قانون جديد لتنظيم «الطوارئ» يثير جدلاً في تونس

نقابات الأمن تحتج ضد الحكومة لتنفيذ مطالب اجتماعية ومهنية

TT

قانون جديد لتنظيم «الطوارئ» يثير جدلاً في تونس

انتقدت مجموعة من المنظمات الحقوقية التونسية والدولية مشروع قانون ينظم حالة الطوارئ، المعروض حالياً على البرلمان التونسي، وقالت إنه «لا يتطابق مع مضامين الدستور التونسي، ويتضمن إجراءات تحد من الحريات الفردية والجماعية، من خلال سن ووضع ترسانة من التدابير الاستثنائية».
وانتقد اتحاد الشغل التونسي (نقابة العمال) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الصلاحيات الواسعة المخولة لوزير الداخلية وللوالي، والتي من شأنها «النيل من حقوق الأفراد والحريات الفردية والعامة، دون أي ضمانات قضائية»، وطالبا بضرورة سن قانون جديد للطوارئ: «يقوم على مبدأ احترام حقوق الإنسان، خاصة أن تونس مقدمة على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية السنة الحالية، وهو ما قد يهدد حرية الاجتماعات السياسية والحملات الانتخابية».
وفي هذا السياق، قال سمير الشفي، القيادي في اتحاد الشغل، إن مشروع قانون الطوارئ المطروح حالياً «يخالف جوهرياً المقتضيات الدستورية، وخاصة الفصل 49 من الدستور، والمعاهدات الدولية المصادق عليها من قبل الدولة التونسية، المتعلقة بالحقوق والحريات».
ودعا مختلف الأطراف إلى رفض الصيغة الحالية لقانون الطوارئ، و«تخليص تونس من هذا الوضع الاستثنائي»، الذي يبدأ عادة بأشهر قليلة، ثم يتواصل لسنوات متتالية، مطالباً بضرورة سحبه من البرلمان، لكونه «يمس الحريات الفردية، ويجعل السلطات محصورة فقط في يد السلطة التنفيذية».
ويعود تنظيم حالة الطوارئ في تونس إلى منشور حكومي صدر سنة 1978، خلال فترة حكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وتعتبر منظمات حقوقية أن تواصل العمل بهذا القانون في ظل مناخ ديمقراطي قد يكون مؤثراً على الانتقال الديمقراطي في تونس، التي تعيش حالة طوارئ متواصلة، منذ تعرض حافلة للأمن الرئاسي إلى هجوم إرهابي في 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
من جهة ثانية، تجمع أمس المئات من عناصر الشرطة وممثلون عن نقابات الأمن في ساحة القصبة، أمام مقر الحكومة بوسط العاصمة، للمطالبة بتنفيذ اتفاق يعود لعام 2016.
ويطالب الأمنيون المحتجون بتطبيق اتفاق موقع مع رئاسة الحكومة منذ سنة 2016، ويتضمن مطالب اجتماعية ومهنية، لم تتعهد الحكومة الحالية بتنفيذها. وأطلق الأمنيون على وقفتهم الاحتجاجية بـ«يوم الغضب الأمني»، كما رفعوا شعارات تطالب الحكومة بإنصافهم.
وتتضمن المطالب بناء مستشفى للأمنيين، ومراجعة نظام التأمين على المرضى الأمنيين، وقانون حوادث الشغل وامتيازات أخرى. كما تطالب النقابات بإصدار تشريعات جديدة تنظم العمل الأمني، وتتناسب مع مبدأ «الأمن الجمهوري».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».