ماليزيا على خطى تركيا بترحيل 4 من «الإخوان» لمصر

TT

ماليزيا على خطى تركيا بترحيل 4 من «الإخوان» لمصر

عقب خطوة تركيا ترحيل شاب من «الإخوان» إلى مصر قبل أسابيع، أفيد أمس بأن السلطات الماليزية تعتزم بدورها ترحيل 4 من شباب «الإخوان» لمصر خلال الساعات المقبلة. وقال عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات المتشددة، لـ«الشرق الأوسط»: إن الحكومة الماليزية قدمت أوراق الشباب الأربعة لمصر، وتبيّن أنهم محكوم عليهم بالسجن المؤبد في قضايا عنف.
وشنّ نشطاء من «الإخوان» حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على السلطات الماليزية لوقف ترحيل الأربعة المقيمين في ماليزيا منذ 4 سنوات، وهم عبد الله محمد هشام، وعبد الرحمن عبد العزيز أحمد، وهما طالبان في الجامعة الإسلامية العالمية، ومحمد عبد العزيز فتحي، وعزمي السيد محمد، وهما يعملان في التدريس.
وتأتي عملية الترحيل بعد خطوة مماثلة قامت بها السلطات التركية لشاب مصري يدعى محمد عبد الحفيظ في فبراير (شباط) الماضي، محكوم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات. وعقب ترحيله سيطرت حالة من الرعب بين صفوف شباب «الإخوان» خشية تعرضهم لنفس مصير عبد الحفيظ. كما بث شُبان من «الإخوان» في تركيا أشرطة فيديو على موقع التواصل، شنّوا فيها هجوماً على التنظيم، معتبرين أن قادته «تخلوا عنهم» في تركيا».
من جانبه، قال عبد المنعم: إن الأسباب التي تدفع السلطات الماليزية إلى ترحيل الشبان الأربعة من تنظيم «الإخوان» هي أنهم «قاموا بمحاولات للتحريض ضد مصر، وضد أحكام الإعدام الأخيرة، وشنّوا حملة بالفعل على مصر في البرلمان الماليزي وفي الحكومة الماليزية»، لافتاً إلى أن هؤلاء «لم ينتبهوا إلى أن هناك اتفاقية بين مصر وماليزيا لتسليم المطلوبين المدانين في أحداث عنف، والصادر ضدهم أحكام قضائية بالسجن».
ونفذت مصلحة السجون بوزارة الداخلية في وقت سابق أحكام إعدام بحق 9 مدانين من «الإخوان» باغتيال النائب العام المصري السابق؛ الأمر الذي دعا قيادات التنظيم الهاربة للخارج إلى استغلال ذلك والسعي إلى التشكيك في أحكام القضاء.
وأشار عمرو عبد المنعم إلى «فرار الكثير من عناصر تنظيم الإخوان إلى ماليزيا عقب فض اعتصامي رابعة في القاهرة والنهضة في الجيزة، أغسطس (آب) 2013»، متحدثاً عن «هرب 20 شخصاً إلى ماليزيا من دون أوراق هم 16 من الإخوان و4 ممن يُعرفون بالجهاديين».
ويقول مراقبون إن «السلطات الماليزية تقوم بين فترة وأخرى بحملات تفتيش تستهدف المناطق والتجمعات التي يكثر فيها الأجانب، وذلك بغرض التأكد من قانونية وصلاحية الإقامة». وزعمت صفحات تابعة لـ«الإخوان»، أمس، أن الشبان الأربعة أُوقفوا بسبب مخالفتهم شروط الإقامة فقط.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.