تفكيك متفجرات زرعها الحوثيون في مطاحن البحر الأحمر قبل زيارة وفد أممي

فكَّك فريق نزع الألغام في الحكومة اليمنية أربع عبوات ناسفة في مطاحن البحر الأحمر بالحديدة، وذلك قبل ساعات من زيارة وفد فريق المراقبين الدولي لإعادة الانتشار ومنظمة الغذاء العالمي والخبير العالمي في البرنامج الدولي لنزع الألغام من المطاحن، أول من أمس. واشتكى الموفد الأممي الجنرال مايكل لوليسغارد، من عراقيل تضعها الميليشيات الحوثية أمام خطة إعادة الانتشار في الحديدة، مؤكداً أنه سيقوم بإرسال رسالة إلى الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
وأكد فريق نزع الألغام في الحكومة اليمنية المشارك في البرنامج الدولي لنزع الألغام، أثناء زيارته المطاحن، وجود 4 عبوات ناسفة، يُقدر وزن الواحدة منها بأكثر من 80 كيلوغراماً، كانت جميعها مدفونة ومرتبطة ببعضها عبر أسلاك كهربائية يتم تفجيرها عن بعد.
وفي تقرير ميداني، قال الفريق: «الميليشيا الحوثية زرعت ألغاماً، وسط أكوام القمح الموزعة في صالة المخازن، وداخل خزانات المياه، وعلى المركبات وداخل دورات المياه والمكاتب وغيرها من الأماكن التي لا تخطر على بال».
واطّلع الوفد الزائر على مدى سلامة وتأمين مرافق شركة المطاحن ومخازنه التي تحتوي أطناناً من القمح، وتأكدوا من عدم وجود معوقات لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المبرم مع رئيس لجنة المراقبين الدولي وإعادة الانتشار ولجنة الميليشيات الانقلابية.
وبعد أن تفقد الخبير الدولي براينت ستيفن لبرنامج نزع الألغام، المنشأة، تحدّث مع فريق نزع الألغام التابع للجيش اليمني لمعرفة آلية العمل لنزع الألغام والعبوات والمعوقات والصعوبات الذي يتم مواجهتها أثناء العمل، وعدد الألغام الذي تم نزعها وأنواعها وأشكالها، والمساحة والأماكن التي وجدت فيها.
وأكد رئيس فريق نزع الألغام للخبير ستيفن أن آلية العمل في نزع الألغام تتم وفق خطة محددة، مبيناً أن أهم المعوقات والصعوبات الذي تواجه فرق نزع الألغام تكمن في صناعة الألغام والعبوات وطرق زراعتها وإخفائها في أماكن ممنوعة، وهو ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى نتيجة عدم معرفة طريقة تفكيكها.
وأبلغ رئيس فريق بالحكومة اليمنية الخبير العالمي أن عدد الألغام التي تم نزعها تجاوز 3000 لغم وعبوة ناسفة، مشيراً إلى تزايد العدد كل يوم.
من جهة ثانية، عاودت الميليشيات الانقلابية وضع العراقيل أمام الجنرال مايكل لوليسغارد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، حول تنفيذ اتفاق الحديدة. وأفاد الجنرال لوليسغارد، وفقاً لمحضر الاجتماع الرابع للجنة تنسيق إعادة الانتشار، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، بأنه سيرسل رسالة يوضح فيها النقاط التي بسببها يماطل الحوثيون في تنفيذ الاتفاق. ولم يشر في المحضر إلى الجهة التي سيرسل لها، إلا أن مصادر يمنية قالت إن الرسالة موجهة إلى الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص للمبعوث الخاص إلى اليمن، موضحين أن هذه الإفادة جاءت بعد طلب الفريق الحكومي، أول من أمس، التوضيح من الجنرال مايكل عن عدم تنفيذ الخطوة الأولى من المرحلة الأولى من قبل الميليشيات الحوثية.
ووفقاً للمحضر، فقد رأى الجنرال مايكل، ضرورة تسليم الموانئ لمؤسسة موانئ البحر الأحمر الحالية، بالإضافة إلى خفر السواحل الحاليين، الذين لن يتجاوز عددهم 450 فرداً.
وطرح الفريق الحكومي على الجنرال مايكل، عمل محاضر للاجتماعات المشتركة ويتم الموافقة عليها من قبل الطرفين، حتى يفي كل طرف بما تم الاتفاق عليه، مع إلزام الحوثيين بتسليم خرائط الألغام للمواقع التي سيتم إعادة الانتشار للقوات الحكومية.
وذكر الجنرال مايكل، للفريق الحكومي، أن «اتفاق استوكهولم» هدف في الأساس لتحسين الوضع الإنساني، وأن مهمته الرئيسية هي تشغيل الموانئ وفتح الممرات الإنسانية، وأن ما يهمه هو تأمين الموانئ بغض النظر عن الجهة المخولة بإدارتها وأمنها، وهو ما اعتبره وفد الحكومة «إشارة منه إلى بقاء الميليشيات الحوثية كقوات أمن محلية حالية».