القضاء يكثّف تحقيقاته في صراع الأجهزة الأمنية في مطار بيروت

TT

القضاء يكثّف تحقيقاته في صراع الأجهزة الأمنية في مطار بيروت

لم تنتهِ بعد ذيول الإشكالات التي وقعت داخل مطار رفيق الحريري الدولي، والناتجة عن الصراع بين الوحدات الأمنية المسؤولة عن أمن المطار، حيث وسّع القضاء العسكري تحقيقاته لتحديد هوية المسؤولين عن هذه الإشكالات، ومخالفتهم للتعليمات العسكرية، ليشمل أيضاً مدى مطابقة الإجراءات الأمنية داخل المطار وخارجه، ونظام عمل كاميرات المراقبة، وصولاً إلى مرآب السيارات، للمعايير المطلوبة والمعتمدة عالمياً، والتي تراعي سلامة المطار والمسافرين والقادمين عبره.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس «شكّل فريقاً مشتركاً من الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، والمديرية العامة للجمارك، لإجراء تحقيق مشترك في الإشكال والتضارب الذي وقع بين عناصر من جمارك المطار وعناصر من الجيش التابعين لجهاز أمن المطار مؤخراً». وأفادت المعلومات بأن «المحققين وضعوا تقريراً يحدد أسباب الإشكالات المتلاحقة، وغياب التنسيق بين الوحدات الأمنية، وانتهى إلى إنزال عقوبات مسلكية بحق عدد من الضبّاط والعناصر الذين ينتمون إلى جهاز أمن المطار».
وكان الخلاف الذي وقع مؤخراً في حرم المطار، مع تفتيش حقيبة عائدة لأحد المسافرين عبر صالون الشرف، قد أدى إلى إجراء تحقيقات قضائية موسعة تهدف إلى تحديد هوية المسؤولين عن الخلاف، وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن القاضي بيتر جرمانوس «كلف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجّار، بإجراء تحقيق دقيق ومفصّل داخل المطار حول مدى تقيّد الوحدات الأمنية العاملة ضمن جهاز أمن المطار بالتعليمات المتّبعة في هذا المرفق الحيوي، وتحديد مكمن الخلل الذي من شأنه أن يؤدي إلى خرق أمن مطار بيروت ويعرّض سلامته للخطر».
وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوع المطار شائك، ويحتاج إلى قانون خاص ينظّم عمله بشكل دقيق، مؤكداً أن «قانون المطار الحالي يُخضع كلّ الأجهزة الأمنية والعسكرية لسلطة جهاز أمن المطار، لكنّ الثغرة الأهم في هذا القانون تكمن في الفقرة التي تقول: (على أن يحتفظ كلّ جهاز بصلاحياته)، وهذا يجعل كل جهاز سلطة بحدّ ذاته، وعمله يصطدم بالجهاز الآخر».
واستكمالاً للتحقيق الذي يتولاه القاضي هاني الحجار، بدأت المفوضة المعاونة من الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضية مايا كنعان، بإجراء تحقيق منفصل لتحديد هوية مسرّبي الصور وأفلام كاميرات المراقبة في المطار، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي حصل سابقاً ويتكرر من وقت إلى آخر.
وأكدت المصادر القضائية أن «تسريب محتوى كاميرات المراقبة يعدّ خرقاً لأمن المطار». ووفق المعلومات المتداولة فإن التحقيق «سيشمل نواحي متعلّقة بالإجراءات المتخذة في محيط المطار أيضاً، بدءاً من سوره الخارجي، والاطمئنان إلى خلّوه من منافذ وثغرات، والتأكد من ارتفاع السور ومدى مطابقته للأنظمة المعتمدة عالمياً، وصولاً إلى مرآب السيارات».
وإلى جانب التحقيق المتعلّق بالإجراءات الأمنية، والتضارب في عمل الأجهزة، وضع النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، يده على الجزء المتعلّق بمخالفات تحصل في السوق الحرّة في المطار، وأكدت المصادر القضائية أن «هذا الإجراء يأتي بعد التثبت من أن موظفين في المطار سواء من الأجهزة الأمنية والعسكرية، أو المدنيين، يشترون بضائع من السوق الحرّة، ويقومون بإخراجها وبيعها في السوق المحلية لتحقيق أرباح ومنافع شخصية .



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.