الشلهوب يفرض حضوره بهدف على طريقة الكبار

استقبل مولوده الجديد بأفضل طريقة وقاد الهلال لأول انتصاراته الآسيوية

الشلهوب يحتفل بهدف الفوز على العين (تصوير: علي الظاهري)
الشلهوب يحتفل بهدف الفوز على العين (تصوير: علي الظاهري)
TT

الشلهوب يفرض حضوره بهدف على طريقة الكبار

الشلهوب يحتفل بهدف الفوز على العين (تصوير: علي الظاهري)
الشلهوب يحتفل بهدف الفوز على العين (تصوير: علي الظاهري)

برهن محمد الشلهوب نجم الهلال المخضرم على أن العمر في الملاعب مجرد رقم، وأن العطاء هو المقياس الحقيقي للاعب، ليبعث برسالة واضحة من خلال مواجهة العين الإماراتي في دوري أبطال آسيا، أول من أمس، بأنه ما زال قادراً على تقديم المزيد رغم قرب بلوغه 40 عاماً. وكان الشلهوب قاد الهلال لتحقيق أول انتصاراته على مستضيفه العين الإماراتي، وتصدر المجموعة الأقوى بهدف لا يحرزه سوى الأساطير من حاملي الرقم 10.
ويركض الشلهوب على العشب الأخضر منذ 20 عاماً ويحظى بشعبية جارفة من الجماهير الهلالية، وكذلك جماهير الأندية المنافسة، حتى إن شعبيته تعدَّت الحدود السعودية ووصلت للخليج والعالم العربي، ومن النادر أن يتفق الجميع على نجومية وأخلاق لاعب من جماهير فريقه والأندية الأخرى، إلا أن الجميع اتفقوا على محمد الشلهوب، آخر لاعب في جيل الأساطير السعودية.
والشلهوب من بين اللاعبين النادرين الذين يلقون التحية من جماهير الفريقين في الملاعب، وفي الكلاسيكو الأخير بادرت جماهير الاتحاد بتحية اللاعب على الرغم من تأخر فريقها في مباراة مصيرية، إلا أنها هتفت وصفقت للشلهوب بعد خروجه من أرضية الملعب، ودائماً ما يتكرر هذا المشهد من جماهير الأندية الأخرى، حتى إن الأطفال تعلقوا به أكثر من الكبار الذين عاصروا بطولاته الـ31 كأكثر لاعب سعودي يعتلي منصات التتويج، وطلب طفل من الإمارات قميصه الخاص، بعد لقاء فريقه بمستضيفة العين الإماراتي.
يوماً بعد يوم يثبت «الموهوب» أن الروح الرياضية وشخصية النجم والقائد داخل المستطيل الأخضر لا تتضادان، وهو اللاعب الذي يجد كل التقدير في البيت الهلالي من اللاعبين والجاهزين الفني والإداري والشرفيين والجماهير، حتى بات مضرباً للمثل في الأخلاق والنجومية، وهو ما أكده آخر مدربي الهلال البرتغالي خيسوس، الذي أكد أنه لو استمر في تدريب الفريق لمواسم مقبلة فسيختار محمد الشلهوب ضمن الجهاز الفني لما يجده من قبول ومحبة من اللاعبين، وروحه الرياضية العالية في التعامل مع الجميع.
وكان أول من أمس (الثلاثاء) يوماً تاريخياً في حياة قائد الهلال الرياضية والعائلية بعدما رُزِق قبل ساعات قليلة من أولى محطات فريقه الآسيوية بمولوده الأول، الذي انتظره طويلاً، وترجم هذه الفرحة بتجيير النقاط الثلاث لرصيد الهلال، وحمل فريقه لصدارة المجموعة قبل أن يحمل ابنه «بندر» في أحضانه، ولم تؤثر عليه الاتصالات التي انهمرت للمباركة بقدوم أول مواليده الذكور، وكان نجماً لامعاً في سماء آسيا، وسيبقى هذا الهدف الأغلى في تاريخ «موهوب الكرة السعودية» كونه تزامن مع ولادة الابن الذي انتظر قدومه طويلاً.
وزفّ «النجم المحبوب» الخبر الذي وصل إليه من عائلته للبعثة الهلالية الموجودة في العين الإماراتية، وتحول المعسكر الأزرق إلى مظاهر احتفال، حيث كانت فرحة اللاعبين والجهازين الفني والإداري موازية تماماً لفرحته بخبر قدوم «بندر» وشاركه الجميع الفرحة بجميع تفاصليها، حتى إن الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي، قال له إن «قدوم (بندر) فأل خير على الهلاليين، ولدي إحساس أنك ستصنع الفارق في مواجهة هذا المساء»، وهو ما كان بفضل الروح العالية التي كان عليها اللاعب طوال الدقائق التي شارك فيها أساسياً وأحرز هدف المباراة الوحيد، لتتواصل الأفراح من جديد بعد اللقاء بهذه اللحظة التاريخية في مسيرته الكروية والعائلية.
وعن الطريقة التي احتفل بها بعد الهدف في شباك العين، وهي طريقة مشابهة تماماً لطريقة احتفال نجوم الكرة البرازيلية بيبيتو، قال الشلهوب: «أولاً كانت لدي العزيمة في تقديم نفسي بالصورة المحببة لدى محبي وعشاق الفريق بعدما علمت أنني من ضمن القائمة الأساسية، وكان هذا الاحتفال متفقاً عليه قبل المباراة، واحتفلنا به على طريقة احتفالات البرازيلي بيبيتو، كما أن زملائي عرضوا علي احتفالية سابقة قمت بها أثناء ولادة ابنتي (البكر) البندري»، وامتدح الشهلوب الأجواء الأسرية في الهلال، حيث يتشارك الجميع في الفرح ويتضامنون مع بعضهم حين يصاب أي لاعب أو مسؤول في الجهاز الفني أو الإداري بمكروه (لا سمح الله).
وأكدت مواقع التواصل الاجتماعي الشعبية الجارفة التي يمتلكها «الموهوب» بعدما كتب تغريدة في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يبشر فيها جميع متابعيه بقدوم ابنه الأول، حيث لاقت هذه التغريدة أكثر من 25 ألف إعادة تغريد، وأكثر من 14 ألف رد، وأكد الشلهوب أن تفاعل الجميع عكس له محبة كبيرة من جميع الجماهير الرياضية بمختلف اتجاهاتهم في السعودية وحتى من الدول الخليجية والعربية، وقال: «الحمد لله كانت كمية الردود كبيرة جداً ومتنوعة من جماهير هلالية، وجماهير الأندية الأخرى ومن السعودية والخليج والدول العربية، وهذا بعث شعور جميل جداً لدي وأشكر الجميع على مشاعرهم الطيبة».
وفور وصول بعثة فريق الهلال لمطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض الساعة الثانية صباحاً قادمة من الإمارات، كانت الجماهير الهلالية في استقبال نجمها في صالة المطار لالتقاط الصور التذكارية معه وقدموا له الهدايا الخاصة بهذه المناسبة، وانتظر الجميع واستقبلهم بكل حب كعادتهم مع الجماهير والمعجبين، على الرغم من أنه كان على عجلة من أمره حيث اتجه مباشرةً من المطار إلى المستشفى ليرى مولوه الجديد ويطمئن على والدته.


مقالات ذات صلة

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».