نائب بالبرلمان الليبي: ننتظر رد المجتمع الدولي على طلب التدخل.. وهناك إجماع على إقالة المفتي

تضارب حول تقدم ميليشيات مصراتة على حساب الزنتان في معركة مطار طرابلس

فلبينيون نازحون من ليبيا لدى وصلولهم إلى العاصمة المالطية فاليتا أمس (رويترز)
فلبينيون نازحون من ليبيا لدى وصلولهم إلى العاصمة المالطية فاليتا أمس (رويترز)
TT

نائب بالبرلمان الليبي: ننتظر رد المجتمع الدولي على طلب التدخل.. وهناك إجماع على إقالة المفتي

فلبينيون نازحون من ليبيا لدى وصلولهم إلى العاصمة المالطية فاليتا أمس (رويترز)
فلبينيون نازحون من ليبيا لدى وصلولهم إلى العاصمة المالطية فاليتا أمس (رويترز)

في حين يستعد مجلس النواب الليبي لاستئناف جلساته، غدا (الأحد)، بمقره المؤقت بأحد فنادق مدينة طبرق بأقصى شرق ليبيا، استمر، أمس، القصف العشوائي بين ميليشيات متصارعة للسيطرة على منطقة مطار العاصمة طرابلس الدولي بالصواريخ والراجمات، وسط تضارب حول مدى نجاح الطرفين في تحقيق تقدم عسكري على الأرض على حساب الطرف الآخر.
وقال سكان ومصادر في العاصمة لـ«الشرق الأوسط» إن القصف الذي يعد الأعنف منذ بدء ما بات يُعرف بمعركة المطار، تركز حول منطقة النقلية، في محاولة من ميليشيات مصراتة وحلفائها لإجبار ميليشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها على الخروج من النقلية، حتى يصبح المطار مفتوحا لميليشيات عملية «قسورة»، التي تشنها ميليشيات مصراتة وحلفاؤها من الجماعات المتشددة.
وقال مسؤول أمني في طرابلس إن النقلية هي الممر الآمن للمطار، لافتا إلى أن ثمة تقدما ملحوظا لمحور ميليشيات مصراتة وحلفائها، مقابل تقهقر لميليشيات الزنتان ومن معها.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «الزنتان فقدت كثيرا من مؤيديها في طرابلس، والأنباء الواردة من الجبهات تفيد بأن ورشفانة تراجعت إلى مواقعها داخل أراضيها، لأن التحشيد ضد ورشفانة كثير وكبير من جهة الجبل والزاوية».
ورأى أن اقتحام ورشفانة لمعسكر الـ27 كان حماقة أججت عليها كل مدن وقبائل السهل والجبل، مشيرا إلى أن مصراتة في المقابل اكتسبت دعم أكثر من 22 مجلسا عسكريا وقوة ثوار، والدعم لها لا ينقطع عدة وعتادا، بخلاف الزنتان.
وأوضح أن «مقاتلي الزنتان تقهقروا في الأحياء وليس لهم سند فيها بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبوها الأيام الثلاثة الماضية»، وتابع: «الواضح أن (الزنتان) فقدوا السيطرة على المعركة، وأصبحوا يفتقدون التنظيم، في ظل الضربات الموجعة».
لكن مصادر مقربة من الزنتان نفت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، وقالت: «بالعكس، هناك 49 من القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الطرف الآخر. التقدم في محاور العمليات كلها مكلف، وأشبه ما يكون بالانتحار الجماعي».
من جهته، شن الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا هجوما عنيفا على مجلس النواب المنتخب، بسبب قراره الأخير بدعوة المجتمع الدولي للتدخل لوقف القتال الذي دخل شهره الأول من دون توقف بين ميليشيات مسلحة تتصارع للسيطرة على مطار العاصمة الليبية طرابلس.
وقال الغرياني في مقال نشره موقعه الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، إن «البرلمان الوليد جرجرته الثورة المضادة إلى حتفه، وفقد مصداقيته»، مشيرا إلى أن الحكومة الليبية في عهد رئيسها السابق علي زيدان سعت لاستجداء دول العالم لكي تدخل بجيوشها إلى ليبيا.
وأضاف: «من دعتهم وتدعوهم الحكومة إلى التدخل بجيوشهم من الدول، كانوا أعقل منها وأبعد نظرا؛ كانوا يدركون أن تدخلهم لن يجلب الأمن والاستقرار لبلد يعرفون مدى كراهية شعبه المدجج بالسلاح للتدخل الأجنبي، فكان في ردهم الحكمة والتبصر، وفي طلب الحكومة حماقة غير مسبوقة».
وعد أن «تدخل الجيوش الأجنبية اتفق أهل ليبيا في أحلك ظروفهم، أيام حرب التحرير الأولى، على استنكاره، وعده خيانة للوطن، ولم يجرؤ عليه حتى (العقيد الراحل معمر) القذافي».
ووصف البرلمان بالتهور والانقسام وعدم المسؤولية، وبالاستخفاف المتعمد بالتقيد بالإعلان الدستوري، والإجراءات القانونية المنظمة للتسلم والتسلم.
لكن الدكتور أبو بكر بعيرة أكبر أعضاء مجلس النواب سنا، قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن «المفتى يتدخل فيما لا يعنيه، ولا علاقة له به»، مؤكدا أن «الاتجاه العام للنواب هو أن هذا الشخص يجب أن يغادر مكانه، وثمة توافق على ضرورة تغييره».
ودعا بعيرة مجددا للاستعانة بالكوادر السابقة في الجيش الوطني، وقال: «تقدمت باقتراح خلال حوار تلفزيوني بالاستفادة من خبرات الضباط المتقاعدين، لكن الموضوع لم يُطرَح رسميا على جدول أعمال مجلس النواب، ولم يُتخذ فيه أي قرار رسمي».
وأضاف: «الجيش يحتاج لإعادة بناء، ويجب الاستفادة بخدمات هؤلاء، وإعادتهم إلى الخدمة».
وحول قرار مجلس النواب باستدعاء المجتمع الدولي للتدخل لحل الأزمة الراهنة، قال بعيرة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن، كأعضاء في البرلمان، اتخذنا القرار، والأمر متروك للمجتمع الدولي، ولم نحدد نوع التدخل.. قد يكون سياسيا، أو بضغوط على من يرتبكون الفظائع ضد السكان، أو عسكريا متى رأى المجتمع الدولي هذا».
ولفت إلى أن هناك ترحيبا بالقرار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكنه لاحظ أنه لم يجرِ تحديد نوع هذا التدخل بعد.
وفيما يتعلق باحتمال إقالة أو تغيير الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، قال بعيرة لـ«الشرق الأوسط»: «أعطينا الأولوية للوضع المأسوي للسكان، وكل الموضوعات ستؤجَّل إلى وقت لاحق، سيستأنف المجلس اجتماعاته يوم الأحد المقبل، لكن لا قرار بشأن بقاء الحكومة أو تغييرها».
وحول الكيفية التي يعتزم بها البرلمان التعامل مع ملف اللواء عبد السلام العبيدي رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، قال بعيرة: «جرى استدعاء رئيس الأركان، وقدم تقريره أمام البرلمان، وأغلب الأعضاء لم يكونوا راضين عن حديثه أو تدخله في بعض الأمور لكن لم يتخذ أي قرار نهائي بعد».
ولمح إلى استياء البرلمان من محافظ بنك ليبيا المركزي، مضيفا: «نأخذ على المحافظ إدارته لشؤون البنك من مالطا».
وأوضح أن شهادة رئيس جهاز المخابرات الليبية أمام البرلمان تأجلت يوم مثول الحكومة لأنه لم يحضر، لكن حسب الظروف وجدول الأعمال المزدحم».
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، رسميا عن تعيين الإسباني برناردينو ليون ممثلا خاصا له ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفا للبناني طارق متري.
وقال بيان وزعته البعثة إن ليون ليون المولود عام 1964، ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال، يتمتع بسنوات كثيرة من الخبرة السياسية والدبلوماسية مع حكومة بلاده، ومع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عمله في الآونة الأخيرة ممثلا خاصا للاتحاد الأوروبي في ليبيا، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط (2011 - 2014)، مشيرا إلى أنه شغل عدة مناصب مع الحكومة الإسبانية، بما في ذلك السكرتير العام في مكتب رئيس الوزراء الإسباني، كما شغل منصب المستشار الشخصي للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط (1998 - 2001).
وأوضح أن للمبعوث الجديد الذي تلقى تعليمه في ملقة وبرشلونة بإسبانيا، منشورات على نطاق واسع حول العالم العربي وفي الغرب، وقدم محاضرات في كثير من الجامعات.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.