الحلقة الثالثة: صدام قال للوفد البريطاني: رجال الدين الإيرانيون متعطشون للسلطة

طارق عزيز أكد أن العراق أنقذ المنطقة من التطرف وحمى المصالح الغربية

صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
TT

الحلقة الثالثة: صدام قال للوفد البريطاني: رجال الدين الإيرانيون متعطشون للسلطة

صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية

في هذه الحلقة من الوثائق البريطانية لعام 1984 التي افرج عنها بعد30 عاما من السرية تتناول «الشرق الأوسط» لقاءات البريطانيين مع بعض المسؤولين العرب، السياسيين والعسكريين، أمثال الملك حسين وولي عهده الأمير حسين واللواء زيد بن شاكر والرئيس العراقي صدام حسين ووزير خارجيته طارق عزيز وغيرهم. وتمحورت المحادثات حول الحرب الدائرة بين العراق وإيران، أي بعد نحو أربع سنوات من اندلاعها. بريطانيا كانت متخوفة من تدهور الأمور عسكريا وتأثر إمدادات البترول. بعض الوثائق يلقي الضوء على الموقف العراقي الذي أصبح أكثر ميولا إلى التوصل إلى هدنة مع إيران وإنهاء الحرب، خصوصا بعد تراجع القوات العراقية في المحمرة. وقال صدام، إن «هدف العراق لم يكن تحرير عربستان».
كما تتناول وثائق أخرى تأثير الوضع العسكري الإيراني على الجبهة الداخلية ومن سيسد الفراغ السياسي في حالة سقوط نظام الخميني، وهل الاتحاد السوفياتي سيكون الرابح الأكبر من انتهاء حكم الملالي. صدام كان يأمل ألا يقوم الإسرائيليون بمهاجمة خط أنبوب النفط الذي يصل إلى العقبة، وكان يتوقع أن يضمن ذلك من خلال وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبر وينبيرغر، الاثنان عملا مدراء في شركة «بيتشلي» الأميركية للإنشاءات التي ستقوم ببناء الخط.
تقول الرسالة التي بعث بها جوليان آمري وزير الدولة في الخارجية البريطانية إلى رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر، إن «الرئيس العراقي كان يرتدي الزي العسكري ويحمل على خاصرته مسدسا ويجلس في غرفة اجتماعات كبيرة. عدد كبير من الحراس يحملون البنادق الرشاشة يمكن رؤيتهم خلف الباب لكنهم على مسافة لا تسمح لهم بسماع النقاش الدائر».
بدأ صدام حسين حديثه بسؤال الوفد البريطاني حول انطباعاته عن الجبهة التي زاروها في اليوم السابق. وقال الكولونيل مكلين، إنه «يمكنه التكلم عن الجزء القصير من الجبهة التي زاروها»، مضيفا: «لو كان ضابطا إيرانيا لفكر طويلا قبل القيام بأي هجوم على الجهة المقابلة التي يتحصن خلفها العراقيون على خط النار في بحيرة مجنون». وقال إنه «كون انطباعات جيدة حول معنويات القوات العراقية وأوضاعهم». وقال الرئيس صدام إنه يشعر بالأمان الآن، بعد انسحابه من خرمشاه عام 1982، ضد أي محاولة اختراق من قبل الإيرانيين.. العراق دولة من العالم الثالث، لكنها متقدمة، ويمكنها أن ترسل قواتها المحترفة إلى الأمام أو تسحبهم إلى الخلف كما تتطلب المعركة.. لو كان هدف العراق تحرير عربستان، لكان هجوم القوات العراقية عاطفيا أكثر. لكن لم يكن هذا الهدف، وعندما فهمت القوات ذلك دافعت بقلبها عن أرض الوطن.
«الإيرانيون لم يفهموا هذا، وفسروا انسحابنا من المحمرة على أنه ضعف، واعتبروا أن ذلك سيقود إلى هزيمتنا. محاولاتهم المتكررة لاختراق خطوطنا، والتي تزامنت مع المشكلات التي يواجهوها داخليا، دفعتهم إلى القيام بهجمات انتحارية في فبراير (شباط) 1984. قواتهم هاجمتنا مثل الجراد، وقضينا عليهم مثلما يقضي المزارعون على الجراد، بعد أن حفرنا الخنادق وحرقناهم كلما تقدموا». وتقول الرسالة إن «الرئيس صدام شاهد بنفسه، كما أخبرهم في الاجتماع، المذابح، ووعد أن يرسل لنا شريطا مصورا للاطلاع عليه».
صدام يريد ضمانات إسرائيلية بألا تهاجم خط أنبوب نفط يصل إلى العقبة وقال الوزير جوليان آمري إنه «يعتقد من خلال ما شاهده في العراق وعلى الجبهة، أنه من الصعب جدا على الإيرانيين تحقيق هدفهم الأول، وهو إسقاط النظام العراقي من خلال الوسائل العسكرية أو غيرها غير العسكرية. وبعد أربع سنين من الحرب، ما زال العراق شعبا متحدا تحت راية حكومة تتمتع بدعم شعبي، والجيش أعاد اصطفافه ويشعر أنه يقاتل للدفاع عن قضية عادلة. اقتصاد البلد في وضع أفضل، خصوصا بعد مد أنابيب بترول جديدة إلى ينبع والعقبة والإسكندرونة، لكن ما زال هناك بعض العقبات لضمان التزام إسرائيل بعدم مهاجمة خط الأنبوب الممتد إلى العقبة، لكن الرئيس يأمل أن يتم حل هذه المسألة قريبا.
وكان قد نوقش هذا الموضوع مع الملك حسين الذي قال، إن «خط أنبوب العقبة سيكلف أكثر من مليار دولار ويستغرق تجهيزه أكثر من سنة ونصف السنة»، مضيفا أن «العراقيين طلبوا من الأميركيين ضمانات ألا تقوم إسرائيل بمهاجمة الخط». وقال آمري، إن «وزير الخارجية جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبر واينبيرغر عملا مدراء في (شركة بيتشلي) للإنشاءات المقترحة لبناء الخط، وهذا يضعهما في موقف قوة للحصول على الضمانات المطلوبة».
وبخصوص الألغام التي تم زرعها في البحر الأحمر، قال الرئيس صدام، إنه لا يمتلك معلومات أكيدة حول الجهة التي قامت بذلك، لكنه يعتقد أنه من عمل «دولة غير مسؤولة»، وهذا أما إيران أو ليبيا، وهدفها زعزعة المنطقة، خصوصا في «دول تعتبر البوابة الخلفية للعراق، أي الأردن والسعودية».
وفي اللقاء سأل الوزير آمري الرئيس صدام حول رأيه إذا فشلت إيران في تحقيق انتصار في الحرب هل هذا يعني هزيمة النظام، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل سد الفراغ الذي يمكن أن يحدث مع سقوط نظام الخميني. وقال الرئيس إنه يريد أولا أن يضع الحرب في إطارها الصحيح قبل الإجابة على السؤال.
وقال، إن «العراق لم يبدأ الحرب في سبتمبر (أيلول) 1980. قبل ذلك بفترة طويلة اتبعت إيران سياسات عدائية تخريبية ضد العراق. وتم اغتيال وزيرين في تفجيرات في العراق، وشن حملة إعلامية عدائية وكان يحرض العراقيون على الإطاحة بالحكومة العراقية وتحرير العراق. كما ضربت إيران بالصواريخ منشآت البترول العراقية في البصرة وعرقلت الملاحة في شط العرب، كما أنهم هاجموا بعض المواقع الحدودية العراقية».
وفي 11 سبتمبر تمكنت القوات العراقية من دحر الإيرانيين من مواقع حدودية، وبعثت برسائل إلى الحكومة الإيرانية تحذرها بأن أعمالها يمكن وصفها بأنها إعلان حرب ضد العراق، إلا أنها تجاهلت الرسائل. لكن ردهم على الرسالة الثالثة تضمن توبيخا وكلمات بذيئة، وفي النهاية قاموا بحشد قواتهم على الحدود العراقية، وأغلقوا المجال الجوي الإيراني في وجه الطائرات العراقية وهاجموا أربع سفن عراقية في ميناء البصرة ومواقع عسكرية عراقية داخل الحدود.
قلق من التهديد الذي يشكله نظام الخميني للمنطقة وتذكر الرئيس صدام أنه بعد اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979 زاره وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في قريته خلال فترة من النقاهة كان يقضيها هناك. الأمير سعود الفيصل قال له إنه على الرغم من رسالة التهنئة التي بعث بها إلى إيران بعد الثورة، فإن الملك فهد كان قلقا من التهديد الذي يشكله نظام الخميني للمنطقة. وقال آمري في رسالته إلى مارغريت تاتشر أن الرئيس صدام، قال للأمير سعود الفيصل «إن أمله الوحيد هو التعايش السلمي مع إيران بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم». وقال آمري برأيه إن صدام ما زال يطمح أن تنتهي الحرب بين البلدين ويقيم مع أي حكومة إيرانية علاقات حسن الجوار.
وقال الرئيس العراقي، إن «إيران ضعفت كثيرا بعد الشاه، لكنه قلق حول مستقبل العلاقات مع إيران، وأنه من مصلحة العراق وكذلك العالم أجمع أن توقف الحرب بين البلدين في أسرع وقت ممكن، ولهذا يعتقد أنه لا يجب إعطاء أي متنفس لإيران لاستعادة قوتها. إذا وضعت الضغوط عليها فإن ذلك سيقوي معسكر المعتدلين في إيران الذين يميلون للسلام، لكن إذا استمرت الحرب فسيكون هناك مفاجآت كثيرة، سواء في منطقة الخليج أو على الساحة الدولية بشكل عام».
صدام يريد من الغرب الضغط على إيران لقبول هدنة وإنهاء حالة الحرب ويعتقد آمري أن بناء علاقات صداقة بين الاتحاد السوفياتي والدولتين المتصارعتين قد يساعد على إنهاء حالة الحرب بينهما. لكن ترك الأمور إلى القوى العظمى، لتحريض العراق على إيران أو العكس سيخلق ظروفا لا تطاق. الوثائق التي أفرج عنها العام الماضي بينت أن الغرب لا يريد أيا من الدولتين أن يخرج منتصرا أو مهزوما من الحرب.
قال الرئيس إنه يفهم عقلية الملالي أكثر من الغرب، «نحن جيران، والخميني عاش في كربلاء. من الخطأ جدا أن يقتنع الغرب بأهمية إعادة إيران كقوة في المنطقة.. التطرف الديني سوف يزرع بذور الفتنة في المنطقة، ولهذا لا يجب إظهار أي مرونة مع الملالي أو تصديق ما يقولونه».
بعد ذلك طرح الوفد البريطاني على الرئيس العراقي سؤالا حول فرص إجبار القيادة الإيرانية على الدخول في مفاوضات. وقال الرئيس، إنه «لا يعتقد أن عقد مفاوضات مع القيادة الحالية شيء مستحيل»، مضيفا، أن «رجال الدين متعطشون للسلطة، وبسبب ذلك تجدهم أكثر مرونة وبراغماتية من السياسيين». وأعطى الرئيس مثالا حول كيف أنهم في نهاية المطاف أطلقوا سراح الرهائن الأميركان، لكنهم استخدموا ذلك في الحصول على قسط من التنازلات.
ويعتقد الرئيس أنه كان من الممكن إجبار إيران على الدخول في مفاوضات سلام خطوة خطوة، لكن أوروبا لم تساعد كثيرا في هذا الموضوع. «الدول الأوروبية حصلت على البترول الإيراني مقابل الدفع نقدا، وهذه الأموال استخدمتها إيران في شراء الأسلحة. زيارة وزير الخارجية الألماني هانز ديتريتش جينشر كانت كارثية. لقد منحت الصحافة الإيرانية فرصة للقول للإيرانيين، إن إيران لها أصدقاء في الغرب. لم نفهم لماذا قامت بريطانيا ببيع طائرات هبوط لإيران، ومن السذاجة جدا التفكير أن إيران ستلتزم بعدم استخدامها في الأمور العسكرية. كيف يمكن استخدام هذه الطائرات في أمور غير العسكرية. السياسة الغربية يجب أن تضغط في اتجاه تقوية معسكر الاعتدال وإضعاف معسكر التطرف. على الغرب ألا يتعامل مع إيران إلا إذا طالبت بهدنة لإنهاء الحرب».
وقال آمري لصدام، إن «الغرب يحتاج أن يحافظ على علاقات مع إيران إذا أراد التأثير على الأحداث»، «هذا رأي الرئيس الباكستاني ضياء الحق، الذي يعتبر واقعيا في نظرته للأمور. واتفق صدام أنه من الطبيعي استمرار الغرب على اتصالاته مع إيران، والمطلوب ليس عزل إيران، لكن أي علاقات تجارية يجب أن تكون مشروطة بقبول إيران إنهاء الحرب».
أما بخصوص المجموعات الإيرانية المناوئة للنظام التي تعيش في المنفى. قال الرئيس العراقي، إنه «لا توجد مجموعة واحدة يمكنها أن تفرض نفسها بنجاح، لكن يمكنهم أن يلعبوا دورا تدريجيا إذا تبدلت الأمور ومالت لصالح المعتدلين في طهران».
الانطباع عند صدام وبريطانيا أن النظام الإيراني يواجه الكثير من المعارضة والخلافات الداخلية حول إدارة الحرب، وإلا كيف يقوم النظام بإقالة وزير الدفاع وهو في حالة حرب. إلا أن الرئيس العراقي لا يملك معلومات دقيقة حول أسباب الخلافات. لكن هناك مؤشرات بأن المؤسسة العسكرية الإيرانية كانت ضد القيام بهجوم عسكري كبير دون أن يكون هناك غطاء جوي.
وفي نهاية اللقاء أثار الوزير آمري قضية السجينين البريطانيين المحتجزين في العراق (دونالد هاغر وجون سميث) وسلم رسالة وزارة الخارجية بخصوصهما للمترجم، الذي قام بترجمتها للرئيس، الذي قال بدوره إنه لو اختار أن يرد خطيا على الرسالة لاختار نفس الكلمات مع استبدال أسماء السجينين البريطانيين باسم السجين العراقي في بريطانيا.
وقبل نهاية الاجتماع سأل آمري إذا كان هناك لدى الرئيس أي اعتراض أن يقوم مع الكولونيل ماكلين بزيارة النجف وكربلاء. وقال الرئيس، العكس تماما، إنه يرحب أن يقوم الوفد البريطاني بزيارة المناطق الشيعية، وتمنى على الوفد أن يزور العراق مرارا وفي أي وقت.
وفي النهاية أكد الرئيس أن علاقته بالأردن ومصر ممتازة، وقال، إن «سوريا مشغولة في هضم لبنان، وهذا يشكل ارتياحا له، ومن دون شك، لإسرائيل».
وكان الوفد البريطاني الذي حضر إلى بغداد من الأردن، حيث التقى هناك مع الملك حسين والقيادة العسكرية الأردنية، قد التقى وزير الخارجية العراقي طارق عزيز قبل ثلاثة أيام من لقائه مع الرئيس صدام حسن. وحضر هذا اللقاء إلى جانب طارق عزيز مدير العلاقات الدولية في الوزارة عبد الجبار هداوي.
طارق عزيز: ايران تحتاج إلى أفندية لإدارة البلاد وليس ملالي وتقول رسالة آمري إلى مارغريت ثاتشر بخصوص محضر الجلسة، إن «وزير الخارجية (الذي كان يرتدي الزي البعثي الأخضر ويحمل على خاصرته مسدسا)» قال، إن «الحرب العراقية الإيرانية هي بالتأكيد جاءت نتيجة تنافس القوى العظمى، وتأثير العراق في ذلك ضئيل جدا، لكنه كان، أي العراق، ضد أي مواجهة بين هذه القوى في الشرق الأوسط، لأن أي مواجهة تشكل خطورة للجميع دول المنطقة». وقال إنه يرحب بالضيوف البريطانيين، لأن بريطانيا لها خبرة طويلة في الشرق الأوسط يمكن من خلالها التأثير على الولايات المتحدة الأميركية.
وبعد أن دعي لافتتاح النقاش، قال آمري إنه «عند اندلاع الحرب بين البلدين كان الغرب يأمل أن يقود ذلك إلى الإطاحة بنظام الخميني، لكنه أصيب بخيبة أمل، أما الآن فلا يوجد أي خطر أن يهزم العراق. هزيمة العراق لن يقبلها الغرب ولو حصل ذلك لكانت نتائجه مدمرة لدول الخليج. أما الآن فقد وصلنا إلى طريق مسدود. ما الذي سيحصل؟» وبعد مقدمة شبيهة بما قاله صدام حول أسباب الحرب والاستفزازات الإيرانية، قال طارق عزيز، إن «العراق يأمل أن يكون هناك نظام مختلف في إيران، والآن بعد أن فشل النظام في هزيمة العراق، فإن النظام الإيراني لن يدوم طويلا، وعليه أن يتغير، تحتاج إلى أفندية لإدارة البلاد، وليس ملالي. الشاه اعتمد على المؤسسة العسكرية وعلى النخبة، وليس الشعب، حاول أن يجعلها دولة غربية، لكنه كان متسرعا. هذا أغضب عامة الناس، الذين وجدوا الإسلام بديلا لذلك. الخميني استلم زمام الأمور بسبب أخطاء الشاه وليس بسبب شعبية النمط الإسلامي المتطرف.. العراق الذي دافع عن نفسه أنقذ المنطقة من خطر التطرف الديني الإيراني. في الواقع لم تنقذ المنطقة فقط، وإنما حمى مصالح الدول العظمى».
الخوف من سقوط نظام الملالي واستغلال ذلك من قبل الاتحاد السوفياتي وأضاف طارق عزيز أنه «من الصعب على نظام الخميني الدخول في مفاوضات سلام والبقاء في السلطة.. العراق أعاد ترتيب قواته المسلحة بعد انسحابه من المحمرة (خرمشاه)، كما أنه رتب أوضاعه الاقتصادية بناء على المعطيات الجديدة، وأنه يخطط الآن تصدير بتروله عن طريق ينبع والعقبة والإسكندرونة».
يقول آمري، إن «موقع الاتحاد السوفياتي الجغرافي يجعله قادرا على استغلال الوضع الداخلي في إيران بسبب وجوده في أذربيجان وتركستان وأفغانستان»، مضيفا أن «العراق يتمتع بعلاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي، لكن ذلك لا يعني أنه يحبذ وجود إيرانستان سوفياتية على حدوده. وقال طارق عزيز، إن «سقوط النظام الحالي سيقود إلى إقحام القوى العظمى في الشؤون الإيرانية، وهذا قد يؤدي إلى نزاعات مستقبلية».
ويقول آمري في رسالته من خلال لقاءاته في المنطقة، إن «العراق لا يريد إيران شيوعية أو وجودا سوفياتيا على حدوده الشرقية، وإن استمرار نظام الخميني في الحكم سيزيد من فرص السيطرة السوفياتية على إيران.. ومع الوقت سيقضي الخميني على جميع مصادر القوى المستقلة داخل إيران، وفي النهاية سيثور الشعب الإيراني على نظام الملالي، لكنه، أي الشعب الإيراني، سيضطر التوجه إلى الاتحاد السوفياتي، لكن هناك عوامل أخرى تقف عائقا ضد هذا التوجه. أولا الإيرانيون شعب مسلم معاد للشيوعية.. أضف إلى ذلك أن قاعدة الصناعات الإيرانية قائمة على التكنولوجيا الغربية، والغرب وأسواقه هو شريك إيران التجاري الطبيعي. كما أن القوات الإيرانية مدربة على معدات غربية ومسلحة بها.
أما خارج إيران، هناك عوامل أخرى مهمة، مثل الشاه الابن، والدكتور علي أميني، الذي شكل جبهة تحرير إيران في باريس، والأميرال أحمد مدني قائد سلاح البحرية في فترة الشاه وعمل وزيرا للدفاع بعد اندلاع الثورة الإيرانية لكنه غادر إيران إلى الولايات المتحدة وشكل الجبهة الوطنية الإيرانية، وكذلك جبهة مجاهدين خلق في باريس، إضافة إلى مجموعات إيرانية أخرى في لندن. الحل الأمثل بالنسبة للغرب هو محاولة عزل نظام الخميني وزيادة الضغوط الاقتصادية عليه، لكن دون محاولة الإطاحة بالنظام لإعطاء الفرصة للعناصر المعتدلة الحصول على مكانة لها داخل النظام، وهؤلاء سيتمكنون من إحلال السلام وإنهاء التطرف الإسلامي. إذا اتبع الغرب هذه السياسة فسوف يجبر الاتحاد السوفياتي على دعم القوى الإسلامية المعتدلة والعلمانية. الاتحاد السوفياتي خسر فرصته الذهبية في إيران، لأنه كان من الممكن استلام السلطة تحط غطاء الملالي محاولة السيطرة على إيران سيخلق لهم مشكلة أفغانية جديدة. بعد هذا اللقاء طلب الرئيس صدام منهم زيارة الجبهة في البصرة وفي جزيرة مجنون قبل مقابلتهم بعد أيام.
الحلقة الأولى : ثاتشر تبنت «الواقعية» مع ليبيا.. وتركت «القاتل» يغادر السفارة
الحلقة الثانية: الوثائق البريطانية: الملك حسين كان يعتقد أن عناصر أميركية «هندست» الثورة الإيرانية

 



كييف تتهم رجل دين أرثوذكسياً بإعطاء معلومات للروس

قوات خاصة أوروبية خلال تدريبات (أرشيفية - رويترز)
قوات خاصة أوروبية خلال تدريبات (أرشيفية - رويترز)
TT

كييف تتهم رجل دين أرثوذكسياً بإعطاء معلومات للروس

قوات خاصة أوروبية خلال تدريبات (أرشيفية - رويترز)
قوات خاصة أوروبية خلال تدريبات (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الأوكراني «أس بي يو»، الأربعاء، عن اشتباهه في قيام رجل دين رفيع المستوى بالكشف عن مواقع عسكرية أوكرانية للقوات الروسية، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال جهاز الأمن إنه «قدّم مذكرة اشتباه بمطران سفياتوغيرسك لافرا الذي أبلغ عن المواقع العسكرية الأوكرانية في منطقة دونيتسك للقوات الروسية».

والمطران أرسيني مدرج على أنه رئيس دير سفياتوغيرسك في دونيتسك.

وتتهم أوكرانيا منذ سنوات فرع الكنيسة الأرثوذكسية المرتبط بموسكو ببث المشاعر الانفصالية.

وأضاف جهاز الأمن الأوكراني أن هناك شكوكاً في قيام المطران أرسيني «بنشر معلومات حول حركة أو مواقع القوات المسلحة»، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 8 سنوات.

وتابع، في بيانه، أن المطران «سلم للمحتلين مواقع نقاط التفتيش التابعة لقوات الدفاع في كراماتورسك بمنطقة دونيتسك».

واتهم جهاز الأمن رجل الدين بالترويج «لروايات مؤيدة للكرملين حول الحرب في أوكرانيا حتى قبل بدء الغزو الروسي».

ويقع دير سفياتوغيرسك على نهر سيفرسكي دونيتس، وقد تضرر جراء القصف في مارس (آذار) 2022 مع بداية الغزو.


فضيحة فساد تطيح نائب وزير الدفاع الروسي


تفحُّم صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات في موسكو بسبب هجوم إرهابي (أ.ف.ب)
تفحُّم صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات في موسكو بسبب هجوم إرهابي (أ.ف.ب)
TT

فضيحة فساد تطيح نائب وزير الدفاع الروسي


تفحُّم صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات في موسكو بسبب هجوم إرهابي (أ.ف.ب)
تفحُّم صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات في موسكو بسبب هجوم إرهابي (أ.ف.ب)

أعلن في موسكو، أمس، اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي تيمور إيفانوف على خلفية اتهامه بقضية فساد، ما أثار موجة نقاشات ساخنة في البلاد، خصوصاً أنه شغل لسنوات مواقع حساسة في المجمع الصناعي العسكري.

وأفاد بيان أمني بأن إيفانوف اعتقل للاشتباه بتقاضيه رشوة، وطلبت لجنة التحقيق المركزية من القضاء حبسه احترازياً لحين استكمال التحقيقات.

وسارع الكرملين إلى نفي صحة تكهنات انتشرت بقوة حول ربط عملية الاعتقال بالحرب الأوكرانية، كما أكد محامي المسؤول المعتقل أن «التهم الموجهة تتعلق بقضايا فساد ولا توجد بينها تهمة الخيانة العظمى». ونقلت وكالة أنباء «تاس» عن مصدر أمني أن إيفانوف كان «تحت أنظار ومتابعة دقيقة من جانب أجهزة إنفاذ القانون منذ فترة طويلة».

وكان إيفانوف تولى بين عامي 2013 و2016 إدارة شركة «أوبورونستروي» (الإنشاءات الدفاعية) التي تعد من بين أبرز مؤسسات المجمع الصناعي العسكري.


طائرات مسيرة أوكرانية تضرب مصنعاً روسياً للصلب

طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
TT

طائرات مسيرة أوكرانية تضرب مصنعاً روسياً للصلب

طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)

قال مصدر بالمخابرات الأوكرانية لوكالة «رويترز»، (الأربعاء)، إن طائرات أوكرانية مسيرة ضربت مصنعاً روسياً كبيراً للصلب في منطقة ليبيتسك، وألحقت به أضراراً في هجوم وقع أمس (الثلاثاء).

وأضاف المصدر أن الهجوم دمر جزئياً «محطة أكسجين» في مصنع نوفوليبيتسك للمعادن فيما سيكون له تأثير طويل الأمد على عمل الشركة.

ورفضت شركة «إن إل إم كيه» مالكة المصنع التعليق. وقال مصدر إقليمي في الصناعة في روسيا إن المنشأة استمرت في العمل بشكل طبيعي.

وقال حاكم منطقة ليبيتسك في وقت سابق إن طائرة أوكرانية مسيرة سقطت في منطقة صناعية الليلة الماضية، لكنه لم يذكر ما إذا كانت هناك أضرار.

وتزايد تركيز أوكرانيا على استهداف المنشآت النفطية والصناعية الروسية بطائرات مسيرة بعيدة المدى في الأشهر القليلة الماضية في محاولة للضغط على روسيا التي شنت غزواً واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ولم تؤكد كييف أو تنفي رسمياً مثل هذه الهجمات، لكنها تقول إن المنشآت المستهدفة تدعم المجهود الحربي، وأهدافاً عسكرية مشروعة.

وتنفي «إن إم إل كيه» تعاونها مع صناعة الدفاع الروسية، وتقول إن إنتاجها للاستخدامات المدنية.

وقال المصدر في كييف إن هجوم الليلة الماضية شنه جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني.

وشنت روسيا هجمات بعيدة المدى على أوكرانيا طوال الحرب، وكثفت في الأسابيع القليلة الماضية هجماتها الجوية على نظام الطاقة.


بسبب زوجته... رئيس وزراء إسبانيا «يفكّر» في الاستقالة

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
TT

بسبب زوجته... رئيس وزراء إسبانيا «يفكّر» في الاستقالة

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم (الأربعاء)، في رسالة نشرها على منصة «إكس»، أنّه «يفكّر في إمكانية تقديم استقالته» بعد فتح تحقيق ضدّ زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال سانشيز «أحتاج إلى التوقّف والتفكير» لاتخاذ قرار «بشأن ما إذا كنت سأستمرّ في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان عليّ أن أتخلّى عن هذا الشرف»، مضيفاً أنّه سيعلن قراره، الاثنين، للصحافة، بينما يعلّق أنشطته حتّى ذلك الوقت.

وبدأت إحدى محاكم مدريد إجراءات أولية ضد بيغونيا غوميز، زوجة سانشيز، للتحقيق في علاقاتها «المشبوهة» بالعديد من الشركات الخاصة التي حصلت لاحقاً على عقود وأموال عامة من الحكومة التي يقودها زوجها، وفقاً لما ذكرته محكمة العدل العليا في مدريد.

وتدرس القضية، التي تجري تحت إشراف القاضي خوان كارلوس بينادو من المحكمة رقم 41 في بلاثا دي كاستيا، احتمال ارتكاب جرائم استغلال النفوذ والفساد في القطاع الخاص. ومن بين الإجراءات الأولى التي أمر بها القاضي استدعاء عدة شهود من محيط زوجة رئيس الحكومة ومسؤولين في الشركات التي تحوم حولها الشكوك.


كيف نجح ماكونيل وشومر وبايدن في هزيمة المعترضين على تمرير المساعدات لأوكرانيا؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على حزمة المساعدات ويعلن عنها (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على حزمة المساعدات ويعلن عنها (إ.ب.أ)
TT

كيف نجح ماكونيل وشومر وبايدن في هزيمة المعترضين على تمرير المساعدات لأوكرانيا؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على حزمة المساعدات ويعلن عنها (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على حزمة المساعدات ويعلن عنها (إ.ب.أ)

وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، «قانون الأمن القومي»، ينص على تقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، داعياً في الوقت ذاته إسرائيل السماح بوصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة «دون تأخير». وقال بايدن إن قانون المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، «يوم عظيم للسلام العالمي»، «وسيجعل أميركا والعالم أكثر أمناً». وأعلن بايدن إرسال معدات عسكرية لأوكرانيا «خلال ساعات» لمواصلة القتال ضد القوات الروسية. وقال بايدن: «إذا هاجم بوتين أحد حلفائنا في (الناتو) فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدفاع عن حلفائنا». وقدم بايدن الشكر «للجميع في الكونغرس وخاصة قادة المشرعين من الحزبين على التئام كلمتهم من أجل تمرير هذا التشريع».

US President Joe Biden speaks after signing the foreign aid bill at the White House in Washington, DC, on April 24, 2024. (AFP)

ومع توقيع بايدن على القانون، توجهت الأنظار إلى ما قد تحدثه هذه المساعدة من تأثير في ميدان الحرب. وبعد أشهر طويلة من التأخير المدمر لقدرات الأوكرانيين ومعنوياتهم، تحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن المفاوضات «السرية» والعلنية التي دارت على مدى تلك الأشهر بين إدارة بايدن، وقادة مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين، لتذليل العقبات أمام تمرير تلك المساعدات.

ماكونيل وشومر وبايدن

كان على زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل، التغلب على اعتراضات الجناح «الانعزالي» في حزبه، من بعض المحافظين ومن اليمينيين المدعومين من الرئيس السابق دونالد ترمب. ونجح ماكونيل في تحقيق الفوز في حزبه من خلال قلب أصوات أكثر من ستة معارضين سابقين، فضلاً عن تغيير تاكر كارلسون، المذيع اليميني الأكثر شهرة، لخطابه المناهض لأوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي عقده بعد تصويت مجلس الشيوخ على مشروع القرار، تحدث ماكونيل عن تنسيقه مع زعيم الأغلبية الديمقراطية السيناتور تشاك شومر قائلاً: «لم أكن أرغب في الابتعاد ولو قليلاً عن تشاك في هذه القضية. لم يكن لديه أي مشاكل مع أوكرانيا، بينما واجهت كل هذه المشاكل». وقال: «لكننا اتفقنا على الهدف العام»... «لم يكن من الممكن له أن يساعدني مع أعضاء حزبي. ولم يكن من الممكن أن يساعدني الرئيس بايدن أيضاً. لقد كان جدالاً عائلياً جمهورياً».

وبحسب تقارير صحافية، فقد توصل شومر وماكونيل إلى اتفاقين مهمين ساعدا في طلب المساعدات الخارجية لإدارة بايدن خلال المماحكات السياسية التي استمرت سبعة أشهر: إبقاء مساعدة أوكرانيا مرتبطة بمساعدة إسرائيل، والمضي قدماً معاً في حزمة لا تحتوي على قضية تمويل أمن الحدود، التي كان من الواضح أن الطرفين كانا يرغبان في استبعاد استخدامها في معركة الانتخابات هذا العام.

من ناحيته، قال شومر عن شراكته مع ماكونيل: «لم ننحرف أبداً. تحدثنا مع بعضنا بعضاً كل يوم حول الاستراتيجية أو ما يجب القيام به أو ما يمكن أن يحدث. ويظهر لك أنه عندما يكون لديك قوة من الحزبين، يمكنها إنجاز الأمور».

استمالة جونسون وتحييد ترمب

وينطبق هذا على مجلس النواب أيضاً، حيث حقق رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز شراكة معقولة، وتوصلا إلى الاتفاق على إقرار المساعدة لأوكرانيا. ويستعد الديمقراطيون لعرقلة التصويت الوشيك لإقالته من قبل مجموعة من النواب اليمينيين المتشددين.

وتشير التقارير إلى أن الرئيس بايدن نفسه، وجّه كبار مساعديه إلى استخدام استراتيجية ذات شقين: أن يوضح لجونسون بشكل خاص المخاطر التي ستتحملها أوروبا وبقية العالم إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، مع الاعتماد بشكل كبير على معلومات الاستخبارات، وهي المهمة التي تولاها العديد من مسؤولي الأمن، على رأسهم مدير «سي آي إيه» وليام بيرنز. والتوقف عن مهاجمة جونسون، والموافقة معه على إجراء تعديلات على كيفية طرح مشروع القرار عن أوكرانيا على الهيئة العامة للمجلس الأسبوع الماضي، من بينها بيع الأصول الروسية المجمدة، وإعادة هيكلة بعض المساعدات الخارجية كقرض، واتخاذ إجراءات صارمة ضد تطبيق «تيك توك» الصيني.

بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)

كان على الديمقراطيين في الكونغرس والرئيس إظهار الصبر والإصرار. وبالنسبة لبايدن، كان هذا يعني عدم إزعاج الجمهوريين الذين اعتقد الديمقراطيون أنهم سيوافقون في النهاية على مواصلة دعم أوكرانيا.

ولعب السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، الذي صوّت ضد مشروع القانون الأولي لمجلس الشيوخ، لكنه قلب تصويته لصالح التشريع النهائي دوراً كبيراً أيضاً، خصوصاً بعدما نجح ماكونيل وجونسون، بتحييد الرئيس السابق ترمب «بشأن هذه القضية»، على حد تعبير ماكونيل، من خلال ظهور جونسون مع ترمب في وقت سابق من هذا الشهر وتعديل مشروع القانون. وقال غراهام: «لقد غيّر ذلك كل شيء».

إرسال الأسلحة خلال أيام

ومع وعد الرئيس بايدن بإرسال أسلحة إلى كييف في غضون ساعات، قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، إن المساعدات العسكرية الأميركية التي توقفت منذ أسابيع، ستستأنف على الفور. وبحسب البنتاغون، ستأتي بعض المساعدات العسكرية من مخزونه في ألمانيا؛ مما يعني أنها قد تصل إلى الحدود الأوكرانية في غضون أيام. وتشمل حزمة المساعدات البالغة 61 مليار دولار، 23 مليار دولار لتجديد مخزون البنتاغون، و14 مليار دولار لشراء أسلحة مخصصة لأوكرانيا، فضلاً عن مليارات الدولارات للتدريب العسكري والمساعدة الاقتصادية.

صواريخ بعيدة المدى

ويرجّح أن تشمل المساعدات العسكرية، الأسلحة الصغيرة، وقذائف المدفعية، وصواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، والصواريخ بعيدة المدى، وصواريخ «ستينغر» التي تطلق على الكتف، وأنظمة الدفاع الجوي الأخرى، من بين أشياء أخرى، ستمكن أوكرانيا من تلبية احتياجاتها، ومواجهة الهجوم الصيفي المتوقع لروسيا، بقوة نيران قوية، يمكن على الأقل أن تسبب خسائر واسعة النطاق في صفوف القوات الروسية.

ويلزم مشروع القانون الرئيس بإرسال صواريخ «إيه تي إيه سي إم إس»، وهي صواريخ باليستية قوية ودقيقة التوجيه يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وتعدّ هذه الأنظمة مهمة لأنها يمكن أن تكون مدمرة للغاية، حيث تضرب مراكز القيادة والسيطرة والمستودعات وغيرها من الأهداف العسكرية المهمة في عمق الخطوط الروسية. وأرسلت إدارة بايدن في الخريف الماضي إلى أوكرانيا مجموعة صغيرة منها «شرط عدم استخدامها في ضربات داخل روسيا». لكن كييف أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) أنها استخدمت نظام «إيه تي إيه سي إم إس»، لتدمير تسع مروحيات عسكرية روسية، ومستودع ذخيرة، ومنصة إطلاق للدفاع الجوي في الأراضي الأوكرانية المحتلة. ورغم عدم توقع قيام الرئيس بايدن برفع القيود المفروضة على استخدام هذه المنظومة، غير أن هذا الأمر لم يعد يشكل عائقاً رئيسياً أمام الجيش الأوكراني، مع إنتاج كييف طائراتها من دون طيار طويلة المدى وصواريخها بكميات متزايدة.

زيلينسكي لدى زيارته إحدى الجبهات في شرق أوكرانيا الجمعة (أ.ب)

ويقول الخبراء إن أوكرانيا يمكن أن تستخدم صواريخ «إيه تي إيه سي إم إس»، لقطع طرق الإمداد العسكري إلى شبه جزيرة القرم المحتلة؛ مما يضعف القوات الروسية فيها وفي الأجزاء المحتلة من البر الرئيسي لجنوب أوكرانيا. وتقوم موسكو ببناء خط سكك حديدية بري جديد بين روستوف أون دون، وشبه جزيرة القرم بعد الضربات الأوكرانية المتكررة على جسر القرم، وهو الرابط الوحيد الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة المحتلة.

ليست رصاصة فضية

ويثير اعتماد خطة المساعدة ارتياح الجيش الأوكراني الذي يواجه نقصاً في المجندين الجدد والذخيرة، في مواجهة الضغط المستمر من القوات الروسية في الشرق. ورغم ذلك، يرى العديد من المحللين الأميركيين والأوكرانيين، أن الأمر لن يكون «رصاصة فضية» لأوكرانيا، لكن المخاوف بشأن انهيار أوكرانيا أو الاختراق الروسي ستهدأ. وبحسب تقرير لإذاعة «صوت أميركا»، فإن الشيء الأكثر أهمية هو استئناف المساعدات العسكرية الأميركية، رغم أنه لن يكون كافياً لتحويل دفة الحرب». فالأمر يحتاج إلى «ميزة تكنولوجية» إذا أرادت أوكرانيا طرد القوات الروسية من أراضيها.

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

وحتى مع استئناف الولايات المتحدة للمساعدات، فقد تعرّض الأوكرانيون لأضرار جسيمة وأصبحت قواتهم المسلحة أضعف مما كانت عليه نتيجة هذا التأخير. ومع ذلك، يمكن للمساعدات الأميركية أن تسمح لأوكرانيا بالعودة إلى شكل من أشكال «الدفاع النشط»، والحفاظ على خط المواجهة مع إلحاق خسائر كبيرة بالقوات المسلحة الروسية، وتدريب قواتها الجديدة.

ويرى المحللون أن استئناف المساعدات الأميركية، قد يدفع الدول الأوروبية إلى زيادة مساهماتها في المجهود الحربي لأوكرانيا. وستبدأ الحكومات الأوروبية مثل الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا في تسليم بعض الطائرات المقاتلة الـ45 من طراز «إف - 16» التي وعدت بها العام الماضي إلى أوكرانيا. ويمكن لهذه الطائرات أن تساعد أوكرانيا في الحد من الهجمات الجوية الروسية. كما ستسمح المساعدات الأميركية والأوروبية في إعداد أوكرانيا لهجوم مضاد في عام 2025؛ مما قد يجعلها في وضع أفضل للتفاوض مع روسيا.


بريطانيا وألمانيا تتعهّدان بدعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

المستشار الألماني أولاف شولتس يستمع بينما يلقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلمة في مؤتمر صحافي مشترك في برلين (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس يستمع بينما يلقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلمة في مؤتمر صحافي مشترك في برلين (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا وألمانيا تتعهّدان بدعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

المستشار الألماني أولاف شولتس يستمع بينما يلقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلمة في مؤتمر صحافي مشترك في برلين (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس يستمع بينما يلقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلمة في مؤتمر صحافي مشترك في برلين (أ.ف.ب)

تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم (الأربعاء)، بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا «مهما استغرق الأمر»، رغم أنّ المستشار الألماني شدّد على رفضه تسليم صواريخ توروس بعيدة المدى إلى كييف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعد زيارة إلى بولندا الثلاثاء حيث تعهّد بأموال إضافية لكييف، حل رئيس الوزراء البريطاني في العاصمة الألمانية في أول زيارة له منذ أن أصبح رئيساً للوزراء قبل 18 شهراً.

وقال سوناك للصحافة: «نحن متّحدون في رغبتنا في دعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر».

وأضاف أنّ الحرب التي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن «تنتهي بالفشل».

وأشار خلال مؤتمر صحافي مع شولتس في المستشارية الألمانية إلى أننا «ندافع عن القيم المهمّة للغاية بالنسبة إلينا».

وقام سوناك برحلته التي تستغرق يومين إلى أوروبا بهدف تسليط الضوء مجدّداً على الحرب في أوكرانيا، بعدما طغت الحرب التي تشنّها إسرائيل ضدّ حركة «حماس» في قطاع غزة على معظم الأحداث العالمية.

وفي العاصمة البولندية وارسو، تعهّد الثلاثاء بزيادة الإنفاق الدفاعي البريطاني تدريجيا إلى 2.5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2030.

كما تعهّد بتقديم مبلغ إضافي قدره 500 مليون جنيه استرليني (617 مليون دولار) إلى أوكرانيا، ممّا يرفع المبلغ الذي قدّمته المملكة المتحدة إلى أوكرانيا إلى 12 مليار جنيه استرليني.

وتناشد كييف حلفاءها زيادة إمدادات الذخيرة والدفاعات الجوية التي تشتد الحاجة إليها لصدّ الهجمات الروسية المتواصلة.

ووقع الرئيس الأميركي جو بايدن على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لكييف الأربعاء.

من جهتهم، يشدّد وزراء الدفاع والخارجية في الاتحاد الأوروبي على أنّه لا يزال يتعيّن على أوروبا أن تعمل على تسريع وتيرة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.

وردّت ألمانيا على مطالب كييف في الأيام الأخيرة، معلنة أنّها سترسل نظام دفاع جوي إضافيا من طراز باتريوت إلى أوكرانيا.

غير أنّ شولتس قاوم مجدّداً الدعوات لإرسال صواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، إذ تخشى ألمانيا من أن تؤدي إلى تصعيد الصراع.

وفي هذا السياق، قال شولتس: «قراري واضح للغاية» بشأن إرسال أنظمة توروس.

وأضاف: «لكن قراري واضح للغاية أيضاً بأننا سنستمر في كوننا أكبر داعم لأوكرانيا في أوروبا».

«فصل جديد»

من جهته، أشاد سوناك بـ«فصل جديد» في العلاقات بين بريطانيا وألمانيا، حيث أعلنا عن خطط لمحاولة مشتركة لتطوير أنظمة مدفعية هاوتزر يتمّ التحكّم فيها عن بعد، يتم تركيبها على مركبات بوكسر المدرّعة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني: «في هذه اللحظة الخطرة بالنسبة للعالم، تقف المملكة المتحدة وألمانيا جنبا إلى جنب للمحافظة على الأمن والازدهار في بلدينا وفي أنحاء قارّتنا».

من جهة أخرى، أفاد سوناك بأن الغرب يواجه أخطر مرحلة منذ انتهاء الحرب الباردة، إذ بات الهجوم الروسي على أوكرانيا في عامه الثالث بينما يزداد خطر التصعيد في الشرق الأوسط.

وتواجه بلدان «الناتو» ضغوطا لزيادة الإنفاق الدفاعي في مواجهة هذه التهديدات العالمية.

وزادت عدة دول أوروبية منضوية في «الناتو» بما فيها فرنسا وألمانيا الإنفاق على الدفاع في الفترة الأخيرة للوصول إلى هدف الحلف البالغ 2 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي.

ورفض سوناك أن يقول إنّه يتعيّن على حلف شمال الأطلسي زيادة هدفه إلى 2.5 في المائة، لكنه قال: «نحن ندرك أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، أعتقد أننا في عالم يزداد فيه الإنفاق الدفاعي».

لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين حذّرت قبل فترة قصيرة من وجود حاجة لبذل مزيد من الجهود فيما من المقرر أن تقدّم بروكسل مقترحات لتمويل الدفاع بحلول موعد انعقاد قمة لقادة الاتحاد الأوروبي مقررة في يونيو (حزيران).

طرحت بروكسل استراتيجية بكلفة 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لزيادة الإنتاج الدفاعي، إلا أن المسؤولين عدّوا المبلغ غير كاف.

وحضّت برلين حلفاءها على شراء أنظمة ردع بشكل مشترك وكانت المملكة المتحدة التي انسحبت من الاتحاد الأوروبي مطلع عام 2020 من بين 20 دولة انضمت إلى الخطة.

وسيقوم المشروع على شراء أنظمة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بينها أنظمة «أيريس-تي» ألمانية الصنع ومنظومة باتريوت الأميركية و«آرو 3» الأميركية الإسرائيلية.

رفضت فرنسا حتى الآن التوقيع على الاتفاق، إذ يصر مسؤولون فرنسيون على نظام دفاع جوي باستخدام معدات أوروبية.


ألمانيا تتهم 7 أجانب يشتبه بانتمائهم لـ«داعش» بالتخطيط لشن هجمات

عناصر من الشرطة الألمانية (رويترز)
عناصر من الشرطة الألمانية (رويترز)
TT

ألمانيا تتهم 7 أجانب يشتبه بانتمائهم لـ«داعش» بالتخطيط لشن هجمات

عناصر من الشرطة الألمانية (رويترز)
عناصر من الشرطة الألمانية (رويترز)

أعلن مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا، (الأربعاء)، أن اتهامات وجهت لسبعة أجانب بالتخطيط لشن هجمات إرهابية نيابة عن فرع لتنظيم «داعش» يعرف باسم تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، وفق «رويترز».

وجرى توجيه تهم عدة للمشتبه بهم من بينها تأسيس منظمة إرهابية.

وجاء في بيان مكتب الادعاء أن المشتبه بهم خططوا لتنفيذ هجمات كبيرة في ألمانيا وأوروبا الغربية لكن خطتهم لم تكن قد اكتملت عندما تدخلت سلطات إنفاذ القانون.

وكان المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم في يوليو (تموز) من العام الماضي على اتصال بتنظيم «داعش - ولاية خراسان»، الفرع الأفغاني للتنظيم المتشدد، الذي أعلن مسؤوليته عن واقعة إطلاق نار عشوائي في موسكو الشهر الماضي التي أودت بحياة 137 شخصاً على الأقل.

وقال المحققون إن المشتبه بهم وصلوا إلى ألمانيا قادمين من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب هناك في ربيع عام 2022، وشكلوا خلية «إرهابية» مع عضو بالتنظيم من هولندا.

وذكر بيان الادعاء أن المشتبه بهم كانوا يلتقون بانتظام لمناقشة نواياهم واستكشاف مواقع محتملة لتنفيذ هجماتهم داخل ألمانيا.


بوتين: أجهزة الغرب تدعم الإرهاب... وموسكو مستعدة لتعاون «يضمن الأمن العالمي»

لقطة تُظهِر قاعة محترقة بعد الهجوم المميت الذي وقع الشهر الماضي بروسيا (رويترز)
لقطة تُظهِر قاعة محترقة بعد الهجوم المميت الذي وقع الشهر الماضي بروسيا (رويترز)
TT

بوتين: أجهزة الغرب تدعم الإرهاب... وموسكو مستعدة لتعاون «يضمن الأمن العالمي»

لقطة تُظهِر قاعة محترقة بعد الهجوم المميت الذي وقع الشهر الماضي بروسيا (رويترز)
لقطة تُظهِر قاعة محترقة بعد الهجوم المميت الذي وقع الشهر الماضي بروسيا (رويترز)

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجهزة الاستخبارات الغربية بالوقوف وراء هجمات إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار بلدان وتأجيج صراعات داخلية فيها. وتعمد خلال مشاركته الثلاثاء، في مؤتمر أمني دولي رفيع عقد في عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبرغ أن يربط بشكل غير مباشر بين الهجوم الدموي الذي استهدف روسيا الشهر الماضي ونشاط أجهزة غربية لم يحددها، لكنه قال إنها موجهة لتقويض الأسس الدستورية في بلاده.

وخاطب بوتين الحاضرين في المؤتمر عبر تقنية الفيديو (كونفرنس)، وقال إن الهجمات الإرهابية في بلدان مختلفة «لا يقف وراءها متطرفون فقط وإنما الأجهزة الخاصة لبعض البلدان أيضاً».

ورأى أن الإرهاب «لا يزال أحد أخطر التهديدات في القرن الحادي والعشرين». مشيراً إلى أن هدف الهجمات الإرهابية التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم، و«التي لا تقف وراءها الجماعات المتطرفة فحسب، بل وأجهزة المخابرات في بعض البلدان أيضاً، هو تقويض الأسس الدستورية وزعزعة استقرار الدول ذات السيادة والتحريض على الكراهية بين الأعراق والأديان».

وأشار بوتين إلى أن «أساليب المجرمين أصبحت أكثر همجية، كما تجلى خلال الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف قاعة «كروكوس» في ضواحي موسكو».

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ماضية في إجراء التحقيقات حول الحادث، متعهداً «تحديد هويات جميع المنفذين والمدبرين والمنظمين ومعاقبتهم كي لا يفلت أحد من العقاب العادل».

ووصف بوتين الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وحمايتها بأنها من «أهم الشروط لتعزيز سيادة وأمن الدول»، خصوصاُ في المرحلة الراهنة التي تشهد وفقاً له «تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وتغيير ميزان القوى في العالم تدريجياً لصالح الأغلبية العالمية».

الرئيس فلاديمير بوتين مع المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (أ.ب)

ولفت الرئيس الروسي كذلك إلى الأهمية القصوى لحماية مجال المعلومات من التهديدات لضمان الأمن القومي والتنمية الاقتصادية. وأكد أن بلاده مستعدة لـ«تعاون وثيق» من أجل ضمان الأمن العالمي والإقليمي مع جميع الشركاء المهتمين بذلك.

ويعقد الاجتماع الدولي الثاني عشر للمسؤولين الأمنيين رفيعي المستوى في سان بطرسبرغ تحت رعاية مجلس الأمن الروسي. وتعد هذه النسخة الـ12 للمؤتمر السنوي الذي كان يحضره عادة ممثلون عن مجالس الأمن وأجهزة الاستخبارات في عشرات البلدان. ويرأس الوفد الروسي فيه عادة سكرتير مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف.

وأعلن المجلس الروسي على موقعه الإلكتروني جانباً من أجندة المؤتمر وكشف عن أن الحاضرين سوف يناقشون خلال جلسات تستمر يومين ملفات أمن المعلومات في سياق تشكيل نظام عالمي متعدد المراكز. كما سيتضمن جدول الأعمال مناقشة موضوع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم التقليدية بوصفها عنصراً أساسياً في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار الدوليين.

وبالإضافة إلى ذلك، تجرى المناقشات في إطار مائدتين مستديرتين تناقشان ملفي مكافحة الهجرة غير الشرعية، وحماية السكان في ظروف الصراعات العسكرية وحالات الطوارئ الطبيعية.

وينتظر أن تنعقد على هامش المؤتمر سلسلة اجتماعات ثنائية بين الوفود المشاركة. وكان لافتاً هذا العام أن مجلس الأمن الروسي لم يحدد في بيانه حول مسار الاجتماع عدد الوفود الأجنبية المشاركة، في ظل مقاطعة البلدان الغربية وعدد من البلدان الأخرى الفعاليات التي تنظمها موسكو.

واكتفى المجلس الروسي بالكشف عن أن باتروشيف «عقد اجتماعات عدة مع زملائه الأجانب في موسكو. وتحدث على وجه الخصوص مع وزير الداخلية الكوبي لازارو ألبرتو ألفاريز كاساس، ومع مستشار رئيس بوليفيا للقضايا الأمنية خوسيه هوغو مولديس، ومع المساعد الخاص لرئيس البرازيل للشؤون الدولية سيلسو أموريم، ومع الرئيس البوليفي. ومع مدير جهاز المخابرات العامة بجمهورية السودان أحمد إبراهيم مفضل، وكذلك مع مستشار الرئيس السوري علي مملوك».

على صعيد آخر، أعلنت لجنة التحقيق المركزية الروسية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت نائب وزير الدفاع الروسي تيمور إيفانوف للاشتباه في تقاضيه رشوة.

وقالت اللجنة في بيان نُشر الثلاثاء على منصة «تلغرام» إنه «تم اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي تيمور إيفانوف للاشتباه في ارتكابه جريمة بموجب البند رقم 6 من المادة 290 في القانون الجنائي الروسي (تقاضي رشوة)». وذكرت المتحدثة الرسمية باسم لجنة التحقيق، سفيتلانا بيترينكو، أن اللجنة تُجري التحقيقات اللازمة.

بينما أفاد مصدر أمني روسي لوكالة أنباء «إنترفاكس» بأن التحقيق سيحال إلى المحكمة في المستقبل القريب مع طلب لإبقاء إيفانوف قيد الاعتقال.

وأثار الإعلان نقاشات واسعة على شبكات التواصل الروسية، خصوصاً على خلفية ربط بعض الأوساط عملية الاعتقال مع الحرب الأوكرانية؛ ما دفع محامي المسؤول المعتقل إلى تأكيد أن «التهم الموجهة تتعلق بقضايا فساد ولا توجد بينها تهمة الخيانة العظمى».

تفحُّم صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات في موسكو بسبب الهجوم (أ.ف.ب)

وأكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنه تم إبلاغ الرئيس الروسي بتطورات القضية. كما أعلن أنه تم إخطار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بالأمر مسبقاً.

ودعا بيسكوف وسائل الإعلام إلى الاستناد في تغطياتها حول الموضوع على ما تقدمه المصادر الرسمية الروسية فقط. و«عدم الالتفات إلى التكهنات والصخب والضجيج المتعلق بحديث عن تهمة الخيانة».

وقال الناطق الرئاسي: «هناك الآن الكثير من التأويلات المختلفة حول هذا الموضوع، وهنا، بالطبع يجب الاعتماد على المعلومات الرسمية. علاوة على ذلك، فإن التحقيق جار. وكل ما يقال ليس أكثر من تكهنات حول هذا الأمر. يجب الاعتماد على المعلومات الواردة من سلطات التحقيق. وبطبيعة الحال، في نهاية المطاف - قرار المحكمة».

إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «تاس» الحكومية عن مصدر أمني أن إيفانوف كان «تحت أنظار ومتابعة دقيقة من جانب أجهزة إنفاذ القانون منذ فترة طويلة».

وقال المصدر للوكالة: «دعونا نقول فقط إنه لم يصبح تحت الرقابة أمس، أو أول أمس، أو حتى قبل شهر وإنما منذ فترة أطول. وتستند مواد قضيته، من بين أمور أخرى، إلى شهادات شهود عيان ونتائج أنشطة عملياتية». وأوضح المصدر أن ملف إيفانوف تتابعه من الناحية العملياتية المخابرات العسكرية التابعة لهيئة الأمن الفيدرالي.

وكان إيفانوف (من مواليد عام 1975) شغل منصب نائب رئيس حكومة ريف موسكو. وتولى بين عامي 2013 و 2016 إدارة شركة «أوبورونستروي» (الإنشاءات الدفاعية) التي تعدّ بين أبرز مؤسسات المجمع الصناعي العسكري. وفي مايو (أيار) 2016، تم تعيينه نائباً لوزير الدفاع، وكان من مهامه الإشراف على عمل مجمع البناء العسكري التابع للوزارة.

وسلط ملف اعتقال ايفانوف الأنظار على سلسلة فضائح مماثلة تتعلق بقضايا فساد تم الكشف عنها خلال الأشهر الماضية، وشكّلت جزءاً من «عمليات التطهير الداخلي» وفقاً لتعليق وسائل إعلام.

وكانت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي أعلنت الشهر الماضي اعتقال «مجموعة إجرامية» ضمت عدداً من كبار مسؤولي وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، ورجال أعمال من إقليم ستافروبول، الواقع في جنوب روسيا.

ووجّهت السلطات المختصة إلى المعتقلين اتهامات بارتكاب جرائم اقتصادية وإساءة استخدام الصلاحيات والسرقة والابتزاز، وكشفت عن أن المجموعة حاولت الاستيلاء على شركات كبرى بشكل غير قانوني من خلال إلغاء ترخيص لاستخراج موارد طبيعية، وسرقة إمدادات للغاز الطبيعي على نطاق واسع.

وأجرى جهاز الأمن الفيدرالي سلسلة من عمليات التفتيش والدهم في موسكو وإقليم ستافروبول، وأظهرت لقطات فيديو صورها المداهمون أنه تم العثور في منازل المعتقلين على مبالغ كبيرة من الأموال بعملات مختلفة، وسيارات فارهة وأسلحة نارية وذخيرة.

وقبل ذلك، أعلنت السلطات الأمنية اعتقال أولغا ياريلوفا، النائبة السابقة لوزير الثقافة الروسي بتهمة اختلاس، واعتقال مكسيم بارشين، نائب وزير التنمية الرقمية والاتصالات والتواصل الجماهيري في صيف 2023 للاشتباه في تلقيه رشوة، وتم إعفاؤه من منصبه بعد ذلك بقليل. ونقلت وسائل إعلام حكومية الثلاثاء أنه «على مدى السنوات الخمس الماضية (منذ عام 2019)، تم توجيه تهم بارتكاب جرائم جنائية مختلفة إلى 16 مسؤولاً فيدرالياً سابقاً وحالياً، بمن فيهم 5 وزراء سابقين و13 نائباً للوزراء».


بطريرك موسكو يعاقب قسّاً ترأس قداس جنازة نافالني

قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني (أ.ب)
قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني (أ.ب)
TT

بطريرك موسكو يعاقب قسّاً ترأس قداس جنازة نافالني

قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني (أ.ب)
قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني (أ.ب)

عاقبت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا القس الذي ترأس قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الألمانية» عن تقارير إعلامية.

ونقلت وسائل إعلام روسية اليوم (الأربعاء)، عن قرار لبطريرك موسكو كيريل، أنه تم منع القس ديمتري سافرونوف من ترؤس قداسات خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأفادت التقارير بأنه لم يعد مسموحاً للقس سافرونوف بمنح مباركته، أو ارتداء الملابس الكنسية أو صليب القساوسة.

كما تم تجريد القس من رتبته شماساً من «كنيسة الصعود» في موسكو. وبدلاً من ذلك سيعمل مرنم مزامير في كنيسة أخرى.

وأشار القرار إلى أن مصيره فيما بعد بوصفه رجل دين سيتم تحديده بناء على تقييم لعمله هناك.

وقاد سافرونوف قداس جنازة عند قبر نافالني بعد 40 يوماً من وفاة المعارض الروسي. ومن المعتاد في الكنيسة الأرثوذكسية أن تتم إحياء ذكرى المتوفى في الأيام الثالث، والتاسع، والأربعين، بعد الوفاة.

ويعد البطريرك كيريل حليفاً وفياً للرئيس فلاديمير بوتين وداعماً لحربه على أوكرانيا.


ألمانيا تعتزم استئناف تمويل «الأونروا»

فلسطينيون يفحصون الأضرار التي لحقت بمباني «الأونروا» في طريق عودتهم إلى منازلهم في شمال غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يفحصون الأضرار التي لحقت بمباني «الأونروا» في طريق عودتهم إلى منازلهم في شمال غزة (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تعتزم استئناف تمويل «الأونروا»

فلسطينيون يفحصون الأضرار التي لحقت بمباني «الأونروا» في طريق عودتهم إلى منازلهم في شمال غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يفحصون الأضرار التي لحقت بمباني «الأونروا» في طريق عودتهم إلى منازلهم في شمال غزة (د.ب.أ)

أعلنت ألمانيا (الأربعاء) أنها تعتزم استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، في إشارة إلى استئناف التمويل الذي توقف بعد ما قالته إسرائيل عن تورط 12 من موظفي الوكالة التابعة للأمم المتحدة في الهجوم الذي نفذته عليها حركة «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ودفعت هذه المزاعم 16 دولة مانحة، من بينها الولايات المتحدة، إلى تجميد نحو 450 مليون دولار من تمويلها، وهو ما مثل ضربة لعمليات «الأونروا»، في الوقت الذي تكافح فيه الأزمة الإنسانية الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة.

ويأتي تحرك ألمانيا، ثاني أكبر مانحي الوكالة، بعد نشر مراجعة يوم الاثنين قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا حول قدرة «الأونروا» على ضمان حيادها.

وحثت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان في بيان مشترك «الأونروا» على تنفيذ سريع لتوصيات تقرير المراجعة بما يشمل تعزيز الرقابة الداخلية، وكذلك تعزيز الإشراف الخارجي على إدارة المشروعات.

وجاء في بيان الوزارتين: «دعماً لتلك الإصلاحات، ستستأنف الحكومة الألمانية قريباً تعاونها مع (الأونروا) في غزة كما فعلت أستراليا وكندا والسويد واليابان ودول أخرى».

وأضاف البيان: «ألمانيا ستنسق بشكل وثيق مع أقرب شركائها الدوليين بشأن صرف مزيد من الأموال. وتتم حالياً تغطية احتياجات (الأونروا) التمويلية قصيرة المدى في غزة من الأموال الموجودة».

وتوظف «الأونروا» 32 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة، منهم 13 ألفاً في قطاع غزة، حيث تمثل أكبر وكالة إغاثة على الإطلاق؛ إذ تدير مدارس وخدمات اجتماعية للاجئين الذين يشكلون غالبية سكان قطاع غزة.

وخلصت المراجعة التي قادتها كولونا بشأن حيادية «الأونروا»، يوم الاثنين، إلى أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة تدعم اتهاماتها، على أساس قائمة موظفي «الأونروا» التي قُدمت لها في شهر مارس (آذار)، بأن عدداً كبيراً من موظفي الأونروا أعضاء في جماعات إرهابية في قطاع غزة.

ووجدت المراجعة أن «الأونروا» لديها «نهج أكثر تطوراً» للحياد عن غيرها من منظمات الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة المماثلة، رغم أن «المشكلات المتعلقة بالحياد لا تزال قائمة» مثل تعبير الموظفين علناً عن آراء سياسية.

وتحقق الأمم المتحدة في الاتهامات الموجهة إلى 12 موظفاً في تحقيق منفصل يجريه مكتب الرقابة التابع لها. وبعد ظهور هذه الاتهامات في أواخر يناير (كانون الثاني)، قالت «الأونروا» إنها فصلت 10 من المتهمين، وإن الاثنين الآخرين لقيا حتفهما.

وكثفت إسرائيل اتهاماتها لـ«الأونروا» في شهر مارس، قائلة إن أكثر من 450 موظفاً في «الأونروا» هم أعضاء في جماعات إرهابية في غزة.

وأخذاً في الاعتبار توصيات المراجعة التي قادتها كولونا يوم الاثنين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الدول إلى دعم «الأونروا» بشكل فعال؛ لأنها «شريان حياة للاجئي فلسطين في المنطقة».

وقال المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني (الثلاثاء) إن الأونروا لديها حالياً تمويل يكفي لتغطية تكاليف العمليات حتى يونيو (حزيران).