السلطة الفلسطينية تعيد أموال الضرائب بعد خصم إسرائيل جزءاً منها

شكرت السعودية على دعمها المتواصل

TT

السلطة الفلسطينية تعيد أموال الضرائب بعد خصم إسرائيل جزءاً منها

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، إن إسرائيل نفذت قرارها بخصم نسبة من أموال العوائد الضريبية الخاصة بالفلسطينيين، ما حدا بالسلطة لإعادة المبلغ كاملا.
وأضاف الشيخ «بدأت إسرائيل بخصم مقابل الأموال التي تدفع لعائلات الشهداء والأسرى من المقاصة وردت السلطة الفلسطينية برفض تسلم كل المقاصة».
واتهم الشيخ، وهو مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «يذهب إلى صناديق الاقتراع على حساب الدم الفلسطيني، وعلى حساب لقمة عيش الفلسطينيين».
وكانت إسرائيل قررت قبل أسبوعين اقتطاع 138 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية، وهو مبلغ يوازي ما دفعته السلطة لعوائل مقاتلين وأسرى في العام 2018. وقررت إسرائيل اقتطاع مبلغ محدد كل شهر من الضرائب التي قد تزيد على 150 مليونا شهريا وتصل إلى 200 مليون لكن الرئيس الفلسطيني رد بالتهديد برفض تسلم أي أموال إذا خصمت إسرائيل منها.
وتشكل هذه الأموال الدخل الأكبر للسلطة، وهو ما يعني أن أزمة مالية حادة بانتظار الفلسطينيين. ويقول الفلسطينيون إن القرار الإسرائيلي سيؤثر على الالتزامات المالية للسلطة، وسيرفع العجز في موازنة السلطة من 450 مليون دولار إلى 600 مليون دولار. ويفترض أن تبدأ السلطة سلسلة إجراءات لمواجهة العجز المحتمل تتعلق بصرف جزء من الرواتب وإطلاق خطة تقشفية.
وقال رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله، إن السلطة لن تخضع للابتزاز، وستعيد ترتيب بعض الأولويات، مضيفا: «سنعمل على المزيد من ترشيد وتقنين النفقات، بما يتجاوب مع التحديات الجديدة، لنتمكن من الوفاء بالتزاماتنا».
وإضافة إلى الخطوات المالية، طلبت السلطة من الجامعة العربية تفعيل شبكة الأمان المالية المقدرة بقيمة 100 مليون دولار، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والعمل مع فرنسا لتعديل أو إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي إضافة إلى الذهاب للمحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على سرقة أموال الضرائب. وتتطلع السلطة لدعم مالي عربي أكبر داعية الدول العربية للحذو حذو المملكة العربية السعودية. وثمنت الحكومة الفلسطينية، في بيان أمس «وفاء المملكة العربية السعودية بالتزاماتها المالية من خلال تقديم دعم لموازنة السلطة الوطنية بمبلغ (60) مليون دولار أميركي». وتقدمت الحكومة «بالشكر والتقدير للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتوجيهاته بتقديم هذا الدعم»، مجددة «اعتزازها بالموقف السعودي الداعم لشعبنا، وبوقوف المملكة الدائم إلى جانب شعبنا وقضيتنا العادلة».
ودعت الحكومة الدول العربية والإسلامية والدول المانحة إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها لدعم صمود شعبنا، حتى تتمكن السلطة الوطنية من الوفاء بالتزاماتها التي تتزايد يومياً نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته العنصرية.
ويربط الفلسطينيون بين الخطوة الإسرائيلية والخطوات الأميركية السابقة. وقال مسؤولون إن الحصار المالي الأميركي الإسرائيلي منسق وهو يهدف للضغط على السلطة من أجل القبول بصفقة القرن الأميركية. ورد الفلسطينيون أمس على أبرز مبادئ خطة السلام الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط «صفقة القرن» التي كشفها مستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، برفضها مجددا مؤكدين أن إنهاء الاحتلال هو الحل. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، إن الحرية تكون بإنهاء الاحتلال والاحترام بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية. وتساءل مجدلاني في بيان: «عن أي حرية يتحدث كوشنر في الوقت الذي تدعم إدارته الاحتلال الذي يقضي يوميا على حرية الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته وإنهاء الاحتلال عن أرضه ومقدساته».
وكان كوشنر أعلن أن خطة السلام الأميركية لـ«الشرق الأوسط» ستتناول قضايا الوضع النهائي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك تعيين الحدود. وأضاف كوشنر في استعراضه للخطوط العريضة لمقترح السلام إن المقترح سيواصل البناء على كثير من الجهود التي بذلت في الماضي بما في ذلك اتفاقات أوسلو. وقال كوشنر إن «الخطة السياسية مفصلة جدا، وتركز على ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائي، لكن الهدف من حل قضية الحدود، هو القضاء على هذه الحدود. وإذا تمكّنا من إزالة الحدود، وإحلال السلام بعيدا عن الترهيب، يمكن أن يضمن ذلك التدفق الحر للناس والسلع، ويؤدي ذلك إلى إيجاد فرص جديدة». وأوضح «ما حاولنا فعله هو صياغة حلول تكون واقعية وعادلة، لهذه القضايا في العام 2019. من شأنها أن تسمح للناس بعيش حياة أفضل»، مبينا أن الصفقة ستركّز أيضا على «الحرية والاحترام».
وعقب صائب عريقات الذي كان كبير المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات التي انهارت عام 2014 على «تويتر» أن «خريطة ترمب» ستنشئ «معازل للفلسطينيين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.