الحوثيون يفجرون 13 منزلاً في حجة ويعدمون شاباً في تعز

141 ألف نسمة في كشر تحت الحصار... والميليشيات تمنع عنهم الماء والطعام

TT

الحوثيون يفجرون 13 منزلاً في حجة ويعدمون شاباً في تعز

أقدمت الميليشيات الحوثية على تفجير 13 منزلاً على الأقل في أطراف مديرية كشر من الجهة الشمالية الشرقية في محافظة حجة، ضمن مساعيها للتنكيل بالسكان، وفي سياق حملاتها المستمرة لانتهاك حقوق الإنسان بغرض إخضاع خصومها.
جاء ذلك في وقت قام فيها عناصرها في محافظة تعز بإعدام شاب وتفجير منزله واعتقال شقيقتيه، واقتيادهما إلى أماكن مجهولة، وذلك ضمن الأعمال المروعة التي ترتكبها الجماعة في مناطق سيطرتها.
وأدانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيان رسمي أمس الجريمة الحوثية بحق السكان في محافظة حجة وقالت إن «الميليشيات أقدمت، أول من أمس (الأربعاء)، على اقتحام قرية بمنطقة النامرة شمال غربي العبيسة بمديرية كشر في محافظة حجة، وقامت بتفجير ونسف ما لا يقل عن 13 منزلاً من منازل بني جبهان وبني الجشيبي».
وأضاف البيان: «إن هذه الجريمة تأتي مع استمرار الحصار الذي تفرضه الميليشيات على قرى وعزل مديريات حجور، منذ أكثر من 40 يوماً، في عقاب جماعي مع قصف عشوائي لمنازل الأهالي هناك، مما نتج عنه خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وسقط إثر ذلك عدد من النساء والأطفال بين شهيد وجريح».
وكانت مصادر قبلية أكدت أن الحرب التي تشنها الجماعة الموالية لإيران على مناطق حجور أدت إلى مقتل نحو 40 مدنياً من سكان مديرية كشر خلال القصف المكثف على القرى السكنية.
وأوضحت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيانها أن «الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تنتهج جريمة تفجير منازل معارضيهم بشكل ممنهج، والهدف منه التهجير القسري والتطهير الطائفي، واستخدامه لإرهاب وتركيع بقية السكان، والانتقام من الخصوم».
وكشف البيان الحكومي عن أن الميليشيات منذ انقلابها على السلطة الشرعية فجرت ونسفت أكثر من 900 منزل من منازل معارضيها في عموم المحافظات اليمنية. واعتبر البيان أن هذه الجرائم «تُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار رقم (2216)».
واستغربت وزارة حقوق الإنسان في اليمن «من صمت وتقاعس المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة إزاء هذه الجرائم وعدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد تلك الانتهاكات التي تنفذها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً ضد المدنيين العزل من حصار وقصف القرى والعزل الأهلة بالسكان».
ودعت الوزارة الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى الضغط بكل الوسائل على الميليشيات الانقلابية، وإجبارها على التوقف عن استهداف المدنيين، وفكّ الحصار عنهم.
وعلى صعيد متصل بالأزمة الإنسانية في حجة، حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين من تفاقم الوضع الإنساني، واستمرار حصار الحوثيين لمديرية كشر والمديريات الأخرى التابعة لمنطقة حجور.
وقالت الوحدة في تقرير أولى عن الأوضاع إن السكان يلجأون إلى النزوح بسبب حصار الحوثيين الخانق للمديرية (كشر) من كل الاتجاهات، في وقت تمنع فيه الميليشيات دخول المواد الغذائية والطبية إليها، إضافة إلى قصفها العنيف على القرى والتجمعات السكنية.
وأشار التقرير إلى أن 1669 أسرة تمكَّنت من النزوح إلى قرى داخل المديرية، وتم إيواؤهم في المدارس ومنازل مضيفة وجروف الجبال، بينما تمكنت 1340 أسرة من النزوح إلى ثلاث مديريات مجاورة، وهي خيران المحرق، وأسلم، وعبس، إضافة إلى محافظة عمران، قبل أن يتمكن الحوثيون من إحكام الحصار.
وأكد التقرير أن 3 آلاف أسرة فقدت مساكنها وأصبحت بلا مأوى، وهو ما جعلها تلجأ إلى المدارس في وضع مأساوي، حيث تجتمع في بعض الأحيان أربع أسر في غرفة واحدة.
وقال التقرير إن أكثر من 141 ألف نسمة من السكان في مديرية كشر يواجهون أزمة غذاء كبيرة بسبب الحصار والمواجهات إذ انعدمت في المديرية المواد الغذائية من دقيق وحليب وزيوت من المحلات التجارية بشكل كامل، وهو ما ينذر بالمجاعة إذا استمر الحصار الحوثي مدة أطول.
وفي سياق الجرائم الحوثية نفسها كان عناصر الجماعة أقدموا على تصفية شاب غرب محافظة تعز بعد أن فجروا منزل والده، واختطفوا شقيقتيه، وأجبروه على تسليم نفسه.
وذكرت مصادر محلية في محافظة تعز أن الميليشيات الحوثية فجّرت منزل المواطن ماجد فرحان الزراري، ومنزل والده، في مديرية مقبنة، وعقب تفجير المنزلين فرت شقيقتاه إلى المنطقة المجاورة، الأمر الذي قابلته الميليشيات بتنفيذ حملة دهم على منازل المواطنين بالمنطقة انتهت باختطاف الفتاتين واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصادر نفسها، اضطر الشاب ماجد الزراري إلى تسليم نفسه للجماعة الحوثية أملاً في أن يؤدي ذلك إلى إطلاق شقيقتيه، غير أن الجماعة الحوثية قامت على الفور بتصفيته بطريقة بشعة ومثَّلت بجثته، بعد أن لفقت له تهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش»، وهي التهمة التي تطلقها الجماعة بكثرة على معارضيها.
وفي الوقت الذي لقيت فيه الجريمة الحوثية استنكاراً محلياً واسعاً ما زالت الميليشيات تعتقل شقيقتي الشاب، وهما ياسمين وهيفاء الزراري، في مكان غير معروف، وسط مخاوف من أن ينالهما مصير شقيقهما.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.