بتقديم استقالته، أمس، حسم رئيس اتحاد الكتاب العرب في دمشق نضال الصالح، معركة الشتائم والتخوين التي نشبت في مؤتمر الاتحاد قبل يومين، في أجواء من التوتر سببها الهجوم على الصالح الذي دأب منذ تسلمه رئاسة الاتحاد على إقصاء كل من يختلف معه، وطالب فريق من أعضاء الاتحاد بحجب الثقة عنه، في مواجهة زملائهم من الذين دافعوا عن الأداء «الوطني» لرئيس الاتحاد خلال سنوات الحرب.
وفي خطوة غير مسبوقة في سوريا التي يتم فيها اختيار رؤساء المؤسسات النقابية من قِبل السلطات الحزبية والأمنية، قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب نضال الصالح، استقالته من رئاسة الاتحاد، وقال في بيان نشره على «فيسبوك»: «أعلن استقالتي من رئاسة الاتحاد وعضوية كل من المكتب التنفيذي ومجلس الاتحاد»، مبرراً ذلك «حرصاً على الاتحاد وعلى نفسي من أن تلحق بي إساءات جديدة لما تبقى من هذه الدورة، ولا سيما ما تعرضت له في المؤتمر من سباب وشتائم واتهامات باطلة وزائفة، وما لحق بي من إيذاء مدبر ومخطط في عملي الوظيفي».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أدبية في دمشق، أن المؤتمر شهد معركة حامية جداً، فالغالبية العظمى من أعضاء الاتحاد بسوريا لم تعد راضية عن سلوكيات نضال الصالح في رئاسته للاتحاد، وقالت المصادر: «منذ تسلمه رئاسة الاتحاد تعامل بعقلية الشبيح، وراح يستبعد أي كاتب لا يتفق معه شخصياً بزعم أنه متآمر ومناهض للنظام، حتى لو كان مؤيداً»، وهو ما أدى إلى تردي وضع الاتحاد، فلا «نشاطات أدبية مهمة ولا منشورات ذات قيمة فكرية، كما أوقف نشاط بعض الفروع، كفرع دمشق وما يقام من أنشطة يكون هدفه تنفيع المقربين من رئاسة الاتحاد»، وتضيف المصادر: «الطامة الكبرى أن كل من يعترض أو ينتقد رئيس الاتحاد كان يخوَّن ويُطعن بوطنيته، وهذا ما دفع الخلافات إلى حافة الانفجار في المؤتمر، ولأول مرة تتركز نقاشات المؤتمر فقط حول رئيس الاتحاد وانفراده بالقرار، ما جعل الجلسات تتسم بالفوضى».
المصادر الأدبية في حديثها إلى «الشرق الأوسط»، أكدت أن «الأعضاء البعثيين في الاتحاد اتفقوا على مساندة الصالح في اجتماع عقدوه قبيل المؤتمر وقرروا استبعاد معارضي رئيس الاتحاد خارج المؤتمر، لمنع تمرير عريضة موقَّعة من 156 عضو اتحاد كتاب تطالب بحجب الثقة عن رئيس الاتحاد لأنه لم يعد يمثلهم، ويتسبب بالانقسامات في الاتحاد». ولفتت المصادر إلى أن البعثيين نجحوا في مساعيهم، وبعد المؤتمر أعلنوا تمكنهم من إحباط «محاولة الانقلاب» ووصفوا زملاءهم الموقِّعين على العريضة بـ«المتآمرين الذين يستخدمون مفردات المعارضة»، لذا رجحت المصادر أن تكون هناك أسباب أخرى لاستقالة الصالح من رئاسة الاتحاد المدعوم من حزب البعث الحاكم.
ويشار إلى أنه بداية شهر فبراير (شباط) العام الجاري تم تسريب نص قرار صادر عن وزارة التعليم العالي بمعاقبة رئيس اتحاد الكتّاب العرب نضال الصالح بعد إحالته إلى مجلس التأديب، ومع أن نص القرار لم يذكر الأسباب، فإن المصادر التي سربت نص القرار شككت في أنه زوّر شهادته العلمية، وأنه يدّعي حمله درجة «الأستاذ الدكتور» أي أعلى الدرجات الأكاديمية، في حين أنه «أستاذ مساعد».
ويُذكر أن نضـال الصـالح كاتب وناقد أدبي وأستاذ جامعي من مواليد حلب 5 - 6 - 1957، ورئيس اتحاد الكتّاب العرب (الدورة التاسعة 2015 – 2020)، ومساعد الأمين العام للاتحاد العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب (2015 – 2018).
نضال الصالح: أستقيل من رئاسة الاتحاد بعدما لحق بي من إيذاء مدبر
مؤتمر اتحاد الكتاب العرب بدمشق يتحول إلى منصة شتائم وتخوين
نضال الصالح: أستقيل من رئاسة الاتحاد بعدما لحق بي من إيذاء مدبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة