بالفيديو... غضب لاعتداء كلاب حراسة على طفل في حي راقٍ بالقاهرة

طبيب يحذر من امتلاك الكلاب للتباهي والترفيه

TT

بالفيديو... غضب لاعتداء كلاب حراسة على طفل في حي راقٍ بالقاهرة

أثار فيديو يعرض هجوم كلبي حراسة على طفل في أحد الأحياء الراقية في القاهرة حالة من الغضب والجدل عبر مواقع التواصل في مصر.
وأظهر الفيديو المتداول، تعرض الطفل محمد إيهاب (8 سنوات) لهجوم شرس من الكلبين في منطقة مدينتي، شمال شرقي العاصمة المصرية.
وبحسب الفيديو الذي التقطته كاميرا مراقبة بجوار منزل الصبي، حاول شخصان إنقاذ الطفل وجذبه بعيداً عن هجوم الكلبين.
وأوضحت والدة الطفل، رشا حسين، أن ابنها لم يستفز الكلبين، وكان بصحبة أصدقائه بعيداً عنهم، وفوجئ بظهور الكلبين، وبحكم السن الصغير حاول الفرار هرباً، لكنه لم يفلح، وهاجمه أحد الكلاب.
وأضافت والدة الطفل في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك»، أن مالكة الكلبين حاولت حماية ابنها، لكنهما كانا ثائرين، بعد أن اعتبر الكلبان أنه عدو للمالكة لهما».
وتابعت: «ابني بين الحياة والموت بسبب كلبين، ونجا بمعجزة بعد أن قبض الكلب على جمجمته»، ونشرت الأم عدداً من الصور توضح إصابة الطفل بجروح غائرة في فخذيه ورأسه.
وأثار الفيديو غضباً لدى عدد من المغردين والمتابعين في موقع «تويتر» و«فيسبوك»، مشيرين إلى ضرورة وضع عقاب على مالك الكلبين، كما ناشدوا السلطات المعنية في مصر ضرورة تقنين وجود الكلاب المفترسة في مصر.
وتقدمت والدة الطفل بمحضر رسمي تجاه الواقعة، فيما طالب عدد من السكان من خلال صفحة تجمع عدداً منهم عبر «فيسبوك» باسم «مدينتي اليوم» بضرورة التخلص من الكلاب المفترسة، وأن ذلك جائز قانوناً وفقاً لقانون رقم 35 لسنة 1967 لقانون وزارة الزراعة، أو سير الكلاب بزمام أو مكممة لضبطها.
وطالب السكان من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وهي الجهة المنوط بها مصادرة الكلاب المفترسة من الشوارع في مصر، أن تقوم بدورها في الحي الراقي، فضلاً عن مناشدات للسكان من أجل تقنين تربية الكلاب، ومراعاة الأمان للأطفال والملاك، فضلاً عن الإزعاج من نباحهم لفترة طويلة.
ومن المفترض أن يخضع امتلاك كلاب الحراسة في مصر إلى القانون، من خلال الحصول على ترخيص، وذلك وفقاً لنقيب البيطريين المصريين سابقاً سامي طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، وحذّر في الوقت ذاته من انتشار كلاب الحراسة وسط البيوت المصرية.
وبحسب النقيب، فإن كلاب الحراسة مكانها الفيلات الكبرى أو المزارع للحراسة بعيداً عن البشر، لما قد تحمله من أمراض، ومفسراً بأن هناك أمراضاً تحملها الكلاب لا تظهر أعراضها عليها.
واعتبر طه أن اقتناء كلاب الحراسة في مصر أصبح ظاهرة منتشرة بدافع «الترف والتباهي» بها، دون النظر في تبعات هذه الظاهرة، حسب قوله.
وتضع وزارة الزراعة المصرية شروطاً لتربية الكلاب، أهمها ضرورة الحصول على رخصة من الإدارة البيطرية التابعة لها، وتحصين الكلب من مرض السعار، والكشف الصحي على الكلب.
تحذير: الفيديو يحتوي على مشاهد عنيفة



من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.