يقف المنتخب السعودي للشباب على بعد 84 يوماً من أول مبارياته في مونديال كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً في بولندا، التي ستجمعه بالمنتخب الفرنسي في 25 مايو (أيار) المقبل، فيما يعقد السعوديون آمالاً عريضة على نجوم الأخضر لتقديم صورة مغايرة عن المشاركات الثماني السابقة.
وكان الوصول للدور ثمن النهائي أحد أبرز الإنجازات السعودية في النسخ التي شارك بها، إلا أن القائمة الحالية التي تضم مجموعة من النجوم الواعدين في سماء الكرة السعودية، المتوجة أواخر العام الماضي بالبطولة الآسيوية التي احتضنتها الإمارات، مؤهلين للوصول إلى أدوار متقدمة مع مدربهم الوطني خالد العطوي.
ويملك الأخضر الشاب سجلاً مميزاً في نهائيات كأس العالم للشباب، بعد وصوله الأول في نسخة 1985 التي استضافها الاتحاد السوفياتي آنذاك، ولكن الأخضر خرج في تلك المسابقة من دور المجموعات، حيث اصطدم بالمنتخب الإسباني في المباراة الافتتاحية، وخرج متعادلاً بنتيجة سلبية، قبل أن يتفوق على المنتخب الإيرلندي بهدف محيسن الجمعان الذي دون التاريخ اسمه كأول لاعب سعودي يحرز هدفاً في نهائيات كأس العالم، ولكن الأخضر خسر المواجهة الحاسمة من المنتخب البرازيلي وودع البطولة، وتعد مشاركته الأولى مشرفة عطفاً على خبرة المنتخبات التي واجهها، حيث لم تهتز شباك الأخضر سوى في مناسبة وحيدة.
وحجز السعوديون مقعداً في نهائيات كأس العالم 1987 التي أقيمت في تشيلي، إلا أن هذه المشاركة تعتبر الأقل في التاريخ المونديالي لمنتخب الشباب، حيث تعرض لثلاث خسائر متتالية، من ألمانيا الغربية وبلغاريا والولايات المتحدة الأميركية، ومنيت شباك الأخضر بـ6 أهداف، حيث لم يقدم الأخضر المستوى المأمول، بعد أن جاءت نتيجة مباراة الافتتاح أمام الألمان صادمة للجميع، إذ خسرها بثلاثة أهداف نظيفة.
وجاءت المشاركة الثالثة التي كانت باستضافة المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض 1989، ووقع الأخضر في المجموعة الحديدية التي ضمت بطل النسخة المنتخب البرتغالي، وخسر أصحاب الأرض المباراة الافتتاحية (2 / 1) من المنتخب النيجيري، رغم الدعم الجماهيري غير المسبوق، بوجود 62 ألف مشجع. وافتتح نجم الاتفاق التاريخي آنذاك سعدون حمود التسجيل للمنتخب السعودي، لكن النيجريين استطاعوا في الدقائق الأخيرة من المباراة قلب الطاولة والانتصار، وجاءت الخسارة الثانية من المنتخب التشيكوسلوفاكي بهدف نظيف.
وفي المباراة الختامية، رفض السعوديون توديع البطولة دون أن يتركوا لهم بصمة واضحة، وتفجرت طاقات اللاعبين بعد ابتعاد الضغوط، وحققوا فوزاً كاسحاً على المنتخب البرتغالي (بطل النسخة ذاتها)، حيث دكوا شباكه بثلاثة أهداف نظيفة. وجاءت الأهداف السعودية الثلاثة عن طريق خالد الحربي والراحل خالد الرويحي وحمد الدبيخي، وحافظوا على شباكهم نظيفة، ليحققوا أول الانتصارات السعودية في نهائيات كأس العالم، ومصالحة جماهيرهم بانتصار معنوي.
وفشل الأخضر الشاب في حجز إحدى البطاقات المؤهلة لنسخة 1991 التي أقيمت في البرتغال، لكنه عاد بقوة لنهائيات كأس العالم في أستراليا 1993، التي كان مقرراً أن تقام في يوغوسلافيا، لكن الحروب الأهلية هناك تسببت في نقلها لأستراليا. وقدم السعوديون في هذه البطولة مستويات رائعة، إلا أن الحظ أدار ظهره، وتعادل الأخضر في المباراة الافتتاحية مع المنتخب البرازيلي، وأهدر اللاعبون انتصاراً كان قريباً منهم. وفي المباراة الثانية، لم يوفق المهاجمون في ترجمة الفرص أمام مرمى المنتخب النرويجي، وخسروا المباراة الحاسمة من المنتخب المكسيكي بهدفين مقابل هدف وحيد، وتعد هذه المشاركة من أجمل المشاركات السعودية، عطفاً على المستوى الفني الرائع الذي قدمه اللاعبين، بيد أن الحظ عاندهم في بلوغ تخطي دور المجموعات.
ولم يوفق الأخضر في التأهل لنسختين على التوالي في مونديال 1993 و1995، ولكنهم عادوا للمشاركة في نهائيات 1999 في نيجيريا، غير أن الأخضر ظهر بصورة باهتة، رغم تقارب المستويات الفنية لمجموعة المنتخب السعودي، بوجود المنتخب المكسيكي والمنتخب الأسترالي والمنتخب الإيرلندي، لكنه خسر مباراة الافتتاح بنتيجة ثقيلة من أستراليا (3 / 1)، ومن إيرلندا تلقى خسارة ثانية (2 / 0)، وتعادل في المباراة الختامية مع المكسيك بهدف لمثله، ولم يوفق اللاعبون في هذه البطولة بتقديم منتخبهم بالصورة التي تعكس تطلعات مسؤولي الرياضة، وفترة الإعداد الطويلة قبل المونديال، وخرجوا بنقطة وحيدة من دور المجموعات.
وخسر الأخضر الشاب فرصة التأهل لمونديال الأرجنتين 2001 في الأمتار الأخيرة من السباق، إلا أن غيابه لم يدم طويلاً، بعد وصوله لمونديال الإمارات 2003. وكانت الصورة مشابهة تماماً لمشاركته الأخيرة، بعد تعرضه لخسارة وحيدة وتعادلين مع المنتخب المكسيكي بهدف ناجي مجرشي، وتعادل سلبي مع منتخب ساحل العاج، وخسارته من إيرلندا (2 / 1)، وكان الهدف السعودي بإمضاء عيسى المحياني، ليحل الأخضر في المركز الثالث ويودع البطولة.
وغاب المنتخب السعودي للشباب عن النسخ الثلاث التي استضافتها هولندا وكندا ومصر، قبل أن يحضر من جديد وبكل قوة، ويتأهل لمونديال كولومبيا في صيف عام 2011، إذ وضعته القرعة في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات نيجيريا وغواتيمالا وكرواتيا، وانتصر الأخضر في المباراة الافتتاحية (2 / 0) على المنتخب الكرواتي بهدفي ياسر الفهمي وفهد المولد، وأمطر شباك المنتخب الغواتيمالي بـ6 أهداف نظيفة، وأحرز الأهداف السعودية سالم الدوسري وياسر الفهمي وإبراهيم البراهيم ومحمد آل فتيل ويحيى دغريري وياسر الشهراني، بهدف لكل لاعب، وضمن الصقور الخضر بعد هذا الانتصار تخطي دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخ المشاركات السعودية في نهائيات كأس العالم للشباب.
وفي آخر مواجهات دور المجموعات، خسروا بهدفين دون رد من المنتخب النيجيري، ورمت القرعة المنتخب السعودي أمام بطل النسخة المنتخب البرازيلي. وعلى الرغم من الشوط الأول الرائع الذي قدمه السعوديون في تلك المواجهة، وخرجوا متعادلين بنتيجة سلبية، بيد أن شوط المباراة الثاني شهد انهياراً في الدفاعات السعودية، وتلقت شباكهم ثلاثة أهداف، كانت كافية لإعلان الوداع بعد بلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى.
وعاد الأخضر السعودي الشاب من جديد للغياب في نسختين على التوالي، وفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم التي أقيمت في تركيا 2013، وكذلك نهائيات كأس العالم في نيوزيلندا عام 2015، وحظي مجدداً ببطاقة الصعود المؤهلة لمونديال 2017 في كوريا الجنوبية.
الأخضر الشاب على بعد 84 يوماً من أول مواجهاته المونديالية
السعوديون يعلقون آمالاً عريضة على بطل آسيا في بولندا
الأخضر الشاب على بعد 84 يوماً من أول مواجهاته المونديالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة