الانقلابيون ينصبّون رئيساًلـ«الشورى» في صنعاء

TT

الانقلابيون ينصبّون رئيساًلـ«الشورى» في صنعاء

واصلت الجماعة الحوثية في صنعاء السطو على مؤسسات الدولة التشريعية إذ قامت أمس بتنصيب القيادي الموالي لها محمد حسين العيدروس رئيساً لمجلس الشورى، في خطوة تهدف إلى شرعنة أعمال المجلس في نسخته «الحوثية» وتفعيله في خدمة أهدافها الانقلابية. جاء ذلك في وقت تسير فيه الجماعة الموالية لإيران بخطى حثيثة منذ أسابيع لإجراء انتخابات لملء المقاعد الشاغرة في البرلمان لتعويض النقص في عدد النواب الخاضعين لها في صنعاء.
وتستهدف هذه الانتخابات غير الشرعية تصعيد نواب حوثيين في انتخابات شكلية تشمل السيطرة على 34 مقعداً خلفاً للنواب المتوفين خلال السنوات الماضية.
وذكرت المصادر الرسمية للجماعة أن أعضاء مجلس الشورى الموالين لها - وأغلبهم تم تعيينهم من قبل رئيس مجلس حكم الجماعة مهدي المشاط وسلفه صالح الصماد - اجتمعوا أمس وأقروا تنصيب القيادي محمد حسين العيدروس رئيساً لمجلس الشورى.
وكان أغلب النواب وأعضاء مجلس الشورى غادروا صنعاء إلى الخارج أو إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، غير أن الجماعة قامت بتعيين أكثر من 100 عضو في مجلس الشورى من أنصارها، لأن أعضاء المجلس يتم تعيينهم بقرارات رئاسية كما هو في القانون اليمني بخلاف أعضاء البرلمان. وزعمت الجماعة أن هذه الخطوة لانتخاب العيدروس رئيساً للنسخة الخاضعة لها من مجلس الشورى في صنعاء جاء بناء على تعليمات مهدي المشاط «لتفعيل المؤسسات الخاضعة للجماعة».
وعلى صعيد الانتخابات التكميلية، أمرت الجماعة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء المعينين من قبلها بالإعداد لتنفيذ الانتخابات في 34 دائرة انتخابية أغلبها تقع في مناطق سيطرة الجماعة.
ورغم عدم دستورية هذه الخطوة الانقلابية من قبل الجماعة بسبب نقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مقر اللجنة العليا للانتخابات إلى عدن، تسعى الجماعة إلى انتخاب عناصرها في المقاعد الشاغرة من مجلس النواب بسبب الوفاة، لاستكمال أكبر عدد من النواب الموالين لها في العاصمة صنعاء. وذكرت المصادر الحوثية أن لجنة الانتخابات الخاضعة لها عقدت اجتماعاً أمس ناقشت خلاله «إجراءات استقبال اللجان الإشرافية والأصلية والاستعداد لتدريبها تمهيداً لتوجهها إلى مقرات عملها في المحافظات والدوائر المقرر إجراء انتخابات ملء المقاعد البرلمانية الشاغرة فيها بحسب الدستور والقانون». وأوردت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن اللجنة بدأت «استقبال رؤساء وأعضاء اللجان الإشرافية والأصلية تمهيدا لتدريبهم، ومن ثم توجههم إلى المحافظات والدوائر المحددة لاستقبال طلبات الترشيح لعضوية مجلس النواب لملء المقاعد الشاغر». وزعمت الجماعة الموالية لإيران أن لجنتها أقرت «دعوة المنظمات والهيئات الدولية والسفارات والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني المحلية للحضور والمشاركة والرقابة على الانتخابات». وكان أغلب نواب البرلمان اليمني التحقوا بالشرعية، وتسعى الحكومة والرئيس هادي إلى إعادة التئام البرلمان في عدن أو سيئون، في سياق استعادة مؤسسات الدولة التشريعية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.