتهمين بالهجوم على منزل بن جدو بالقصرين (وسط غربي تونس) الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» وهو مؤسس تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور في البلاد منذ سنة 2013 والمتهم الرئيسي بالمسؤولية عن مجموعة من الأعمال الإرهابية، من ضمنها اغتيال شكري بلعيد القيادي اليساري التونسي، ومحمد البراهمي النائب في البرلمان التونسي خلال سنة 2013.
وبين الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام شنقاً الجزائري خالد الشايب المعروف باسم «لقمان أبو صخر» الذي أفيد بأنه قتل في مواجهات مسلحة سنة 2015 في منطقة قفصة (جنوب غربي تونس)، علاوة على الإرهابي التونسي مراد الغرسلي الذي تردد أيضاً أنه قتل بدروه في مواجهات مسلحة.
وقضت المحكمة التونسية كذلك بالسجن لمدة تراوحت بين 3 سنوات لمتهم وحيد، و10 سنوات في حق 7 متهمين، و20 سنة سجناً أو المؤبد ضد عدد من المتهمين الآخرين في هذه القضية.
وفي السياق ذاته، أصدر القضاء التونسي أحكاماً بالبراءة من التهم الإرهابية الموجهة إلى متهمين اثنين في حال إيقاف، إضافة إلى القضاء بتبرئة ساحة 5 متهمين في القضية ذاتها كانوا يحاكمون وهم في حال إطلاق سراح.
يذكر أن هذه القضية تعود إلى مايو (أيار) 2014، عندما هاجمت مجموعة إرهابية منزل لطفي بن جدو الكائن بمدينة القصرين، وأسفر الهجوم عن مقتل 4 أعوان أمن تونسيين مكلفين حراسة المنزل، وجرح عدد آخر من المدنيين.
على صعيد آخر، أظهرت التحريات الأمنية التي أجرتها فرق مكافحة الإرهاب حول الرسائل المفخخة بمادة سامة والمرسلة إلى نحو 19 شخصية سياسية وإعلامية ونقابية تونسية، أن المادة السامة قد صنعت في تونس داخل أحد المختبرات. وأكدت أن العملية قد تمت بإشراف من خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش». وأشارت وزارة الداخلية التونسية إلى أنها تتعقب تحركات الخلايا الإرهابية التي خططت لتنفيذ هذا المخطط، خاصة أن المادة السامة القاتلة قد صنعت بخبرات تونسية محلية وإمكانيات مالية ضخمة ما زالت مجهولة المصدر.
وكانت الرسائل السامة قد تضمنت تهديدات بالتسميم وتفخيخ السيارات وتفجيرها، وهو ما حدا بالجهات الأمنية التونسية إلى تشديد إجراءات مكافحة الإرهاب وشن حملة واسعة لملاحقة المشتبه فيهم.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم