الأمين العام الجديد لجبهة العمل الإسلامي في الأردن يدعو الحكومة إلى فتح حوار وطني

الزيود لـ {الشرق الأوسط}: رسالتنا ستكون الإصلاح.. وعلاقتنا بالسلطة قائمة على النصح

محمد الزيود
محمد الزيود
TT

الأمين العام الجديد لجبهة العمل الإسلامي في الأردن يدعو الحكومة إلى فتح حوار وطني

محمد الزيود
محمد الزيود

دعا محمد الزيود الأمين العام الجديد لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بعيد انتخابه أمينا عاما للحزب، إلى حوار وطني تقوده الحكومة مع جميع الأطياف السياسية والحزبية، للتوصل إلى «حلول وطنية للأزمات الموجودة»، وقال: «لا بد من مغادرة مرحلة الإقصاء والاستفراد بالقرار السياسي، ورد الاعتبار للإرادة الشعبية».
وكان مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي انتخب الزيود أمينا عاما بالتزكية خلفا للأمين العام السابق حمزة منصور، في الانتخابات التي جرت، أمس، خلال اجتماع تكميلي بحضور 76 عضوا من أصل 80، هم أعضاء المجلس.
كما انتخب أعضاء المكتب التنفيذي المكون من ثمانية أعضاء بالإضافة للأمين العام، وفاز بعضوية المكتب التنفيذي (بالتزكية) ومدتها أربع سنوات، موسى الوحش وإبراهيم المنسي وعلي أبو السكر ومراد العضايلة ونعيم الخصاونة ومحمد عبد الله أبو فارس وخضر بني خالد وصباح أحمد صباح.
كما فاز بانتخابات في عضوية المحكمة المركزية علي المر رئيسا، وخليل الخلايلة وأيمن أبو الرب وخالد الخطيب وفؤاد هديب، كما فاز في عضوية المحكمة العليا كل من محمد العطار رئيسا وراتب المعايطة وأحمد زياد وعارف بني هاني وعادل الزبيدي وزياد التل.
وقال الزيود، الذي كان يشغل منصب نائب أمين عام الحزب قبل انتخابه، أمس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «رسالتنا ستكون الإصلاح الذي بات ملحا في هذه الظروف التي تعيشها الأمة، من أجل بناء أردن حر وقوي ضد الأطماع الخارجية».
وأعرب عن أمله في أن تكون هناك «حوارات بين الحكومة من جهة والأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة لخدمة الوطن».
وعن علاقة حزبه المستقبلية بالحكومة، قال الزيود إن «العلاقة بين المعارضة والحكومة قائمة على النصح والإرشاد بالطرق السلمية، وإذا أحسنت الحكومة، نقول لها أحسنت، وإذا أخطأت فإننا نقدم لها النصح والإرشاد بالطرق السلمية».
وعن علاقة حزبه بالحركات الإسلامية في كل من تونس وليبيا ومصر، قال الزيود: «نحن حزب أردني مستقل ماليا وإداريا عن كل الأحزاب الخارجية، ولكننا ندعم أي حزب أو حركة تقوم على خدمة شعبها».
ودعا الزيود في كلمة عقب انتخابه إلى «ضرورة أن تتكاتف جهود الجميع من مختلف الأطياف، وبما فيها الحكومة، لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن». وحث «الجميع على الاصطفاف في خندق الوطن، لأن الوطن للجميع، ولا بد من حمايته من التهديدات التي تحيط به». كما دعا إلى «مغادرة مرحلة الإقصاء والاستفراد بالقرار السياسي، ورد الاعتبار للإرادة الشعبية».
وقال إنه على الحكومة «مغادرة هواجسها ومخاوفها، ولا بد لها من التصالح مع شعبها، وأن لا تقف موقف الخصومة مع بعض مكونات هذا الوطن، فالحركة الإسلامية كانت وما زالت وستبقى على الدوام لهذا الوطن الأغر الذي نفديه بحبات العيون».
وأضاف في كلمته أن «المطلوب بناء أردن حر، مستقل وموحد ومعافى من أمراض العصبية والجهل والفساد والاستبداد، والفرصة متاحة أن يتوحد فيه الجهد الرسمي والشعبي بكل قواه وألوانه وتعدداته، في جبهة وطنية متماسكة قوية لمواجهة مخاطر المشاريع الصهيونية، والنيل من السيادة الوطنية».
وفي الشأن الداخلي للحزب تعهد الزيود بـ«استكمال بناء القدرات الذاتية للحزب، وأن أبوابه ستكون مشرعة أمام كل الأردنيين جميعا، وبأن يكون للشباب الدور الفاعل في مسيرة الحزب المقبلة، وأن يتبوأ المكان اللائق به وأن يكون للأخوات في القطاع النسائي المكانة المناسبة لهن في قيادة الحزب». كما تعهد بأن يكون «عند حسن ظن الجميع ملتزما بمبادئ الحزب ومنفِّذا لسياساته وأولوياته، وأن تكون رسالة الحزب هي رسالة الإصلاح في هذا البلد الخير الذي يمر بظروف صعبة ويتعرض إلى تحديات داخلية وتهديدات خارجية».
وقال الزيود إن الجميع مُطَالَب بـ«الفزعة» للوطن من خلال الحوار والتعاون لمواجه التحديات، وإن الحزب «يتألم من نظرة الحكومة لحزب جبهة العمل الإسلامي، التي تعمل على تقسيم الولاءات بعيدا عن المنطق». والزيود محسوب على ما يسمى بتيار الصقور داخل حزب جبهة العمل الإسلامي، وشغل منصب الأمين العام للحزب خلفا لحمزة منصور الذي انتهت ولايته (أربع سنوات)، وهو من قبيلة بني حسن، كبرى القبائل الأردنية تعدادا، وولد في قرية غريسا التابعة لمحافظة الزرقاء عام 1956. ويحمل دبلوم المعهد الفني الهندسي (البولتكنيك) عام 1977. وعمل معلما في وزارة التربية والتعليم، وموظفا في الشركة العربية لصناعة الإسمنت الأبيض، وتقاعد عن العمل مطلع عام 2009.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل علاقة متوترة بين الحكومة الأردنية من جهة والحزب وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن من جهة أخرى، كان آخرها على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إذ وجهت جماعة الإخوان المسلمين تهمة «التقصير» للحكومة اتجاه حركة حماس والمقاومة في غزة، إضافة إلى موقف الحكومة من الثورة المصرية وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين.
ويُشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين قاطعت الانتخابات النيابية منذ عام 1998، احتجاجا على إقرار نظام الصوت الواحد في الانتخابات، بعد أن كانت حازت على 23 مقعدا من أصل 80، عدد مقاعد المجلس، في آخر مشاركة لها في انتخابات مجلس النواب عام 1993.
وتقول الحكومة الأردنية إن الحركة الإسلامية «استقوت» على النظام السياسي في الأردن، بعد أن فاز الإسلاميون في الربيع العربي في كل من مصر وتونس وليبيا، كما انقطعت إمدادات الغاز المصري في عهد نظام «الإخوان» عن المملكة، مما كبد الحكومة الأردنية منذ عام 2011 حتى الآن أكثر من سبعة مليارات دولار، نتيجة فروق تشغيل محطات توليد الكهرباء باستخدام الوقود الثقيل، بدلا من الغاز المصري.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».