«الشباب» تقتل 19 صومالياً وتصيب 60 بجروح وسط مقديشو

TT

«الشباب» تقتل 19 صومالياً وتصيب 60 بجروح وسط مقديشو

أعلنت السلطات الصومالية، أمس، عن مواجهات عنيفة في شوارع العاصمة مقديشو عقب هجوم استهدف مطعما في المدينة، بعد ساعات فقط من تفجير انتحاري نفذته حركة الشباب بسيارة ملغومة عند فندق بشارع مكة المكرمة المزدحم بالعاصمة.
وأفاد عمال إسعاف، وفقا للوكالة الفرنسية، أن 19 شخصاً قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح في المواجهات، في وقت تواصل قوات الأمن الصومالية عملياتها لإنهاء حصار ينفذه مقاتلو الشباب. وفجّر أحد عناصر حركة الشباب نفسه داخل سيارة ليل الخميس أمام فندق كبير ما تسبب باشتعال عدة سيارات في الشارع المكتظ.
واقتحم مقاتلون آخرون من المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة مبنى يضم مطعما حيث طوقتهم الشرطة. وتواصل إطلاق النار المتقطع ليل الخميس والجمعة.
وانتشلت فرق الإنقاذ خمس جثث من تحت الأنقاض بعد الانفجار لكن استمرار الاشتباكات أخر عملية رفع مزيد من الجثث.
وبعد ظهر، أمس، أعلنت خدمة الإسعاف أن عدد القتلى ارتفع بشكل ملحوظ. وقال مدير الخدمة عبد القادر عبد الرحمن «انتشلنا 14 جثة إضافية من تحت أنقاض مبان ما يرفع عدد القتلى إلى 19 بجانب إصابة 60 شخصاً بجروح في المواجهات».
ونقلت وكالة «رويترز» عن الرائد موسى علي بالشرطة قوله «المتشددون لا يزالون يقاتلون من داخل منزل مجاور للفندق»، لافتا إلى أنه أمكن إنقاذ الكثير من المدنيين، لكن عدد القتلى قد يرتفع.
وقال المتحدث العسكري باسم حركة الشباب إن الحركة ما زالت تسيطر على الفندق الذي يرتاده مسؤولون حكوميون ويقع في شارع يضم العديد من الفنادق والمتاجر والمطاعم، وأضاف «حاولت الحكومة دخول المبنى ثلاث مرات، لكننا منعناها».
وقال ضابط الشرطة إبراهيم محمد «ما زال هناك مسلحون داخل المطعم وقوات الأمن تحاول حاليا اقتحام المبنى» بعدما طوقته، بينما يسمع في المدينة إطلاق نار ودوي انفجارات بشكل متقطع.
وقال أحد هؤلاء الشهود في مكان قريب من المواجهات في شارع مكة المكرمة أحد الطرق السريعة الرئيسية على شاطئ البحر في العاصمة إن «مسلحين ما زالوا في الداخل»، وأضاف «وقعت انفجارات وإطلاق نار متقطع داخل المبنى وكل المنطقة مطوقة».
وتبنى المتمردون في حركة الشباب التفجير الذي وقع قرب نقطة تفتيش أمنية بالشارع المزدحم في مقديشو.
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن مقتل نحو 200 من عناصر حركة الشباب، في غارات جوية نفذها الجيش الأميركي منذ مطلع العام الجاري، من بينهم 60 مسلحا قتلوا في ضربات جوية على مدار الأيام الثلاثة الماضية في جنوب ووسط البلاد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.