دوردنيي - فرنسا
يعود تاريخها إلى القرن الـ12، مما يجعلها تضم مجموعة من القلاع لا يوجد لها مثيل سوى في قصص الأطفال. ومع ذلك، فإن السحر الحقيقي لهذه المدينة الواقعة جنوب غربي فرنسا يكمن في ثرائها الثقافي الذي يتطور في كل حقبة. ورغم طابعها الرعوي، فإنه لا يمكن القول إنها خارج الخريطة السياحية أو إنها ظلت سجينة الماضي؛ فهي تضم 9 مطاعم حائزة «نجمة ميشلان» الرفيعة، وعددا من الفنادق عالية المستوى، وملاعب غولف، و15 موقعاً مسجلاً على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي. وبالنظر إلى أن فرنسا اجتذبت إليها 87 مليون زائر خلال عام 2017، فإن ضآلة الحركة في دوردنيي يمكن وصفها بأنها واحدة من مميزاتها.
هوانغ لين سون - فيتنام
بفضل الاعتماد حديثاً على سيارات «كيبل»، أصبح باستطاعة السائح الوصول بسهولة إلى أعلى قمم فيتنام، بما في ذلك فانسيبان البالغ ارتفاعها 10.312 قدماً. ومع هذا، لا يزال كثير من أجزاء هذه المنطقة الجبلية الواقعة شمال غربي البلاد (فيما وراء مدينة سا با) رعوياً وبعيداً تماماً عن الحال داخل هانوي. فهذه تعج بالحركة، وتقع على بعد نحو 195 ميلاً إلى الجنوب الشرقي. وكثيراً ما يفضل الزائر تسلق الجبال عبر طرق داخل وحول متنزه هوانغ لين سون الوطني ومنطقة مونغ هوا فالي القريبة، قبل أن يقتطع لنفسه قسطاً من الراحة في نزل للإقامة بين أبناء عدد متنوع من الأقليات العرقية مثل همونغ وريد داو وتاي وغياي وغيرها.
غرينلاند
تجسد فعلاً المعنى الحقيقي لكلمة «ملحمة». تحتفل الجزيرة الكبرى على مستوى العالم عام 2019 بمرور 10 سنوات من الحكم الذاتي. ومع أنها لا تزال تفصلها خطوة واحدة عن الانفصال عن الدانمارك، فإنها تحتل مكانة بارزة على مستوى العالم على صعيد المغامرات القطبية، مثل التزلج بمروحيات وركوب الكاك بين جبال الجليد. وتغطي الثلوج نحو 80 في المائة من مساحة الجزيرة، ولا توجد طرق تربط بين المدن المختلفة، بحيث يمكن التنقل فقد بواسطة القوارب أو الطائرات المروحية. المهم ألا تنسى زيارة متنزه نورث إيست غرينلاند الوطني الذي تبلغ مساحته ضعف مساحة كاليفورنيا.
سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثيةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9/5088298-%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D9%88%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AA
سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.
فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.
«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.
يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».
عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».
وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».
وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.
وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».
في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».
عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».
اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.
وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».