تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

يؤثر في النظر ويستثير الجهاز العصبي لديهم ويقلل مهاراتهم التفاعلية

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار
TT

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

تضاعف «وقت الشاشة» للأطفال الصغار

على الرغم من التحذيرات المستمرة من الأكاديمية الأميركية للأطفال (AAP) بضرورة عدم تعرض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (أقل من عامين) للشاشات الإلكترونية المختلفة لأي وقت مهما كان قصيراً، وضرورة تعرض الأطفال الأكبر عمراً لأوقات محددة، فإن وقت تعرض الأطفال للشاشات المختلفة (Screen Time) سواء شاشة التلفاز أو الكومبيوتر أو الهاتف الجوال قد تضاعف مقارنة بالوقت الذي كان يقضيه الأطفال من 20 عاماً.

«وقت الشاشة»
يقضي الأطفال حالياً نحو 3 ساعات أمام الشاشة على وجه التقريب، وفقاً لأحدث دراسة أميركية تناولت هذا الموضوع وتم نشرها في شهر فبراير (شباط) من العام الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة الرابطة الأميركية لطب الأطفال (journal JAMA Pediatrics).
وأشارت الدراسة إلى أن خطورة الأمر تتمثل في زيادة نسبة الفئة العمرية الصغيرة، إذ إن الوقت المقضي قد تضاعف 5 مرات في الفترة الزمنية من 1997 وحتى عام 2014 بالنسبة للأطفال في الفئة العمرية نفسها (أقل من 3 سنوات)، وفي الأغلب كانت الشاشة في ذلك الوقت هي شاشة التلفاز فقط. وفي المقابل وجدت الدراسة أن الأطفال الأكبر عمراً (من 3 إلى 5 سنوات) يقضون وقتاً أقل من الأطفال الصغار، حيث يبلغ متوسط الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة نحو ساعتين ونصف الساعة فقط يومياً دون اختلاف كبير عن الأطفال في مثل عمرهم عام 1997 خلافاً للتوصيات الحديثة بعدم التعرض مطلقاً لأقل من عامين وتحديد ساعة واحدة في اليوم للأطفال من عمر 2 وحتى 5 أعوام.
وأوضحت الدراسة أن التلفاز لا يزال هو الشاشة المفضلة للأطفال حتى وقت دخولهم المدارس على الرغم من انتشار الألواح الإلكترونية والكومبيوترات بمعدل مشاهدة يقترب من ساعتين ونصف الساعة، بينما يكون الوقت المقضي أمام الهاتف الجوال هو نصف ساعة فقط.
ونصحت الدراسة الآباء بضرورة تقليل وقت الشاشات للأطفال حتى لو كان الهدف هو تعليمهم المهارات المختلفة في عمر ما قبل الدراسة، إذ إن المخاطر من الاستخدام أكثر من النفع، خصوصاً التأثير في النظر والجهاز العصبي واستثارته، وهو الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلباً على إصابة الأطفال بالقلق والتوتر في عمر مبكر. وأوصت بضرورة غلق جهاز التلفاز في أوقات عدم استخدامه حتى لا يتسبب في زيادة الوقت المقضي أمام الشاشات بالنسبة للطفل.
وشددت الدراسة على عدم وضع تلفاز في غرفة نوم الطفل، إذ إن هذا التصرف يزيد من المخاطر الصحية، بالإضافة إلى عدم الاستماع للنصائح والتعليمات من الأم أو التركيز في الحديث بشكل عام أثناء تشغيل البرامج في التلفاز أو أي وسيلة إلكترونية أخرى بالمقارنة بعدم وجود برامج حسب نتائج دراسة سابقة. وبالتالي، فإنه كلما زاد الوقت المقضي أمام الشاشة قلت المهارات الحقيقية والنمو الإدراكي للطفل، خصوصاً بعد الوضع في الاعتبار الانتشار الأكبر للهواتف الجوالة من وقت الدراسة في عام 2014 وحتى الآن.
وأشارت الأكاديمية الأميركية (AAP) إلى أن وقت الشاشات بجانب كونه محدداً يجب أن تكون البرامج والألعاب عالية الوضوح والدقة حتى لا تؤثر في الأعين، ويجب على الآباء أن يدركوا أن الأطفال أقل من عمر 3 سنوات ونصف السنة تكون قدرتهم على تعلم الكلام أقل من خلال المشاهدة، وبالتالي فإنه خلافاً لتصور الآباء، فإن هذه البرامج يمكن أن تؤثر سلباً في تعلم اللغة ونشأتها عند الطفل، ولذلك تنصح بضرورة أن تقوم الأم بإعادة وتكرار الكلمات التي تريد للطفل تعلمها من خلال البرامج المختلفة وتحاول تعليمه النطق، إذ إن الأطفال في هذا العمر يتعلمون الكلام من خلال التفاعل (interacting) واستخدام الحواس مجتمعة؛ النظر واللمس والسمع والكلام.

أخطار الشاشات
من أهم أخطار زيادة وقت الشاشة قلة الحركة البدنية واحتمالات زيادة الوزن في مرحلة ما قبل الدراسة. ووجدت دراسة سابقة أن كل ساعة مشاهدة في الأسبوع تؤدي إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم (body mass index) في الأطفال. وأيضاً تعتبر اضطرابات النوم من المشكلات الرئيسية لوقت الشاشات. وكلما زاد الوقت قلت معدلات النوم حتى للأطفال في عمر 6 شهور الذين يحتاجون إلى النوم لعدد ساعات يمكن أن تصل إلى 15 ساعة. والحرمان من النوم يؤدي إلى خلل في النمو لهؤلاء الأطفال، وأن وجود أي شاشة مهما صغر حجمها مثل الجوال فإن مجرد الضوء المنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى تراجع إفراز الميلاتونين (melatonin)، الذي يساعد الطفل في النوم الهادئ.
ويجب على الآباء أن يدركوا أن أول 3 سنوات من عمر الطفل هي الفترة التي يكون نمو المخ فيها بالغ السرعة ويستفيد من التعلم المباشر والنمو العاطفي والإدراكي. والأطفال يتعلمون التفاعل الاجتماعي من خلال التعامل وجهاً لوجه مع الآباء أو الأشخاص المقربين، ولذا لا يجب تركهم بمفردهم أمام شاشة صماء. وحذرت الأكاديمية الآباء أنه خلافاً لاعتقادهم بأن إعطاء الهاتف للطفل أثناء بكائه يجعله يتوقف عن البكاء، فإنه على المدى الطويل هؤلاء الأطفال يصابون بالقلق كلما زاد الاستخدام.
في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة الحذر من الاستخدام المبالغ فيه للأجهزة الإلكترونية المختلفة للأطفال دون عمر الخامسة حتى لو كانت لأغراض تعليمية، وأنه على سبيل المثال يمكن أن تكون الكتب المصورة التقليدية ذات نفع أكبر في تعليم الأطفال من الكتب الإلكترونية التفاعلية، إذ إن الأم يكون لديها فرصة للحديث مع الطفل عن أحداث القصة العادية.
- استشاري طب الأطفال



من تعزيز المناعة إلى مكافحة الربو... فوائد غير متوقعة للغناء

الغناء يلعب دوراً كبيراً في دعم الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
الغناء يلعب دوراً كبيراً في دعم الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
TT

من تعزيز المناعة إلى مكافحة الربو... فوائد غير متوقعة للغناء

الغناء يلعب دوراً كبيراً في دعم الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
الغناء يلعب دوراً كبيراً في دعم الصحة النفسية والجسدية (رويترز)

لطالما ارتبط الغناء بالبهجة وتخفيف التوتر، ولكنه في الواقع يلعب دوراً أعمق في دعم الصحة النفسية والجسدية، وفق ما تؤكده دراسات وتجارب حديثة في هذا المجال.

وفيما يلي عدد من أبرز الفوائد التي يعود بها الغناء على الصحة، وفقاً لما ذكرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، نقلاً عن مجموعة من خبراء الصحة.

تحسين المزاج

تقول ماريان رزق الله، مديرة مركز شمال لندن للعلاج بالموسيقى: «يُفرز الغناء الإندورفين والدوبامين والأوكسيتوسين، وهي مواد كيميائية تُشعرنا بالسعادة والترابط، كما أنه يُحفز العصب المبهم، مما يُخفف التوتر ويُحسِّن المزاج».

تقوية المناعة

إذا كنت ترغب في الوقاية من الأمراض، فإن غناء أغانيك المفضلة بدلاً من مجرد الاستماع إليها قد يساعدك في هذا الأمر.

وفي إحدى الدراسات الألمانية، طُلب من المشاركين إما الغناء وإما الاستماع إلى الموسيقى في مناسبتين منفصلتين. ووجدت الدراسة أن أولئك الذين قاموا بالغناء أنتجوا مستويات أعلى من الغلوبولين المناعي «أ»، وهو جسم مضاد يعمل كخط دفاع أول مهم للجهاز المناعي.

وقادت الدكتورة ديزي فانكورت، أستاذة علم النفس البيولوجي وعلم الأوبئة في جامعة كوليدج لندن، دراسات كثيرة حول تأثير الغناء على جهاز المناعة. إحدى هذه الدراسات التي تناولت مرضى السرطان، وجدت أن الغناء لمدة ساعة واحدة فقط أسبوعياً أدى إلى زيادة في السيتوكينات، وهي بروتينات الجهاز المناعي التي تساعد الجسم على مكافحة الأمراض الخطيرة.

وأشارت فانكورت إلى أن الاستجابة المناعية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية.

وأوضحت قائلة: «يرتبط المزاج الإيجابي بانخفاض مستويات الالتهاب، لذا فإن الاستجابة المناعية التي نراها هي على الأرجح جزء لا يتجزأ من الفوائد النفسية للغناء».

تحسين الذاكرة والقدرات الذهنية

هناك سبب وجيه يجعل الأطفال يجدون حفظ جداول الضرب أسهل عندما يستمعون إلى الموسيقى، فالعلاقة بين الغناء والذاكرة قوية، فهو يُفعِّل أجزاءً متعددة من الدماغ في آن واحد -المناطق السمعية والحركية والعاطفية واللغوية- مما يُعمِّق عملية التشفير والاسترجاع في الدماغ.

وأظهرت بعض الدراسات أن الغناء يُحسِّن الذاكرة طويلة المدى، والطلاقة اللفظية، واسترجاع الكلمات لدى مرضى الخرف.

وتقول فانكورت: «إن منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة الموسيقية طويلة المدى هي من آخر المناطق التي تتأثر بشدة بالخرف، ولهذا السبب قد ينسى مرضى الخرف هوية الآخرين، ولكنهم قد يتذكرون الموسيقى. ولأن الموسيقى تحمل في طياتها ارتباطاً عاطفياً، فغالباً ما يستطيعون استرجاع ذكريات مرتبطة ببعض الأغاني».

ولمن يرغبون في الحفاظ على صحة أدمغتهم مع التقدم في السن، يُمكن أن يكون الغناء أداة مهمة.

وقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة إكستر على مجموعة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً، أن الغناء المنتظم يُحسِّن الذاكرة والقدرة على حلِّ المهام المعقدة.

ووجد باحثون من جامعة إدنبرة أن الأشخاص الذين مارسوا الغناء في أثناء تعلم اللغة الهنغارية -وهي لغة صعبة للغاية- كانوا أكثر إتقاناً لها بمرتين من أولئك الذين اكتفوا بترديد العبارات دون غناء.

وفي دراسة أخرى من جامعة هلسنكي، وُجد أن الغناء يُساعد في إصلاح شبكة اللغة في الدماغ لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتات دماغية. وقد زادت هذه الممارسة من حجم المادة الرمادية في الدماغ، والتي تلعب دوراً محورياً في الإدراك.

مكافحة الربو

يقول ستيفن كليفت، الأستاذ الفخري بجامعة كانتربري كرايستشيرش، والذي أجرى بحوثاً عن فوائد الغناء الصحية: «هناك أدلة متزايدة تُشير إلى أن الغناء نشاط مفيد للغاية للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التنفس، نتيجة لحالات مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن».

وفي تجربة أجراها باحثون في جامعة موناش بمدينة ملبورن الأسترالية عام 2025، شارك مرضى مصابون إما بداء الانسداد الرئوي المزمن وإما بمرض الرئة الخلالي -وهو مصطلح عام يشمل الحالات التي تُسبب تندباً تدريجياً في أنسجة الرئة- في جلسة غناء جماعي عبر الإنترنت مدة 90 دقيقة، مرة واحدة أسبوعياً على مدار 12 أسبوعاً. وأفاد المشاركون بتحسن ملحوظ في جودة حياتهم مقارنة بالمجموعة الضابطة التي لم تُشارك في الغناء.

وفي دراسة تركية حديثة أخرى أُجريت على أطفال مصابين بالربو، وُجد أن أولئك الذين أكملوا تدريباً على الغناء بالإضافة إلى برنامج تمارين رياضية، أظهروا تحسناً ملحوظاً في مؤشرات حيوية، بما في ذلك ذروة تدفق الزفير والشعور بضيق التنفس بعد بذل مجهود، مقارنة بمن مارسوا التمارين الرياضية فقط.

ويقول كليفت: «يكمن السر في أننا عندما نغني نأخذ عادةً نفساً عميقاً وقصيراً، ثم نزفر زفيراً مطولاً. ومع مرور الوقت، يُساعد ذلك على تقوية عضلات الجهاز التنفسي، مما يُحسّن التنفس ويدعمه».

تعزيز صحة القلب

وفقاً لمراجعة بحثية حديثة نُشرت العام الماضي في المجلة الأوروبية لأمراض القلب، يُعدُّ العلاج بالموسيقى، وخصوصاً الغناء، وسيلة فعَّالة لتعزيز صحة القلب.

كما وجدت دراسة أُجريت عام 2021 أن الغناء يُحدث تأثيرات مماثلة للمشي السريع على القلب والجهاز التنفسي، بما في ذلك رفع معدل ضربات القلب لدى المشاركين إلى مستويات أعلى من تلك التي تُلاحظ عند المشي بسرعة 4 كيلومترات في الساعة.

ونتيجة لذلك، يُمكن أن يُساعد الغناء على إنقاص الوزن. فحسب معهد لندن للغناء، تحرق ساعة واحدة فقط من الغناء وقوفاً نحو 140 سعراً حرارياً للشخص الذي يزن 150 رطلاً (68 كيلوغراماً)، ويزداد عدد السعرات الحرارية المحروقة لمن يزيد وزنهم على ذلك.

التخفيف من حدة الألم

تعمل الإندورفينات والأوكسيتوسين التي تُفرز عند الغناء كمسكنات طبيعية للألم، كما أن انخفاض هرمونات التوتر -بما فيها الكورتيزول- يُخفف من حدة الألم.

ووجدت مراجعة منهجية لتأثير الغناء الجماعي على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أن الغناء -في معظم الدراسات- يُخفف من شدة الألم.

كما وجدت دراسة تجريبية حديثة أخرى أُجريت على 40 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة، أن الغناء يزيد من قدرة تحمل الألم -أي المدة التي يمكنهم فيها تحمل المؤثرات المؤلمة- مقارنة بالاستماع إلى الموسيقى أو الصمت.


تعرف على فوائد الزنك لمرضى السكري

يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً موجوداً بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل الفاصوليا واللحوم والأسماك كما يُمكن تناوله بوصفه مكملاً غذائياً (بيكساباي)
يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً موجوداً بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل الفاصوليا واللحوم والأسماك كما يُمكن تناوله بوصفه مكملاً غذائياً (بيكساباي)
TT

تعرف على فوائد الزنك لمرضى السكري

يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً موجوداً بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل الفاصوليا واللحوم والأسماك كما يُمكن تناوله بوصفه مكملاً غذائياً (بيكساباي)
يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً موجوداً بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل الفاصوليا واللحوم والأسماك كما يُمكن تناوله بوصفه مكملاً غذائياً (بيكساباي)

يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً مهماً يُساعد على دعم جهاز المناعة، وقد يُقلّل من خطر الإصابة ببعض الأمراض. تشير بعض الأدلة إلى أن الزنك قد يكون مفيداً في إدارة مرض السكري من النوع الثاني. كما تُشير أبحاث أخرى إلى وجود صلة محتملة بين نقص الزنك ومرض السكري. مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.

يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً موجوداً بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، مثل الفاصوليا واللحوم والأسماك. كما يُمكن تناوله بوصفه مكملاً غذائياً. يُساعد الزنك في دعم العديد من وظائف الجسم، وأهمها دعم جهاز المناعة، نظراً لخصائصه المضادة للأكسدة، إلا أنه قد يحدث في حال افتقار النظام الغذائي للشخص إلى العناصر الغذائية الكافية.

نظراً للفوائد الصحية المحتملة للزنك، تُشير بعض الأدلة إلى أنه قد يكون له تأثير وقائي ضد داء السكري، وقد يُحسّن من مآل المرضى المصابين به، وسنتعرض فيما يلي بعض تلك لفوائد.

هل يُعد الزنك مفيداً لمرضى السكري من النوع الثاني؟

تشير بعض الأدلة إلى وجود صلة محتملة بين نقص الزنك والإصابة بالسكري. كما تشير الأبحاث إلى أن تناول مكملات الزنك يساعد في تقليل عوامل خطر الإصابة بالسكري، ويسهم في السيطرة على المرض.

وجدت دراسة موثوقة أجريت عام 2020 أن مرضى السكري أكثر عرضة لنقص الزنك من غير المصابين به. كما أشار الباحثون إلى أن الأفراد الذين يعانون من مشاكل في ضبط مستوى السكر في الدم لديهم مستويات أقل من الزنك. وبالمثل، ذكرت دراسة أخرى أجريت عام 2021 أن انخفاض مستويات الزنك مؤشر جيد على مشاكل ضبط مستوى السكر في الدم لدى كبار السن المصابين بالسكري من النوع الثاني.

وبناءً على ذلك، قد يشير هذا إلى أن تناول مكملات الزنك قد يساعد في إدارة مرض السكري بوصفه علاجاً مساعداً. وتشير دراسة أجريت عام 2022 إلى أن الزنك قد يكون مفيداً بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. وفي سياق متصل، وجدت دراسة تحليلية شاملة أجريت عام 2019 أن تناول مكملات الزنك قد يحسن ضبط مستوى السكر في الدم، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أن تناول مكملات الزنك قد يقي من مرض السكري ويساعد في السيطرة عليه.

مصادر الزنك

على الرغم من وجود الزنك في العديد من الأطعمة، تشير بعض الدراسات إلى أن نحو 17في المائة من سكان العالم يعانون من نقص الزنك. عموماً، يستطيع معظم الأفراد الحصول على كمية كافية من الزنك من مصادر غذائية، تشمل: اللحوم الحمراء، الدواجن، المأكولات البحرية، مثل المحار وسرطان البحر وجراد البحر، وحبوب الإفطار المدعمة والبقوليات، المكسرات، و أيضا الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان.

يتوفر الزنك أيضاً في المكملات الغذائية التي يمكن تناولها بالإضافة إلى المصادر الغذائية لضمان الحصول على كمية كافية من هذا العنصر الغذائي. مع ذلك، يُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات.

فوائد أخرى للزنك

إلى جانب فوائده المحتملة في علاج داء السكري، تشير الأدلة إلى أن الزنك قد يمتلك العديد من الفوائد الصحية الأخرى.

تشير الأدلة إلى أن الجسم يستخدم الزنك لأغراض متعددة، بما في ذلك التئام الجروح، ونمو الخلايا، وانقسامها. يُعدّ مستوى الزنك الكافي ضرورياً لعمل الجهاز المناعي بشكل سليم، وقد يُساعد في الوقاية من المضاعفات الخطيرة للأمراض، مثل الالتهاب الرئوي والملاريا والإسهال. بالإضافة إلى ذلك، فهو ضروري أيضاً للنمو والتطور.

المخاطر والاعتبارات

من المهم أن يحصل الأفراد على فكرة دقيقة عن احتياجاتهم الغذائية من الزنك. على الرغم من أن الزنك عنصر غذائي بالغ الأهمية، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى تسمم الزنك، مما قد يسبب مشاكل صحية. تشير دراسة نُشرت عام 2022 إلى الآثار الجانبية المحتملة للإفراط في تناول الزنك، وهي: تهيج المعدة، القيء، الغثيان ونزيف المعدة. بالإضافة إلى ذلك، تشير المعاهد الوطنية للصحة الأميركية إلى أن الإفراط المنتظم في تناول الزنك، بمعدل 15- 450 ملليغرام يومياً، قد يؤدي إلى: انخفاض مستويات النحاس، تغيرات في وظائف الحديد، ضعف المناعة، انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (البروتين الدهني عالي الكثافة)، وكذلك مشاكل في الجهاز البولي التناسلي.


الفيديوهات القصيرة تهدد تركيز الأطفال ونومهم وقدرتهم على ضبط النفس

الفيديوهات القصيرة قد يكون لها تأثير سلبي كبير على أدمغة الأطفال (أ.ف.ب)
الفيديوهات القصيرة قد يكون لها تأثير سلبي كبير على أدمغة الأطفال (أ.ف.ب)
TT

الفيديوهات القصيرة تهدد تركيز الأطفال ونومهم وقدرتهم على ضبط النفس

الفيديوهات القصيرة قد يكون لها تأثير سلبي كبير على أدمغة الأطفال (أ.ف.ب)
الفيديوهات القصيرة قد يكون لها تأثير سلبي كبير على أدمغة الأطفال (أ.ف.ب)

تحوّلت مقاطع الفيديو القصيرة على الإنترنت من مجرد تسلية خفيفة إلى جزء لا يتجزأ من حياة كثير من الأطفال، حيث تجذب منصات مثل «تيك توك»، و«إنستغرام ريلز»، و«يوتيوب شورتس» مئات الملايين من المستخدمين دون سن الـ18.

وقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة غريفيث الأسترالية عن أن هذه الفيديوهات القصيرة قد يكون لها تأثير سلبي كبير على أدمغة الأطفال.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد قام فريق الدراسة بتحليل 71 بحثاً سابقاً شمل نحو 100 ألف مشارك، ووجدوا ارتباطاً ​​بين تصفح الأطفال المفرط للفيديوهات القصيرة، وزيادة اضطرابات النوم وانخفاض التركيز والانتباه والقدرة على ضبط النفس.

وكتب الباحثون في دراستهم: «قد يؤثر استخدام الأطفال الإشكالي لمنصات الفيديوهات القصيرة بالسلب على نومهم ومزاجهم وانتباههم ودراستهم وعلاقاتهم الاجتماعية».

وأضافوا: «صُمِّمت مقاطع الفيديو القصيرة (التي تتراوح مدتها عادةً بين 15 و90 ثانية) لجذب انتباه الدماغ ورغبته الدائمة في التجديد. فكل تمريرة تَعِد بشيء مختلف، سواء أكانت نكتة، أو مقلباً، أو صدمة، ويستجيب نظام المكافأة في الدماغ فوراً لهذا التجديد المستمر».

وتابعوا: «ولأن هذا المحتوى المرئي نادراً ما يتوقف، تختفي فترات الراحة الطبيعية التي تساعد على إعادة التركيز والانتباه. ومع مرور الوقت، قد يُضعف ذلك القدرة على ضبط النفس والتركيز لفترات طويلة».

كما لفتوا إلى أن كثيراً من الأطفال يُشاهدون هذه الفيديوهات في أوقاتٍ يُفترض أن يخلدوا فيها إلى النوم، كما يُؤخّر الضوء الساطع المنبعث من الشاشات إفراز الميلاتونين، وهو هرمون يُساعد على تنظيم النوم، مما يُصعّب عليهم الخلود إلى النوم.

وتُؤثّر اضطرابات النوم هذه على المزاج، والقدرة على التكيّف.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُؤدّي التدفق المُستمر لصور الأقران وأنماط الحياة المُنمّقة إلى تضخيم المُقارنة. وقد يقتنع الأطفال في سن ما قبل المراهقة بمعايير غير واقعية للجمال، أو المظهر، أو النجاح، وهو ما يرتبط بانخفاض تقدير الذات والقلق.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هذا التأثير غير ثابت مع جميع الأطفال. فالأطفال الذين يعانون من القلق، أو صعوبات التركيز، أو التقلبات المزاجية، يبدون أكثر عرضةً للتصفح غير المسيطر عليه للفيديوهات القصيرة وما تتبعه من تقلبات مزاجية.

كما قد يلجأ الأطفال الذين يعانون من التنمر، أو التوتر، أو عدم استقرار الأسرة، أو قلة النوم، إلى التصفح الليلي لهذه الفيديوهات للتأقلم مع المشاعر الصعبة.

ونصح الفريق الآباء بوضع روتين عائلي بسيط لحماية أطفالهم من التأثير الضار لهذه الفيديوهات، مثل إبعاد الأجهزة عن غرف النوم أو تحديد وقت معين لاستخدام الشاشات، مع تشجيع الأنشطة غير الإلكترونية والهوايات والرياضة.