أسرى «صفقة شاليط» يطالبون المحكمة العليا في إسرائيل بإطلاق سراحهم

TT

أسرى «صفقة شاليط» يطالبون المحكمة العليا في إسرائيل بإطلاق سراحهم

في خطوة لتحريك ملف الأسرى الفلسطينيين، يعتقد بأنها جاءت لتمهيد الطريق أمام صفقة جديدة، توجه 31 أسيراً فلسطينياً من رجال حماس الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط قبل أن يعاد اعتقالهم، يطالبون المحكمة العليا الإسرائيلية بإطلاق سراحهم.
وقال محامي الدفاع عنهم، إن الأسرى المذكورين لم يرتكبوا أي مخالفة تبرر اعتقالهم. فقد خرجوا من السجن بموجب اتفاق سياسي في حينه وجاء اعتقالهم انتقامياً في إطار المعركة السياسية. والاتهام الوحيد ضدهم هو أنهم قبضوا أموالاً من السلطة أو من حماس. وهذه الأموال هي دفعات لمرة واحدة هدفها مساعدتهم على الانصهار في الحياة العادية وإعالة عائلاتهم.
والأسرى المذكورون هم الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة في صيف عام 2014. من دون أن توجه إليهم أي تهمة. فهم معتقلون إدارياً بموجب أنظمة الانتداب البريطاني. وقد قدموا التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، يطالبون بالإفراج الفوري عنهم.
ووفقاً للالتماس، أعادت إسرائيل اعتقال الأسرى لأسباب سياسية، «بدافع الرغبة في الانتقام من خطف المستوطنين، رغم أنهم لم يرتكبوا جرائم أمنية منذ الإفراج عنهم في الصفقة، وأن الاعتقال ينتهك الاتفاقية الدولية الموقعة خلال صفقة شاليط». وكتب المحامي فيلدمان في الالتماس: «اعتقل الجيش الإسرائيلي والشاباك نحو 60 فلسطينيا أفرج عنهم في صفقة تبادل (صفقة شاليط) وحتى يومنا هذا، هم في السجن وهذا هو أكثر شيء مؤلم لحماس... هذه هي المرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل التي يتم فيها إعادة الأسرى الذين أطلق سراحهم إلى السجن». ويتابع فيلدمان: «إن معظم السجناء المفرج عنهم هم بالفعل من البالغين ولن يجددوا نشاطهم مع الإرهاب، كما أنهم استوفوا جميع الشروط للإفراج عنهم».
وجاءت هذه الخطوة، في الوقت الذي تجدد فيه الحديث عن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس. فالمعروف أن إسرائيل وحماس يخوضان حواراً عن طريق مصر في الموضوع. ويرى المراقبون أن قرار مصر إطلاق سراح أربعة من رجالات «حماس» يصب في هذا الإطار. وبما أن «حماس» تضع شرطاً بألا تتقدم في المفاوضات إلا إذا تم إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط، وحكومة إسرائيل تعجز عن الموافقة على ذلك، فقد تقرر اللجوء إلى المحكمة الإسرائيلية لتتخذ قراراً يلزم الحكومة بإطلاقهم.
وكانت عائلتا الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس قد خرجتا في نهاية الأسبوع بحملة لإلزام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتحريك الملف والعمل على إطلاق سراح ابنيهما. وتشير أوساط مقربة من نتنياهو أنه معني بإبرام صفقة ولكنه يخشى من رد فعل قاعدته اليمينية، ولذلك يتقدم في المسار بحذر وخطوات محسوبة. وفي هذا الإطار جاءت الدعوى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».