المبعوث الأميركي ينتقد التقرير الأممي ضد إسرائيل... ويحمّل «حماس» المسؤولية

الفصائل تدعو إلى إيفاد لجنة دولية متخصصة للأراضي الفلسطينية

متظاهرون فلسطينيون يسعفون مصاباً قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل (إ.ب.أ)
متظاهرون فلسطينيون يسعفون مصاباً قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل (إ.ب.أ)
TT

المبعوث الأميركي ينتقد التقرير الأممي ضد إسرائيل... ويحمّل «حماس» المسؤولية

متظاهرون فلسطينيون يسعفون مصاباً قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل (إ.ب.أ)
متظاهرون فلسطينيون يسعفون مصاباً قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل (إ.ب.أ)

وجه موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، انتقاداً حاداً إلى التقرير الأممي الذي يحمّل إسرائيل المسؤولية عن أحداث العنف التي وقعت العام الماضي على حدود قطاع غزة. وقال المبعوث الأميركي في تغريدة على حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» إن التقرير منحاز ضد إسرائيل، وتساءل: «هل إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي بقيت على أجندة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟». وحمّل غرينبلات حركة حماس المسؤولية عن الأوضاع في قطاع غزة قائلاً: «إن حماس تتحمل المسؤولية المباشرة عن الأوضاع البائسة التي يعيشها الغزيون». واتهم المبعوث الأميركي حماس بتنظيم «احتجاجات عنيفة غير مدنية على السياج تتضمن عمليات تسلل وهجمات ضد إسرائيل، مما ينم عن انعدام المسؤولية وتجاهل حياة الإنسان».
وكان محققون من الأمم المتحدة قالوا إن قوات الأمن الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بقتل 189 فلسطينياً وإصابة أكثر من 6100 خلال احتجاجات أسبوعية في قطاع غزة العام الماضي.
وذكرت اللجنة المستقلة أن لديها معلومات سرية بشأن من تعتقد أنهم المسؤولون عن أعمال القتل، وبينهم قناصة وقادة عسكريون، وستقدمها إلى ميشيل باشليه المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كي تحيلها للمحكمة الجنائية الدولية. وقالت اللجنة في تقرير: «قتلت قوات الأمن الإسرائيلية وأحدثت عاهات مستديمة بمتظاهرين فلسطينيين لم يشكلوا خطراً وشيكاً يهدد آخرين بالقتل أو الإصابة الخطيرة عند إطلاق النيران عليهم، كما لم يكونوا يشاركون بشكل مباشر في أعمال عدائية».
ورفض فريق الأمم المتحدة مبررات إسرائيل بأن المظاهرات كانت تهدف إلى إخفاء أعمال إرهابية. وقال التقرير إن «المظاهرات كانت مدنية في طبيعتها، ولها أهداف سياسية محددة». وأضاف التقرير أنه «رغم عدد من أعمال العنف المحددة، فقد وجدت اللجنة أن المظاهرات لم تشكل حملات قتالية أو عسكرية». ورحب الفلسطينيون بالتقرير بشدة قائلين «إنه آن الأوان لمحاكمة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية. ودعت الفصائل الفلسطينية والقوى في بيان أصدروه أمس لوضع التقرير موضع التنفيذ الفوري تمهيداً لمحاكمة قادة الاحتلال على الجرائم المتواصلة بحق شعبنا»، كما دعت إلى «إيفاد لجنة دولية مختصة للأراضي الفلسطينية المحتلة للوقوف على الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق شعبنا الأعزل، وتوفير الحماية الدولية حتى إنهاء الاحتلال».
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رفض التقرير قائلاً إن «المجلس يضع مستويات جديدة من النفاق والأكاذيب من منطلق كراهية إسرائيل، وهي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». وأضاف نتنياهو: «حماس تطلق صواريخ على المدنيين الإسرائيليين وتلقي عبوات ناسفة وتنفذ أنشطة إرهابية خلال المظاهرات العنيفة على السياج». وتابع: «إن إسرائيل لن تسمح لحماس بتقويض السيادة الإسرائيلية وسوف تحافظ على الحق في الدفاع عن النفس، وسيستمر الجيش الإسرائيلي بالدفاع بحزم عن المواطنين الإسرائيليين من الهجمات التي تشنها حماس ومنظمات أخرى يتم تمويلها من قبل إيران التي تعلن عزمها على تدمير إسرائيل».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.