كيري يتعهد بتقديم خطة «عادلة ومتوازنة» ويقول إن «اللغز» أصبح أكثر تحديدا

الفلسطينيون والإسرائيليون لا يشاركونه التفاؤل

كيري يتعهد بتقديم خطة «عادلة ومتوازنة» ويقول إن «اللغز» أصبح أكثر تحديدا
TT

كيري يتعهد بتقديم خطة «عادلة ومتوازنة» ويقول إن «اللغز» أصبح أكثر تحديدا

كيري يتعهد بتقديم خطة «عادلة ومتوازنة» ويقول إن «اللغز» أصبح أكثر تحديدا

تعهد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بتقديم خطة سلام "عادلة ومتوازنة" للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، في ختام 4 ايام من المباحثات الماراثونية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه لم يحدد وقتا لذلك.
وقال كيري قبل ان يغادر في طريقه الى المملكتين الأردنية والسعودية، "أستطيع أن أضمن لكل الأطراف أن الرئيس باراك أوباما وأنا شخصيا ملتزمان بتقديم أفكار عادلة ومتوازنة للجميع".
وأضاف كيري، أن ثمة تقدما ايجابيا في محادثات السلام، لكنه ليس حاسما بشكل نهائي، "كلا الجانبين لديهما فكرة واضحة عن التنازلات اللازمة لضمان التوصل الى اتفاق رغم شكهما العميق في فرص النجاح".
وأوضح الوزير الأميركي ان المباحثات الأخيرة تناولت جميع القضايا الكبرى في الصراع مثل الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وأردف، "المسار يصبح اكثر وضوحا. اللغز يصبح اكثر تحديدا. واضح للجميع الآن ما هي الخيارات الصعبة المتبقية.. لكن لا استطيع ابلاغكم تحديدا بالموعد الذي قد نضع فيه القطعة الاخيرة من اللغز في مكانها".
وأمضى كيري 4 أيام في القدس ورام الله التقى خلالها الرئيس الفلسطيني مرتين، ونتنياهو 4 مرات، قبل ان يغادر للأردن والسعودية لإجراء مزيد من المباحثات حول العملية السلمية.
ويبدو ان كيري يتطلع لتدخل مباشر من المملكتين اللتين تملكان القدرة على التأثير في الموقف الفلسطيني والعربي.
وقال كيري انه سيلتقي ملكي الأردن والسعودية لانهما يتعاملان مع القضية (مباحثات السلام).
ومن المفترض ان يعود كيري مرة أخرى للقاء نتنياهو وعباس خلال ايام قليلة في مؤشر على نيته دفع اتفاق "اطاري" الى الأمام.
ولم يتضح فورا ما هي الأفكار التي ناقشها كيري مع المسؤوليين الفلسطينيين والاسرائيليين، غير ان مصادر فلسطينية تحدثت للشرق الأوسط، عن افكار حول "القدس الكبرى" عاصمة للدولتين، ويهودية اسرائيل، وتبادل أراضي، واجراءات أمنية جديدة في الأغوار، وانسحاب اسرائيلى متدرج من الضفة وعودة اللاجئين الى الضفة الغربية.
لكن تصريحات المسؤوليين الفلسطينيين والاسرائيليين، لم تعكس التقدم الذي يتحدث عنه كيري.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، انه لم يطرأ أي تقدم على سير المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، مؤكدا مع ذلك ان المناقشات الحالية جادة جدا. واستبعد عبد ربه امكانية تقديم مقترح اميركي خطي الى الجانبين خلال الايام المقبلة، وقال للإذاعة الرسمية، "ان إسرائيل تتخذ من الأمن ذريعة للاستيلاء على مناطق الاغوار ولا ترغب في التوصل الى تسوية على اساس حدود عام 67".
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أكد للصحافيين، ان كل ما قيل ونشر، حول وجود خطط أميركية ليس صحيحا، مضيفا، "نريد أن نوضح أنه لم يقدم أي شيء، الوزير كيري طرح أفكارا وهي تناقش في اجتماعات أميركية معنا أو مع الجانب الإسرائيلي بشكل منفصل، لذلك من السابق الحديث عن خطط أو وثائق قدمت، نحن ما زلنا في مرحلة مناقشة الأفكار، والوزير كيري سيعود للمنطقة مرة أخرى في الأيام المقبلة من أجل استكمال النقاش الدائر حول هذه القضايا، والطريق ما زال صعبا وطويلا". وتابع، "طلبنا من الوزير كيري بالعمل خلال هذه الفترة بإلزام الجانب الإسرائيلي على الكف عن سياسة المستوطنات والاملاءات وهدم البيوت والاعتقالات وقرار ضم الأغوار وما إلى ذلك، لأن هذه الأعمال هي التي تؤثر على عملية السلام بشكل سلبي".
ولم تكن التصريحات الاسرائيلية أقل تشاؤما.
من جهته، عد نتنياهو، بالأمس، لب النزاع مع الفلسطينيين، بأنه "يتمثل برفض الجانب الفلسطيني الاعتراف بحقنا في الوجود وان هذه القضية الجوهرية تشكل مدار نقاش حاد في المباحثات مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري".
وأَضاف، في مستهل جلسة مجلس الوزراء "ان اي تسوية قد يتم التوصل اليها بشأن حدود دولة اسرائيل لا يجوز ان تتجاهل حقوق الشعب اليهودي"، على حد قوله.
من جهة أخرى، صعد وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الموقف، قائلا انه سيرفض اي اتفاق يشمل حق العودة حتى لو كان للاجئ فلسطيني واحد فقط. وربط ليبرمان دعمه لأي اتفاق سلام مع الفلسطينيين بتطبيق مبدأي تبادل السكان وتبادل الأراضي، قائلا ان ذلك "لا يعني طرد احد من منزله وانما نقل الحدود الى مسار طريق رقم 6 "(تغيير في الحدود يضم تجمعات استيطانية ويخرج أخرى عربية).
وكرّر ليبرمان موقفه السابق،"أدعم اتفاقا سياسيا شاملا وحقيقيا، رغم جميع الشكوك التي تساورني.. انا مع المحادثات لكن لا أحد لديه أوهام، فالطريق صعبة وطويلة".
ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، حتى فكرة الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة، قائلا ان ذلك "سيمس بحرية عمل الجيش الإسرائيلي، وسيؤدى إلى انهيار حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
كما انتقد وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارية في الحكومة الاسرائيلية، مقترحات كيري، وقال ان اسرائيل ترفض مقترحات الولايات المتحدة حول ضمان أمن وادي الاردن" (الأغوار). وأضاف، "الامن يجب ان يبقى بأيدينا.. اولئك الذين يقترحون حلا يقضي بنشر قوة دولية او شرطيين فلسطينيين او وسائل تقنية لا يفقهون شيئا في الشرق الاوسط".



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.