مباحثات تونسية ـ جزائرية تبحث التصدي للتهريب والجرائم العابرة للحدود

تشمل تعزيز التعاون بين البلدين لحماية المناطق الحدودية

TT

مباحثات تونسية ـ جزائرية تبحث التصدي للتهريب والجرائم العابرة للحدود

أسفرت الزيارة التي قام بها هشام الفراتي، وزير الداخلية التونسية، مساء أول من أمس، إلى الجزائر، عن إبرام اتفاقيات في مجال التصدي للإرهاب والتهريب وجميع أشكال الجريمة، خصوصاً الجرائم العابرة للحدود.
وقال نور الدين بدوي، وزير داخلية الجزائر، خلال لقائه الفراتي إن «التحديات التي تجمع الجزائر مع تونس تحديات كبرى، في ظل ما تعيشه المنطقة من تهديدات إقليمية، وتهديدات مرتبطة أساساً بالإرهاب ومحاربته والجريمة المنظمة»، مبرزاً أن البلدين «سيعيشان خلال الأشهر القليلة معطيات جديدة ترتبط بعودة الإرهابيين من مناطق أخرى».
في السياق ذاته، تم الاتفاق بين الجانبين على عقد اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة، المنبثقة عن اتفاق التعاون المبرم بين البلدين في 17 من مارس (آذار) سنة 2017، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع تنسيقي بين مسؤولي هياكل الحماية المدنية بالمناطق الحدودية، قبل فصل الصيف المقبل، وذلك بهدف ضبط طرق التدخل المشترك للوقاية من حرائق الغابات والحدّ منها، فضلاً عن تعزيز علاقات التعاون بين الديوان الوطني للحماية المدنية بتونس، ومديرية الدفاع المدني بالجزائر.
كما تم الاتفاق خلال هذه الزيارة على تعزيز التعاون بين البلدين على مستوى المناطق الحدودية، تجسيداً لمخرجات اللقاء، الذي احتضنته تونس يومي 6 و7 أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية.
على صعيد غير متصل، منعت السلطات التونسية، الجزائري طاهر بلعباس، أحد القيادات البارزة في حركة «المعطلين عن العمل بالجزائر»، من دخول الأراضي التونسية في مناسبتين متتاليتين الشهر الحالي: الأولى كانت يوم 17 في النقطة الحدودية «الطالب العربي»، الواقعة بين ولاية الوادي الجزائرية ومنطقة حزوة بولاية توزر التونسية، والثانية يوم الأحد الماضي، وذلك عندما حاول دخول تونس عبر مطار تونس قرطاج الدولي.
على أثر ذلك تضامنت عدة منظمات حقوقية تونسية مع قيادي حركة «المعطلين عن العمل بالجزائر»، وقالت إن القرارات السابقة منعته من المشاركة في عدد من التظاهرات الحقوقية الدولية، وعبرت عن تضامنها مع الناشط المدني الجزائري، مطالبة السلطات التونسية بتوضيح الأسباب التي دفعتها لاتخاذ مثل هذا القرار «الضارب عرض الحائط بمبادئ حقوق الإنسان، التي أقرتها المعاهدات الدولية ومبادئ الثورة التونسية، والتي تمثل محاولة للعودة إلى الممارسات البائدة، التي خلنا أنها اندثرت مع النظام السابق»، حسب ما جاء في أحد بياناتها. وبهذا الخصوص، قال جمال مسلم رئيس «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، في تصريح إذاعي، إن أسباب منع الناشط الجزائري طاهر بلعباس من دخول تونس في مناسبتين متتاليتين «لا تزال غامضة»، مشيراً إلى أن الرابطة لم تتلق حدّ الآن إجابة من وزارة الداخلية التونسية، وأن بلعباس عاد إلى الجزائر بعد منعه من دخول تونس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.