تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

يؤثر في النظر ويستثير الجهاز العصبي لديهم ويقلل مهاراتهم التفاعلية

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار
TT

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

على الرغم من التحذيرات المستمرة من الأكاديمية الأميركية للأطفال (AAP) بضرورة عدم تعرض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (أقل من عامين) للشاشات الإلكترونية المختلفة لأي وقت مهما كان قصيراً، وضرورة تعرض الأطفال الأكبر عمراً لأوقات محددة، فإن وقت تعرض الأطفال للشاشات المختلفة (Screen Time) سواء شاشة التلفاز أو الكومبيوتر أو الهاتف الجوال قد تضاعف مقارنة بالوقت الذي كان يقضيه الأطفال من 20 عاماً.

«وقت الشاشة»
يقضي الأطفال حالياً نحو 3 ساعات أمام الشاشة على وجه التقريب، وفقاً لأحدث دراسة أميركية تناولت هذا الموضوع وتم نشرها في شهر فبراير (شباط) من العام الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة الرابطة الأميركية لطب الأطفال (journal JAMA Pediatrics).
وأشارت الدراسة إلى أن خطورة الأمر تتمثل في زيادة نسبة الفئة العمرية الصغيرة، إذ إن الوقت المقضي قد تضاعف 5 مرات في الفترة الزمنية من 1997 وحتى عام 2014 بالنسبة للأطفال في الفئة العمرية نفسها (أقل من 3 سنوات)، وفي الأغلب كانت الشاشة في ذلك الوقت هي شاشة التلفاز فقط. وفي المقابل وجدت الدراسة أن الأطفال الأكبر عمراً (من 3 إلى 5 سنوات) يقضون وقتاً أقل من الأطفال الصغار، حيث يبلغ متوسط الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة نحو ساعتين ونصف الساعة فقط يومياً دون اختلاف كبير عن الأطفال في مثل عمرهم عام 1997 خلافاً للتوصيات الحديثة بعدم التعرض مطلقاً لأقل من عامين وتحديد ساعة واحدة في اليوم للأطفال من عمر 2 وحتى 5 أعوام.
وأوضحت الدراسة أن التلفاز لا يزال هو الشاشة المفضلة للأطفال حتى وقت دخولهم المدارس على الرغم من انتشار الألواح الإلكترونية والكومبيوترات بمعدل مشاهدة يقترب من ساعتين ونصف الساعة، بينما يكون الوقت المقضي أمام الهاتف الجوال هو نصف ساعة فقط.
ونصحت الدراسة الآباء بضرورة تقليل وقت الشاشات للأطفال حتى لو كان الهدف هو تعليمهم المهارات المختلفة في عمر ما قبل الدراسة، إذ إن المخاطر من الاستخدام أكثر من النفع، خصوصاً التأثير في النظر والجهاز العصبي واستثارته، وهو الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلباً على إصابة الأطفال بالقلق والتوتر في عمر مبكر. وأوصت بضرورة غلق جهاز التلفاز في أوقات عدم استخدامه حتى لا يتسبب في زيادة الوقت المقضي أمام الشاشات بالنسبة للطفل.
وشددت الدراسة على عدم وضع تلفاز في غرفة نوم الطفل، إذ إن هذا التصرف يزيد من المخاطر الصحية، بالإضافة إلى عدم الاستماع للنصائح والتعليمات من الأم أو التركيز في الحديث بشكل عام أثناء تشغيل البرامج في التلفاز أو أي وسيلة إلكترونية أخرى بالمقارنة بعدم وجود برامج حسب نتائج دراسة سابقة. وبالتالي، فإنه كلما زاد الوقت المقضي أمام الشاشة قلت المهارات الحقيقية والنمو الإدراكي للطفل، خصوصاً بعد الوضع في الاعتبار الانتشار الأكبر للهواتف الجوالة من وقت الدراسة في عام 2014 وحتى الآن.
وأشارت الأكاديمية الأميركية (AAP) إلى أن وقت الشاشات بجانب كونه محدداً يجب أن تكون البرامج والألعاب عالية الوضوح والدقة حتى لا تؤثر في الأعين، ويجب على الآباء أن يدركوا أن الأطفال أقل من عمر 3 سنوات ونصف السنة تكون قدرتهم على تعلم الكلام أقل من خلال المشاهدة، وبالتالي فإنه خلافاً لتصور الآباء، فإن هذه البرامج يمكن أن تؤثر سلباً في تعلم اللغة ونشأتها عند الطفل، ولذلك تنصح بضرورة أن تقوم الأم بإعادة وتكرار الكلمات التي تريد للطفل تعلمها من خلال البرامج المختلفة وتحاول تعليمه النطق، إذ إن الأطفال في هذا العمر يتعلمون الكلام من خلال التفاعل (interacting) واستخدام الحواس مجتمعة؛ النظر واللمس والسمع والكلام.

أخطار الشاشات
من أهم أخطار زيادة وقت الشاشة قلة الحركة البدنية واحتمالات زيادة الوزن في مرحلة ما قبل الدراسة. ووجدت دراسة سابقة أن كل ساعة مشاهدة في الأسبوع تؤدي إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم (body mass index) في الأطفال. وأيضاً تعتبر اضطرابات النوم من المشكلات الرئيسية لوقت الشاشات. وكلما زاد الوقت قلت معدلات النوم حتى للأطفال في عمر 6 شهور الذين يحتاجون إلى النوم لعدد ساعات يمكن أن تصل إلى 15 ساعة. والحرمان من النوم يؤدي إلى خلل في النمو لهؤلاء الأطفال، وأن وجود أي شاشة مهما صغر حجمها مثل الجوال فإن مجرد الضوء المنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى تراجع إفراز الميلاتونين (melatonin)، الذي يساعد الطفل في النوم الهادئ.
ويجب على الآباء أن يدركوا أن أول 3 سنوات من عمر الطفل هي الفترة التي يكون نمو المخ فيها بالغ السرعة ويستفيد من التعلم المباشر والنمو العاطفي والإدراكي. والأطفال يتعلمون التفاعل الاجتماعي من خلال التعامل وجهاً لوجه مع الآباء أو الأشخاص المقربين، ولذا لا يجب تركهم بمفردهم أمام شاشة صماء. وحذرت الأكاديمية الآباء أنه خلافاً لاعتقادهم بأن إعطاء الهاتف للطفل أثناء بكائه يجعله يتوقف عن البكاء، فإنه على المدى الطويل هؤلاء الأطفال يصابون بالقلق كلما زاد الاستخدام.
في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة الحذر من الاستخدام المبالغ فيه للأجهزة الإلكترونية المختلفة للأطفال دون عمر الخامسة حتى لو كانت لأغراض تعليمية، وأنه على سبيل المثال يمكن أن تكون الكتب المصورة التقليدية ذات نفع أكبر في تعليم الأطفال من الكتب الإلكترونية التفاعلية، إذ إن الأم يكون لديها فرصة للحديث مع الطفل عن أحداث القصة العادية.
- استشاري طب الأطفال



علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
TT

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

في جامعة يوتا، استخدم العلماء علاجاً جينياً جديداً أظهر أنه يعكس آثار قصور القلب، في دراسة أُجريت على حيوانات كبيرة.

في الدراسة، وُجد أن الخنازير التي تعاني من قصور القلب لديها مستويات منخفضة من «مُدمِج الجسور القلبية 1 (cBIN1)»، وهو بروتين قلب مهم.

وفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، حقن العلماء فيروساً غير ضار في مجرى دم الخنازير لنقل جين «cBIN1» إلى خلايا قلبها.

لقد نجت الخنازير طوال مدة الدراسة التي استمرّت 6 أشهر، في حين كان من المتوقع أن تموت من قصور القلب دون العلاج الجيني.

فيما أطلق عليه الباحثون «التعافي غير المسبوق لوظيفة القلب»، بدا أن الحقن الوريدي يحسِّن وظيفة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يمكنه ضخها، مما «يحسِّن بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة».

كما بدت قلوب الخنازير «أقل اتساعاً وأقل نحافة» بعد العلاج، «أقرب في المظهر إلى قلوب طبيعية».

وفي حين أدت المحاولات السابقة لعلاج قصور القلب إلى تحسين الوظيفة بنسبة 5 في المائة إلى 10 في المائة فقط، فإن العلاج الجيني المُستخدَم في الدراسة الجديدة أدى إلى تحسُّن بنسبة 30 في المائة، وفقاً للباحثين.

تم نشر الدراسة، التي موَّلتها المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «npj Regenerative Medicine».

قال الدكتور تينغ تينغ هونغ، أستاذ مشارِك في علم الأدوية والسموم في جامعة يوتا، في البيان الصحافي: «على الرغم من أن الحيوانات لا تزال تواجه ضغوطاً على القلب لإحداث قصور القلب، فإننا رأينا في الحيوانات التي حصلت على العلاج تعافياً لوظيفة القلب، وأن القلب يستقر أو ينكمش أيضاً».

وأضاف: «نطلق على هذا إعادة البناء العكسي. إنه يعود إلى الشكل الذي يجب أن يبدو عليه القلب الطبيعي».

وقال هونغ لـ«فوكس نيوز»: «هناك علاج جديد محتمل لعلاج قصور القلب في الطريق».

وأشار هونغ إلى أن الباحثين فوجئوا عندما وجدوا أن العلاج الجيني نجح بشكل جيد للغاية في الحيوانات الكبيرة بجرعة منخفضة للغاية.

وقال المؤلف المشارِك روبن شو، دكتوراه في الطب، ومدير «معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب أمراض القلب والأوعية الدموية» في جامعة يوتا، إن الدراسة «غير المسبوقة» تبشِّر بـ«نموذج جديد» لعلاجات قصور القلب.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «نظراً لفعالية علاجنا، يمكن تقليص متلازمة قصور القلب المعقدة متعددة الأعضاء إلى مرض قابل للعلاج يتمثل في فشل عضلة القلب».

وأوضح أن «سمية العلاج الجيني تزداد مع الجرعة، لذا فإن جرعتنا المنخفضة تشير إلى أن نهج العلاج الجيني لدينا سيكون آمناً للمرضى».

وبينما تم استخدام العلاج الجيني تاريخياً للأمراض النادرة، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنه قد يكون أيضاً نهجاً فعالاً لـ«الأمراض المكتسبة»، وفقاً لشو.

وفي حين أقرَّ الباحثون بأنَّ الدراسة بها بعض القيود، أشار هونغ إلى أن «دراسات زيادة الجرعة وعلم السموم لا تزال مطلوبةً حتى ينتقل العلاج إلى الخطوة التالية (نحو موافقة إدارة الغذاء والدواء)».

وقال الباحثون إنه من غير المؤكد أيضاً ما إذا كان العلاج الجيني سينجح مع الأشخاص الذين حصلوا على مناعة طبيعية ضد الفيروس الذي يحمل العلاج.

وقال هونغ إن دراسة علم السموم جارية حالياً، ويخطط الفريق لبدء التجارب السريرية البشرية في خريف عام 2025.

أطباء القلب يشاركون

لم يشارك الدكتور جاسديب دالاواري، متخصص أمراض القلب التداخلية والمسؤول الطبي الإقليمي في «VitalSolution»، وهي شركة «Ingenovis Health» ومقرها أوهايو، في البحث، ولكنه شارك في رد فعله على النتائج.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «البحث في مرحلة الحيوان مثير للاهتمام دائماً، لكن التطبيق على موضوعات الاختبار البشرية ضروري من حيث فهم ما إذا كان هذا النهج سيكون له التأثير نفسه على البشر».

وأضاف: «مع ذلك، هناك كثير من التعديلات الجينية التي تحدث في أمراض مختلفة، مثل التليف الكيسي وخلل العضلات، التي تبحث عن تدخل مماثل - حقن الجينات الصحية على أمل إيجاد علاجات».

وأكد أن «العلاج الجيني والطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية هي المستقبل، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن هذا».

لاحظت الدكتورة جوهانا كونترايراس، متخصصة أمراض القلب المتقدمة وزراعة القلب في «مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب» في مدينة نيويورك، أن التدخلات الدوائية التقليدية يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على القلب و«الاحتقان الجهازي»، ولكن «في الغالب، لا تعالج إعادة تشكيل عضلة القلب الفاشلة».