الشرعية ترفض تصريحات هنت عن «إدارة محايدة» للحديدة

تصعيد حوثي ضد مواقع القوات الحكومية والمناطق المحررة

وزير الخارجية اليريطاني جيريمي هنت خلال زيارته إلى عدن (رويترز)
وزير الخارجية اليريطاني جيريمي هنت خلال زيارته إلى عدن (رويترز)
TT

الشرعية ترفض تصريحات هنت عن «إدارة محايدة» للحديدة

وزير الخارجية اليريطاني جيريمي هنت خلال زيارته إلى عدن (رويترز)
وزير الخارجية اليريطاني جيريمي هنت خلال زيارته إلى عدن (رويترز)

رفضت الحكومة اليمنية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، بشأن الوضع في الحديدة، خصوصاً ما يتعلق بمقترح تعيين إدارة محايدة للمدينة والموانئ الثلاثة، مبدية استغرابها من هذه التصريحات، في بيان رسمي.
كان وزير الخارجية البريطاني قد حاول التسويق خلال جولته في المنطقة لفكرة وجود إدارة محايدة في الحديدة، لحل مشكلة رفض الحوثيين الانسحاب أو التخلي عن الإدارة والأمن لمصلحة الحكومة الشرعية. وقالت الخارجية اليمنية، في بيان رسمي أمس: «إن الحكومة، إذ تؤكد أن كافة القوانين اليمنية والقرارات الدولية وكل البيانات والمواقف الدولية ذات الصلة تؤكد الحق الحصري للحكومة في إدارة شؤون الدولة اليمنية، وبسط نفوذها على كافة تراب الوطن دون انتقاص، فإنها تشدد على أن الحديدة ليست إلا أرضاً يمنية يجب أن تخضع للدولة اليمنية وقوانينها النافذة، وليس هناك أي قانون وطني أو دولي يعطي الحق لغير الحكومة لانتزاع ذلك».
وأكدت أن موضوع السلطة المحلية «مسألة حسمت في اتفاق السويد الذي أكد على أن تتولاها قوات الأمن، وفقاً للقانون اليمني، واحترام مسارات السلطة، ومنع أي عراقيل أمام السلطة، بما فيها المشرفون الحوثيون». وقالت الخارجية اليمنية، في بيانها: «إن الحديث عن سلطة محايدة لا تتبع السلطة الشرعية هو تفسير غريب يبتعد كلياً عن مفهوم الاتفاق ومنطوقه».
وأشار بيان الخارجية اليمنية إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني نفسها، التي أورد فيها أن الميليشيات الحوثية «تحتل الحديدة»، وقالت الوزارة إن «مهمة القانون الدولي والمجتمع الدولي هي العمل على تنفيذ الاتفاق، وليس إفراغه من محتواه، والبحث عن حلول غير قابلة للتطبيق، فالحديدة هي مدينة يمنية ترتبط إدارياً ومالياً بالدولة، ولا يمكن فصلها أو تحييدها، شأنها شأن بقية المحافظات التي ما زالت تخضع لسيطرة الانقلابيين».
‏‎واعتبرت وزارة الخارجية أن أي حديث حول أي ترتيبات أخرى قبل ضمان تنفيذ اتفاق ستوكهولم مسألة سابقة لأوانها، ويجب أن ترتبط بإنهاء الانقلاب، وتسليم السلاح للدولة، وعودة مؤسساتها. وطالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للدفع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مؤكدة أن تطبيق اتفاق السويد، نصاً وروحاً، هو مطلب حقيقي للحكومة، باعتباره يمكن أن يشكل بداية لمرحلة جديدة، إذا ما تم تنفيذه بصورة جيدة.
ولفتت الحكومة إلى كثير من التنازلات التي كانت قد قدمتها سعياً لتنفيذ الاتفاق، وقالت إن «بعض ما يطرح الآن أصبح يتعدى التنازلات الممكنة إلى خيارات مستحيلة تهدد العملية السلمية برمتها». وكانت الجماعة الحوثية، من جهتها، قد هاجمت تصريحات وزير الخارجية البريطاني الذي زار المنطقة في جولة وصفت بأنها الفرصة الأخيرة لتنفيذ اتفاق السويد.
ويدور جوهر الخلاف في شأن تنفيذ اتفاق السويد بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية حول مسألة الإدارة والأمن في مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة، حيث تقول الجماعة الحوثية إن إعادة الانتشار لا تعني تخليها عن السلطة المحلية والأمن، وهو ما ترفضه الحكومة التي ترى أن مقتضيات اتفاق السويد تسليم المدينة والحديدة للسلطة الشرعية المعترف بها دولياً.
ولا يزال رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، يواصل لقاءاته المنفصلة مع ممثلي الحكومة والجماعة الحوثية في محافظة الحديدة، أملاً في تقريب وجهات النظر، والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار. وفي تصريحات سابقة لممثلي الحكومة الشرعية في لجنة إعادة الانتشار، طالبوا الجنرال الأممي بتحديد الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق، وذلك بعد أن رفضت الجماعة الحوثية الانسحاب الأولي من مينائي الصليف ورأس عيسى، في الخطوة الأولى من الخطة المقترحة من قبل لوليسغارد.
وترفض الجماعة الحوثية نزع الألغام، وفتح الممرات الآمنة، كما ترفض سحب ميليشياتها وقياداتها المعينين في مفاصل المؤسسات الحكومية في محافظة الحديدة، بذريعة أنهم هم السلطة المحلية وقوات الأمن المحلية. كما حذر من فشل اتفاق ستوكهولم كلياً، بقوله: «من الممكن أن تموت العملية في غضون أسابيع، إذا لم نحاول دفع الجانبين للالتزام بتعهداتهما في ستوكهولم».
وكان وزير خارجية بريطانيا قد أبدى مخاوفه من عودة الأوضاع في اليمن إلى حرب شاملة، بسبب عدم تنفيذ الاتفاق بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية، ولمح إلى أن زيارته للمنطقة قد تكون آخر فرصة لإنقاذ اتفاق السويد وعملية السلام.
وشملت زيارته العاصمة المؤقتة عدن، بعد جولة له في المنطقة، بدأت من عمان ثم السعودية والإمارات العربية، حيث التقى مسؤولين عمانيين، والمتحدث باسم الجماعة الحوثية في مسقط، كما التقى في كل من الرياض وأبوظبي بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ووزيري خارجية السعودية والإمارات.
وتزامنت تصريحات هنت مع تصعيد حوثي في محافظة الحديدة، وصف بـأنه الأعنف منذ أسابيع، بحسب مصادر ميدانية عسكرية، إلى جانب شن الهجمات على المناطق الجنوبية من المحافظة في مناطق التحيتا وحيس والفازة.
وهدد قادة الجماعة الحوثية، عقب زيارة هنت إلى عدن، بعدم الاستمرار في تنفيذ الاتفاق، وقالوا إنهم لا يرون في بريطانيا وسيطاً محايداً، ووصفوا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بأنه مبعوث لبريطانيا، وليس للأمم المتحدة. ويتوقع كثير من المراقبين أن الأوضاع في الحديدة مرشحة مرة أخرى لعودة المواجهات، خصوصاً في ظل تنعت الحوثيين، ورفضهم الانسحاب السلمي من المدينة والموانئ الثلاثة، واستمرارهم في تعزيز قدراتهم القتالية، عبر استقدام المسلحين وحفر الخنادق والأنفاق.
وتدعو الحكومة اليمنية باستمرار المجتمع الدولي إلى إدانة التعنت الحوثي، وتطالب بتحديد الطرف المعرقل، فيما تقول القوات الحكومية المرابطة على خط النار إن صبرها لن يطول إلى ما لا نهاية، في إشارة إلى احتمال لجوئها إلى الحسم العسكري لتحرير الحديدة وموانئها. وفي سياق متصل، عاودت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران قصف مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي بقذيفتي هاون، ضمن خروقاتها المتواصلة لوقف إطلاق النار داخل مدينة الحديدة.
وفي خضم الخروقات اليومية للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية والإرهابية على مواقع تمركز القوات الحكومية، وعلى الأحياء والمدن والقرى الآهلة بالمدنيين، والمنشآت الحكومية والخاصة، صعدت الميليشيات هجومها في الحديدة، باستخدامها دبابات «بي 62» و«بي إم بي»، وأمطرت مواقع تمركز القوات الحكومية والأحياء السكنية بقذائف المدافع الهاون والهوازر والكاتيوشا وسلاح 14.7.
وقال وضاح الدبيش، الناطق باسم قوات تحرير الحديدة، إن غرفة عمليات الارتباط لرصد الانتهاكات في الحديدة رصدت أول من أمس قصف مجمع إخوان ثابت بست قذائف دبابة، وأربع قذائف «بي إم بي»، وقصف مطاحن البحر الأحمر بأربع قذائف دبابة، ومستشفى 22 مايو (أيار) بثلاث قذائف «بي إم بي»، وقذيفتي هاوزر، مما أسفر عن سقوط جريحين، واستشهاد ثلاثة مواطنين، وإصابة ثمانية، جميعهم من أسرة واحدة، نتيجة قصف الميليشيات لمنازل المواطنين بمدافع الهاوزر بـ9 قذائف، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية هاجمت مواقع تمركز «ألوية العمالقة» ومنازل المواطنين في منطقة حيس بأكثر من 9 قذائف، كما قصفت بـ6 قذائف هاون منازل مواطنين في الدريهمي، وقصفت في التحيتا بـ4 قذائف، ومواقع تمركز القوات الحكومية بدبابات «بي إم بي».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.