مصر وألبانيا تتفقان على توسيع مجالات التعاون الثنائي

السيسي بحث مع نظيره الألباني في القاهرة مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة

الرئيس المصري مرحباً بنظيره الألباني خلال زيارته إلى القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس المصري مرحباً بنظيره الألباني خلال زيارته إلى القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
TT

مصر وألبانيا تتفقان على توسيع مجالات التعاون الثنائي

الرئيس المصري مرحباً بنظيره الألباني خلال زيارته إلى القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس المصري مرحباً بنظيره الألباني خلال زيارته إلى القاهرة أمس (الشرق الأوسط)

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، في القاهرة مباحثات مع نظيره الألباني إلير ميتا، الذي يزور مصر لأول مرة، تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين؛ بهدف دعم العلاقات الثنائية، والتنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: إن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه الرئيس الألباني بقصر الاتحادية (شرق العاصمة القاهرة) حرصه على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات. موضحاً أن المباحثات شهدت أيضاً استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما على تفعيل اللجنة المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين، لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية، ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مع دفع مسار التعاون الاقتصادي، وفقاً للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993، وأكدا أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري والاستثماري. كما رحب الرئيسان بقرب الإعلان عن إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية - الألبانية، مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية هذه الخطوة في تعزيز التواصل بين الشعبين، وتحقيق التقارب بينهما.
وأضاف المتحدث في بيان: إن المباحثات شملت كذلك استعراض التطورات الإيجابية، التي يشهدها الاقتصاد المصري، وفي هذا السياق وجّه السيسي الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية، التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر، ولا سيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية، تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الأفريقية.
كما تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة، على ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حالياً في مصر في مختلف الجوانب، باعتبار أن مصر تطمح لأن تكون مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة شرق المتوسط، والدور المهم الذي تقوم به ألبانيا على صعيد إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وأضاف السفير راضي: إن المباحثات تناولت عدداً من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود البحرية والبرية.
في غضون ذلك، أعرب السيسي عن استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون، القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة، وتعليم اللغة العربية، ولنشر قواعد الدين السليم.
بدوره، ثمن الرئيس الألباني الجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكداً حرصه على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار، ومع مؤسسة الأزهر، التي تعد منارة للإسلام الوسطي، وحائط صد في مواجهة تيارات الفكر المتطرف، حسب بيان الرئاسة المصرية.
وخلال مؤتمر صحافي أعقب اللقاء، أكد الرئيس السيسي اعتزازه بما يربط بين البلدين من روابط تاريخية عميقة، وتواصل بين البلدين وشعبيهما، معرباً عن أمله في أن تشهد العلاقات بين البلدين انطلاقة لآفاق أوسع بمختلف المجالات.
وقال السيسي: إنه تم الاتفاق على إنشاء لجنة لتنسيق العلاقات البرلمانية بين البلدين، إلى جانب الاتفاق على إنشاء مجلس الأعمال المصري - الألباني لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما تم أيضاً استعراض فرص التعاون في مجالات السياحة، والطاقة، والغاز الطبيعي وغيرها.
من جهته، أشار الرئيس الألباني إلى أن المباحثات أسفرت عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتعزيز حركة التجارة بين البلدين، وتوجه بالشكر إلى الرئيس السيسي على الجهود الكبيرة، التي تبذلها مصر في سبيل تعزيز الأمن، والاستقرار في منطقة البحر المتوسط.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.