تقدم حفتر في الجنوب الليبي يضغط على حكومة الوفاق الوطني

TT

تقدم حفتر في الجنوب الليبي يضغط على حكومة الوفاق الوطني

بينما تواصل قوات الجيش الوطني الليبي تحقيق انتصارات عسكرية سهلة، نسبياً، في مواجهة الجماعات الإرهابية والتشادية جنوب البلاد، تفقد حكومة الوفاق الوطني والتي يترأسها فائز السراج، مناطق نفوذها الواحدة تلو الأخرى، على نحو يكرس عزلتها المتصاعدة في العاصمة طرابلس.
ورغم أن المشير حفتر يبقي تحرك الجيش صوب العاصمة طي الكتمان، فإن مسؤولين عسكريين مقربين منه قالوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط» أمس إن تحرير الجنوب «سيسهل كثيراً مهمة قوات الجيش إذا ما صدرت إليها الأوامر بالتحرك لتحرير المدينة، التي تسيطر عليها منذ نحو خمس سنوات الميليشيات المسلحة».
وقال ضابط مسؤول في الجيش الوطني، طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن «السيطرة على كامل الجنوب ستسهل بالتأكيد من الخطوة القادمة لدخول طرابلس»، لافتاً إلى أن الموقف الآن يتلخص في أن المنطقة الجنوبية في البلاد «باتت تحت سيطرة الجيش من سبها إلى القريات»، وأضاف المصدر ذاته: «بشكل عام، المواطنون ينتظرون وصول الجيش، وسيكونون داعمين له»، لكنه اعتبر مع ذلك أن «معركة طرابلس المقبلة لن تكون سهلة».
ومع أن حكومة السراج يبدو قد استسلمت لفكرة سيطرة قوات المشير حفتر على الجنوب، فإنها تتحسب في المقابل لمعركة محتملة في طرابلس لاحقاً. وفي هذا السياق، تحدثت مصادر استخباراتية وعسكرية لـ«الشرق الأوسط» عن استقبال اللواء أسامة الجويلي، قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة للسراج، لنحو عشرين حاوية، يرجح أنها تضم شحنة أسلحة.
وقال مسؤول عسكري إن هذه الحاويات «جرى بالفعل رصدها، وتم تسلمها في طرابلس وإرسالها إلى مقر المنطقة، ويبدو أنهم يخططون للقتال».
وبينما يقود اللواء عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش، قواته التي سيطرت بسلاسة ودون مقاومة تذكر على حقلي الشرارة والفيل النفطيين، بالإضافة إلى مدينتي سبها ومرزق في الجنوب، فإن حسابات دخول الجيش إلى العاصمة طرابلس تظل في ذهنه، حسب بعض المراقبين.
وعن موعد تحرك قوات الجيش إلى العاصمة، قال الحاسي لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن لأمهر عسكري أن يتوقع ذلك. لا زلنا في الجنوب الآن، ومنهمكين في تحريره ومساعدة المواطنين على استعادة حياتهم الطبيعية، وفرض الاستقرار والأمن، ومطاردة الإرهابيين والمرتزقة. ولاحقا سيكون لكل حادث حديث».
المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أمس، لجنة لدراسة الأوضاع التي تواجه المؤسسة الليبية للاستثمار، تتولى التواصل مع مكتب النائب العام ومكتب المحاماة المكلف من قبل المؤسسة.
ويأتي قرار السراج بعد أسبوعين من توقيف رئيس مجلس إدارة المؤسسة والمدير التنفيذي لها علي محمود حسن على ذمة التحقيق معه في قضايا مالية.
وترأس السراج، أمس، اجتماع مجلس أمناء المؤسسة الليبية للاستثمار، بمقر المجلس في العاصمة طرابلس، وذلك بحضور وزراء التخطيط الطاهر الجهيمي، والمالية فرج بومطاري، والاقتصاد والتجارة علي العيساوي، وبحث الاجتماع الوضع الإداري الحالي للمؤسسة، واتخذ جملة من القرارات بشأنه.
وكان مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار قد وعد بعد توقيف رئيس المؤسسة مطلع الشهر الجاري باستعادة السيطرة، والإشراف المباشر على صناديق الاستثمار المملوكة لها، في إطار سلسلة إجراءات إصلاحية أوسع نطاقاً.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.