منظمات حقوقية دولية ومحلية تطالب تركيا بإنهاء «حملة الترهيب» ضد الناشطين

المعارضة تنتقد بيع مصنع للدبابات لشركة يملك الجيش القطري نصف أسهمها

ملصقات المرشحين تملأ شوارع أنقرة استعدادا للانتخابات المحلية في 21 مارس (أ.ف.ب)
ملصقات المرشحين تملأ شوارع أنقرة استعدادا للانتخابات المحلية في 21 مارس (أ.ف.ب)
TT

منظمات حقوقية دولية ومحلية تطالب تركيا بإنهاء «حملة الترهيب» ضد الناشطين

ملصقات المرشحين تملأ شوارع أنقرة استعدادا للانتخابات المحلية في 21 مارس (أ.ف.ب)
ملصقات المرشحين تملأ شوارع أنقرة استعدادا للانتخابات المحلية في 21 مارس (أ.ف.ب)

طالبت منظمات حقوقية دولية ومحلية تركيا بإنهاء ما وصفته بـ«حملة الترهيب المنسقة والتحرش القضائي» ضد الناشطين الحقوقيين في البلاد. وقالت منظمة «العفو الدولية» ومنظمة «صحافيون بلا حدود» و8 جماعات تركية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان مشترك نشر أمس، إن «حملة القمع المتصاعدة وتجريم جمعيات المجتمع المدني يجب أن تنتهي». وطالبت هذه المنظمات بإطلاق سراح عثمان كافالا، رجل الأعمال الناشط في العمل الحقوقي، الذي وجهت إليه اتهامات مع 15 شخصاً آخرين بمحاولة الإطاحة بالحكومة. وأضافت المنظمات الحقوقية، في بيانها، أن على «المحكمة أن ترفض الاتهام الذي سربته وسائل الإعلام فقط لأنه قائم على تناقضات سخيفة، ولقلة الأدلة».
ويواجه كافالا، المعتقل منذ نحو 500 يوم اتهامات مع رئيس تحرير صحيفة «جمهوريت» الأسبق جان دوندار، الذي فر إلى ألمانيا، بسبب دورهما المزعوم في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مايو (أيار) 2013 بسبب خطة لتطوير حديقة جيزي في وسط إسطنبول. وكان الاتحاد الأوروبي ندد بما وصفه بـ«أجواء الخوف» التي تشيعها السلطات في تركيا بإصدار أحكام تتضمن عقوبات بالسجن المؤبد بحق الناشط الحقوقي رجل الأعمال عثمان كافالا، وصحافيين؛ لاتهامهم بدعم مظاهرات «جيزي بارك» في إسطنبول في عام 2013.
وقالت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان الأسبوع الماضي، إن «اتهام 16 سجيناً بينهم عثمان كافالا يطرح تساؤلات بشأن احترام القضاء التركي للمعايير الدولية والأوروبية».
ويتهم الرئيس التركي كافالا، المسؤول عن معهد الأناضول الثقافي الناشط في مجال الحقوق والحريات، المعتقل في سجن «سيليفري»، غرب إسطنبول، بتمويل الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي جرت في 2013، بالتعاون مع مؤسسة «المجتمع المفتوح» التي أسسها جورج سورس.
وقالت موغيريني أيضا إن «الأحكام الصادرة في 18 فبراير (شباط) ضد 14 صحافيا وموظفا في صحيفة (جمهوريت) تناقض مبادئ حرية التعبير والإعلام، التي هي حجر أساس أي مجتمع ديمقراطي». وأكدت أن «اعتقال صحافيين وبرلمانيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وجامعيين، غالباً دون اتهامات لممارسة الحق الشخصي والمهني في حرية التعبير، لا يتطابق مع واجبات تركيا».
ووقّعت تركيا على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهي عضو في مجلس أوروبا، إلا أن ما تقوم به تركيا تجاه الصحافيين والمعارضين، يعد من وجهة نظر المؤسسات الأوروبية انتهاكاً للمعاهدة.
وتواجه تركيا احتمالات إنهاء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، المجمدة أصلاً؛ بسبب مخالفاتها المعايير الأوروبية وسجلها في مجال حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير، فضلاً عن الملف المتعلق برفض أوروبا التعديلات الدستورية التي قادت إلى الانتقال إلى النظام الرئاسي في تركيا بدلاً عن النظام البرلماني.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق بالغ» إزاء تقارير تفيد بأن ممثلي الادعاء في تركيا تحركوا لتوجيه اتهامات إلى 16 من قادة المجتمع المدني والإعلام والأعمال.
وأوضح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو، في بيان، أن «القدرة على ممارسة الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أمر أساسي لأي ديمقراطية سليمة... نحث تركيا على احترام هذه الحريات والإفراج عن جميع المحتجزين تعسفياً».
في غضون ذلك، عبرت مرشحة الرئاسة التركية السابقة رئيس حزب «الجيد» التركي المعارض، ميرال أكشينار، عن استيائها الشديد لتجاوز الرئيس رجب طيب إردوغان في لغته وخطاباته تجاه المعارضين له، قائلة إن «الرئيس تهكم عبر تويتر على نصف الشعب التركي، عندما وصف المعارضين له بالخونة والإرهابيين، وهذه إهانة لا يمكن السكوت عليها».
وتابعت أكشينار في تصريحات أمس: «لقد تعلمنا من قيم الجمهورية التركية أن الرئيس لا يسب شعبه، وإن فعل فهذا عيب وخطأ لا يمكن قبوله»، وتساءلت: «كيف لدولة يربط بقاؤها ببقاء حزبه (العدالة والتنمية الحاكم)، أن تبيع مصنع دبابات للأجانب»، في إشارة إلى مصنع الدبابات المصفحة الذي أسس عام 1975 في مدينة سكاريا شمال غربي البلاد، والذي بيع لشركة يمتلك جيش قطر نصف أسهمها مقابل مبلغ 20 مليار دولار.
ونشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قرارا لرئيس الجمهورية ينص على ضم مديرية مصانع الصيانة الرئيسية الأولى التابعة للمديرية العامة للمصانع العسكرية الخاصة بوزارة الدفاع، إلى برنامج الخصخصة.
وسبق لإردوغان أن قال إنه سيتم بيع المصنع لشركة «بي إم سي» التي يمتلكها رجل الأعمال المقرب منه أدهم سنجق التي يملك الجيش القطري نسبة 49.99 في المائة من أسهمها. وأثار زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار، هذه القضية في البرلمان، رافضا بيع مصانع المعدات الدفاعية للأجانب.
كما طالبت أكشينار بضرورة الحفاظ على الصناعات الدفاعية التركية، قائلة إن «هذا المصنع أسسه الشعب التركي بإمكاناته، فكيف يتم بيعه؟ عليه أن يبقى ملكا للشعب وليس للأجانب».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.