توجه غربي لتشكيل مجموعة اتصال دولية لفنزويلا

أخفق مجلس الأمن الخميس في التعامل مع الأزمة المتفاقمة في فنزويلا، إذ استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة يحظى بدعم فرنسا وبريطانيا ودول أخرى ويطالب بإجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة في هذا البلد من أميركا الجنوبية. كما فشلت في استقطاب أصوات كافية لمشروع قرار روسي مضاد يرفض التدخل الخارجي ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو لمصلحة منافسه زعيم المعارضة خوان غوايدو.
وكشف دبلوماسي غربي لـ"الشرق الأوسط" أن "إخفاق مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة في فنزويلا يفتح الباب أمام تشكيل مجموعة اتصال دولية لمتابعة الوضع الخطير في فنزويلا"، رافضاً الاتهامات الروسية بأن الدول الغربية تسعى إلى التدخل العسكري في هذا البلد.
وصوّت مجلس الأمن أولاً على مشروع القرار الأميركي الذي يحض على "الاستعادة السلمية للديموقراطية" في فنزويلا بما يؤدي إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات صدقية "بإشراف دولي وفق الدستور الفنزويلي". ويشدد على الحيلولة دون زيادة تدهور الأوضاع الإنسانية وتيسير وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين الفنزويليين. ويعبر عن "القلق العميق بسبب استخدام قوات الأمن العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين العزل".
وعلى رغم أن النص الأميركي المحدث لا ينص على "الدعم التام" لمجلس النواب برئاسة غوايدو كما كانت النسخة الأولية، حصل مشروع القرار الأميركي على غالبية الأصوات التسعة المطلوبة، بيد أنه لم يمر بسبب تصويت روسيا والصين، اللتان تحظيان بامتياز الفيتو، ضده. وكذلك فعلت جنوب أفريقيا. وامتنعت عن التصويت كل من اندونيسيا وساحل العاج وغينيا الاستوائية.
وقبل التصويت على النص الأميركي، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن مشروع القرار "ليس لديه فرصة نجاح" في مجلس الأمن، متهماً الولايات المتحدة بأنها "تريد استخدام ذلك كذريعة للتدخل في الشأن الداخلي لبلد آخر ذات سيادة". وأضاف أن بلاده تدعو إلى "نهج بناء قائم على احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الدولي"، معتبراً أن مشروع القرار الروسي يتضمن دعوة إلى حل سلمي للأزمة على أساس حوار داخلي بين السلطات والمعارضة، بما في ذلك، في إطار الخطة التي اقترحتها المكسيك والأوروغواي ومجموعة الكاريبي والمعروفة بآلية مونتيفيديو. ورفض فكرة حل الأزمة هذه بالقوة، مشيراً إلى أن موسكو "لا تساورها أي أوهام بخصوص عدم استعداد واشنطن للاستماع إلى صوت العقل واتباع نهج بناء تجاه فنزويلا. واعتبر أن القرار الأميركي، لو صدر، كان سيشكل سابقة لأنه "يعزل رئيساً ويعين رئيساً آخر" في دولة ذات سيادة. وأضاف أن "الولايات المتحدة تتعنت في تصعيدها (...) والهدف هو تغيير النظام".
وقال المبعوث الأميركي أليوت أبرامز إن "نظام مادورو حشد العصابات المسلحة والبلطجية والمجرمين من السجون" للسيطرة على الحدود الفنزويلية - مما أدى إلى إضرام النيران في المساعدات الإنسانية واستهداف الفنزويليين بالرصاص والضرب والقتل لأنهم حاولوا إدخال الطعام والدواء إلى فنزويلا.
وعبر المندوب البيروفياني غوستافو ميزا - غوادرا الذي صوت مع القرار الأميركي عن الأسف لاستخدام حق الفيتو.
ويعرب المشروع الروسي عن قلقه من التهديدات باستخدام القوة ضد فنزويلا والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ويحث على التوصل إلى تسوية سلمية لنزاع سياسي، معيداً تأكيد دور الحكومة الأساسي في إطلاق المساعدة الدولية.
وعكس القراران المتضاربان الانقسامات العميقة في مجلس الأمن حول الأزمة السياسية في فنزويلا الغنية بالنفط والتي تواجه أزمة إنسانية شديدة وانهياراً اقتصادياً. ويرجح أن تظل أقوى هيئة تابعة للأمم المتحدة مشلولة عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراء حيال الوضع في فنزويلا.