تونس تمنع قياديين من حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي من دخول أراضيها

إقرار الفصل الأول من الدستور التونسي الجديد ورفض اقتراح يعد الإسلام «المصدر الأساسي» للتشريع

النائب البرلماني معز بالحاج رحومة يمسك بيديه نسخة من دستور تونس الجديد حيث بدأ المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) المصادقة على مواده أمس (أ.ب)
النائب البرلماني معز بالحاج رحومة يمسك بيديه نسخة من دستور تونس الجديد حيث بدأ المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) المصادقة على مواده أمس (أ.ب)
TT

تونس تمنع قياديين من حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي من دخول أراضيها

النائب البرلماني معز بالحاج رحومة يمسك بيديه نسخة من دستور تونس الجديد حيث بدأ المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) المصادقة على مواده أمس (أ.ب)
النائب البرلماني معز بالحاج رحومة يمسك بيديه نسخة من دستور تونس الجديد حيث بدأ المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) المصادقة على مواده أمس (أ.ب)

منعت السلطات التونسية أبو عماد الرفاعي من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحسن عز الدين القيادي بحزب الله اللبناني المكلف بالعلاقات العامة، من دخول أراضيها وأعادتهما على متن نفس الطائرة التي أقلتهما مقبلة من العاصمة اللبنانية بيروت. ورجحت مصادر أمنية تونسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون إدارة الحدود والأجانب بمطار تونس قرطاج الدولي قد اتخذت هذا القرار مساء أول من أمس الجمعة لـ«دواع أمنية» وذلك على أثر التفجيرات التي عرفتها الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية والتعقيدات الطارئة على الملف السوري في علاقته بالوضع اللبناني.
ولم تقدم السلطات التونسية مبررات كافية إثر اتخاذها هذا القرار خاصة أن القياديين في حزب الله والجهاد الإسلامي سبق لهما أن زارا تونس في مناسبات سابقة. وعبر «الائتلاف المناهض للصهيونية» عن استغرابه من القرار، وقال أحمد الكحلاوي رئيس جمعية «دعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية»، إن هذا القرار غير مبرر بعد الثورة التونسية التي فتحت، على حد تعبيره، أبواب حرية التعبير أمام الجميع وقضت على سلسلة من الخطوط الحمراء التي رافقت النظام السابق. من جهته، وصف عبد الكريم صلموك القيادي في «حزب الغد» الذي تأسس بعد الثورة وله مرجعية قومية، تصرف السلطات التونسية بـ«العار»، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن أصابع الاتهام تتجه إلى الحكومة التي «لم تقر إلى حد الآن في نص الدستور جريمة التطبيع مع إسرائيل»، وأضاف موضحا «إنها تتحمل لوحدها مسؤولية هذا القرار».
وكان القياديان في حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، يعتزمان المشاركة في مؤتمر يعقد في العاصمة التونسية تحت عنوان «السيادة الوطنية والمقاومة في الحراك العربي».
في غضون ذلك صادق المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) في تونس أمس على الفصل الأول من الدستور الجديد للبلاد ورفض مقترحات بالإشارة إلى أن الإسلام هو «المصدر الأساسي» للتشريع في البلاد. وينص الفصل الأول من الدستور على أن «تونس دولة حرة، مستقلة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها. لا يجوز تعديل هذا الفصل». واحتفظ المجلس التأسيسي بذلك بنفس صيغة الفصل الأول من دستور 1959 (أول دستور بعد الاستقلال) مع إضافة عبارة جديدة هي «لا يجوز تعديل هذا الفصل».
وقال مصطفى بن جعفر رئيس المجلس إن 146 نائبا من أصل 149 شاركوا في عملية الاقتراع، صوتوا بنعم على الفصل الأول من الدستور.
واقترح محمد الحامدي النائب عن حزب «تيار المحبة» إدخال نص ضمن الفصل الأول من الدستور يقول إن الإسلام هو «المصدر الأساسي للتشريعات» في تونس. كما اقترح النائب مولدي الزيدي (مستقل) أن ينص الفصل الأول من الدستور على أن «القرآن والسنة (هما) المصدر الأساسي للتشريعات» في تونس. وصوت أغلب النواب ضد المقترحين. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشتمل مشروع الدستور الجديد لتونس على توطئة من 6 فقرات و146 فصلا. من جهته فند الحبيب اللوز القيادي في حركة النهضة الاتهامات الموجهة إلى الحركة بالسعي التدريجي لإرساء دعائم الدولة الدينية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن اعتبار الإسلام حكرا على النهضة أو الإخوان أو التنظيمات الإسلامية فيه الكثير من التعسف.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».