فرنسا خسرت 0.2 % من نموها بسبب «السترات الصفراء»

فرنسا خسرت 0.2 % من نموها بسبب «السترات الصفراء»
TT

فرنسا خسرت 0.2 % من نموها بسبب «السترات الصفراء»

فرنسا خسرت 0.2 % من نموها بسبب «السترات الصفراء»

قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، أمس، إن احتجاجات «السترات الصفراء» المناهضة للحكومة كبدت اقتصاد بلاده 0.2 نقطة مئوية من النمو الاقتصادي منذ بدايتها.
واندلعت الاحتجاجات منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بسبب زيادة أسعار الوقود وارتفاع تكلفة المعيشة، لكنها تطورت لتصبح حركة أوسع نطاقاً ضد الرئيس إيمانويل ماكرون ومساعيه لتنفيذ إصلاحات اقتصادية.
وفي ذروتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أجبرت الاحتجاجات الأسبوعية كثيراً من الشركات والمتاجر على الإغلاق في وسط باريس ومدن أخرى، في حين شهدت العاصمة أسوأ أعمال شغب وتخريب في عشرات السنين.
وقال لومير في تصريحات تلفزيونية: «إنها تكلفة مرتفعة جداً، نحو 0.2 نقطة مئوية من النمو الفصلي، وبالتالي هذا كثير». وقالت الحكومة الفرنسية من قبل إن الاحتجاجات كلفت الاقتصاد أكثر من 0.1 نقطة مئوية من النمو في الربع الرابع، وهو ما يعادل نحو 2.5 مليار يورو (2.85 مليار دولار).
وقال المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية، أمس، إن الاقتصاد الفرنسي نما 0.3 في المائة في الربع الرابع، مع تعويض الصادرات القوية أثر ضعف الإنفاق المحلي؛ وهو ما يؤكد تقديرات سابقة.
وأكد المعهد أن نسبة نمو الاقتصاد على مدى العام الماضي بلغت 1.5 في المائة، انخفاضاً من أعلى معدل في 10 سنوات المسجل في 2017 عند 2.3 في المائة. وأضاف المعهد أن إنفاق المستهلكين ارتفع بنسبة 1.2 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد انخفاض 1.5 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول)، مما فاق التوقعات في استطلاع لـ«رويترز» قدر نسبة الارتفاع عند واحد في المائة.
وفي منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي، قالت الحكومة الفرنسية إنها قدمت 38 مليون يورو مساعدات مالية للعمال، الذين تم تخفيض ساعات عملهم، بسبب معاناة الشركات من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأضافت الحكومة في معطيات رسمية أن أكثر من 72 ألف شخص، ينتمون إلى 5 آلاف شركة، قد تم تخفيض ساعات عملهم بسبب انخفاض الأجور، منذ بدء حركة احتجاج «السترات الصفراء».
وتراجعت إيرادات الشركات، ومعظمها في وسط المدن، بنسبة بين 20 و40 في المائة، في بعض الفترات، بسبب المظاهرات، التي كانت تنظم كل يوم سبت. ودفعت شركات التأمين نحو 89 مليون يورو لتغطية 1670 حالة لأضرار تم الإبلاغ عنها بسبب أعمال العنف، والنهب على هامش بعض الاحتجاجات.
جاء ذلك ضمن معطيات رسمية لمكتب الإحصاء الوطني الفرنسي، الذي أكد أن معدل البطالة قد شهد انخفاضاً غير متوقع، نهاية العام الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2009. وكشف المكتب أن معدل البطالة قد انخفض إلى 8.8 في المائة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، مسجلاً أدنى مستوى له، منذ عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وحسب «رويترز»، فإن الخبراء الاقتصاديين يرون أن الانخفاض في معدلات البطالة يوفر لماكرون دفعة قوية لاستعادة سلطته بعد موجة الاحتجاجات التي بدأها ذوو السترات الصفراء، قبل 3 أشهر.



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».