«حماس» تطلق مظاهرات لـ«رحيل» عباس و«فتح» ترد بحملة «اخترناك»

«الجهاد» والجبهتان ترفض المشاركة ضد الرئيس الفلسطيني

مظاهرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية أمس دعماً للرئيس محمود عباس (وفا)
مظاهرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية أمس دعماً للرئيس محمود عباس (وفا)
TT

«حماس» تطلق مظاهرات لـ«رحيل» عباس و«فتح» ترد بحملة «اخترناك»

مظاهرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية أمس دعماً للرئيس محمود عباس (وفا)
مظاهرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية أمس دعماً للرئيس محمود عباس (وفا)

أطلقت حركة حماس في قطاع غزة مظاهرات ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت شعار «ارحل»، وهي حملة أطلقتها الحركة ورفضت الفصائل الفلسطينية المشاركة فيها، فيما ردت حركة فتح على «حماس» بحملة «اخترناك» وبمسيرات في الضفة لمبايعة عباس.
وتظاهر مئات في غزة في ساحة السرايا وسط المدينة ضد عباس بينهم طلاب مدارس تم إخراجهم من مدارسهم وهتفوا ضد عباس في تجمع وصفته «فتح» بـ«الفاشل». وقال مشير المصري أحد قادة حماس إنه لم يعد لعباس أي بعد وطني وإن عليه الرحيل. لكن «فتح» قالت إن جماهير غزة لم تخرج وأفشلت المؤامرة.
وتصدرت «حماس» المشهد ضد عباس على الرغم من تحذيرات مسؤولين فلسطينيين بأن الحركة ستواجه قرارات غير مسبوقة. وقبل يوم واحد، هاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ حركة حماس بشكل غير مسبوق، مهدداً الحركة التي تحكم قطاع غزة، باتخاذ «قرارات وإجراءات حول مستقبل وجود الحركة على الساحة الفلسطينية». وغرد الشيخ وهو وزير الشؤون المدنية ومقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في «تويتر»: «حركة حماس تستمر في تجاوز كل الخطوط الحمراء وتذهب بعيداً في تساوقها مع المتآمرين، وهذا سوف يدفعنا لاتخاذ قرارات وإجراءات حول مستقبل وجود حماس على الساحة الفلسطينية». وأضاف: «سنحدد موقفاً تبنى عليه استراتيجية جديدة في التعامل معها ومع وجودها». وفي حين أصرت «حماس» على تسيير المظاهرات، امتنعت حركة الجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية، عن المشاركة في حملة «حماس» وطالبوها بالتوقف عن تغذية التناقضات. وأكدت كل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية، رفضهما الحراك الداعي لرحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت الجبهة الشعبية في بيان لها إنها بذلت جهوداً مخلصة للحيلولة دون الإقدام على إجراءات وخطوات جديدة، من شأنها تصعيد التناقضات الداخلية، التي منها تنظيم المظاهرة الداعية إلى رحيل الرئيس عباس. وأكدت الجبهة الديمقراطية رفضها الحملة، مؤكدة أنها بذلت وما زالت تبذل جهوداً مضنية لوقف تلك المهاترات والتجاذبات السياسية والإعلامية. ورأت في ذلك الحراك أنه يضر بالعلاقات الوطنية الداخلية ويعمق الانقسام بدلاً من إنهائه واستعادة الوحدة الداخلية. وردت «فتح» بسرعة عبر حملة واسعة تحت شعار «فوضناك» و«بايعناك».
ووصف مسؤولون في «فتح» الهجوم الذي صعدته «حماس» بالتوازي مع هجوم إسرائيلي وأميركي آخر ضد عباس بأنه ليس بريئاً و«انزلاق وتساوق مع المؤامرة».
وبعد مظاهرات خرجت في الضفة الغربية تأييداً لعباس وضد حملة «حماس»، عبرت حركة فتح عن ارتياحها العميق لما وصفته بـ«وعي شعبنا وتمييزه بين الحق والباطل، وبين الخلاف الداخلي وحدوده، والاصطفاف في مربع الأعداء». كما عبرت الحركة عن ثقتها الكبيرة بأبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، الذين خرجوا كباراً وصغاراً، نساء ورجالاً دعماً وتأييداً للرئيس محمود عباس وللشرعية الفلسطينية التي تقف كالصخرة أمام المؤامرات المتتالية التي تستهدف القدس واللاجئين والدولة. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها أسامه القواسمي، إن «فشل دعوات حماس في حشد الناس ضد الرئيس أبو مازن، وخروج الحشود المؤلفة في شوارع غزة والخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم وجنين وأريحا وقلقيلية وسلفيت وطوباس، وفي كل القرى والمخيمات الفلسطينية، وتصدي حركة فتح في القدس العاصمة لمحاولات التقسيم والإغلاق، هي رسالة مدوية قوية للمتآمرين على شعبنا عنوانها (فلتسقط المؤامرة)»، وإن شعبنا وحركة فتح أكبر بكثير من محاولات «خفافيش الليل» تغيير وجه التاريخ والحقيقة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».