4 نواب يتقدمون بشكوى ضد نتنياهو لتصريحاته العنصرية

TT

4 نواب يتقدمون بشكوى ضد نتنياهو لتصريحاته العنصرية

في أعقاب تمادي قادة اليمين الإسرائيلي في التحريض على العرب (فلسطينيي 48) وأحزابهم بدوافع وبخطاب عنصري مكشوف، تقدم النواب الأربعة في تحالف «القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية» بشكوى رسمية إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وتقدم الأمين العام لحزب التجمع مطانس شحادة، بشكوى أخرى ضد صحيفة «يديعوت أحرونوت» والقناة 13 التلفزيونية، حول تحريض مماثل.
وقال النواب مسعود غنايم، وعبد الحكيم حاج يحيى، وطلب أبو عرار، وسعيد الخرومي، في شكواهم، إن «نتنياهو اتهم منافسه غانتس وكتلة المركز، بأنها اعتمدت في الماضي وسوف تعتمد وتسند ائتلافها بنواب إسلاميين متشددين، قاصداً نواب القائمة العربية الموحدة - الحركة الإسلامية وكذلك أحزاباً ونواباً عرباً آخرين، وبلغت هستيريّة تصريحاته درجة اتهم فيها الأحزاب العربية بأنها تريد إبادة دولة إسرائيل».
وجاء في طلب النواب للمستشار القضائي، أنّ «نتنياهو تجرّد من مسؤولياته الرسمية كرئيس حكومة، وتجاوز كل الخطوط الأخلاقية الحمراء، من أجل الفوز بهذه الانتخابات والوصول لكرسي رئاسة الحكومة. ويبدو أن ذلك استمرار لتحريضه السابق ضد العرب في الانتخابات السابقة، عندما عمل على بث الرعب والخوف لدى المصوّتين اليهود، عبر تحذيره من العرب المتدفقين بالحافلات لصناديق الاقتراع».
وأما شكوى شحادة، فجاءت لأن الصحافي عميت سيغال، وهو من الجناح اليميني الاستيطاني المتطرف، الذي يعمل في وسيلتي الإعلام البارزتين، تفوه خلال بث مباشر بالقول إن «حزب التجمع هو تنظيم إرهابي». وطالب شحادة بمعاقبة الصحافي والاعتذار، مهدداً بدعوى قضائية حول القذف والتشهير.
وكان قادة اليمين الإسرائيلي، وعلى رأسهم نتنياهو، قد وظفوا العنصرية ضد العرب في حملاتهم الانتخابية، لترهيب اليسار والوسط، وحشره في خانة الدفاع عن النفس، إزاء اتهامهم بالنية لإقامة حكومة تستند على النواب العرب. وقد بدأت هذه الحملة تترك أثرها، إذ خرج النائب يائير لبيد، أحد حلفاء حزب الجنرالات، بتصريحات تنكر فيها لما نشر في الموضوع، وقال إنه لن يسعى لإقامة حكومة ضيقة تستند إلى أصوات العرب؛ بل حكومة وحدة وطنية مع ليكود، توحد الصفوف في إسرائيل. يذكر أن التحريض على الحركة الإسلامية الجنوبية وجمعية الأقصى التي تقودها، جاء عبر صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، بتحميلهما مسؤولية التصعيد الأخير في القدس المحتلة، بإعادة فتح مصلى باب الرحمة أمام المصلين، بعد أن أغلقته سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003 بقرار قضائي. وكتبت الصحيفة: «الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، وجمعية الأقصى التي ينتمي لها أبناء هذه الحركة، كانوا عاملاً بارزاً في التصعيد الأخير».
كما قامت جمعيات يمينية متطرفة، على رأسها جمعية «لاخ يروشاليم»، بالانضمام إلى جوقة التحريض على الحركة ولجنة الوقف؛ حيث جاء في بيان نشره رئيس هذه الجمعية مؤور تسيمح، أن «سماح إسرائيل بالصلاة في الغرف التي استخدمت على يد المنظمات الإرهابية حتى عام 2003، والتي أغلقت بأمر قضائي، بعد أعمال الشغب التي نظمها الوقف وجمعية الأقصى الذراع التابعة للحركة الإسلامية الجنوبية، الأسبوع الأخير، في باب الرحمة، هو أمر يمس مسّاً خطيراً بالسيادة الإسرائيلية على القدس».
وفي ردها على حملات التحريض اليمينية ضدها، أكدت الحركة الإسلامية على أن «من يصعد هو الاحتلال، وأن أبناءها وناشطي جمعية الأقصى سيواصلون الرباط في المسجد الأقصى، للقيام بواجبهم الشرعي والوطني والإنساني، في الدفاع عن مقدساتنا وعن حقنا بفتح باب الرحمة، واستعادة الوضع الراهن فيه كما كان قبل إغلاقه عام 2003».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».