كاردينال ألماني يتهم الكنيسة بـ«إتلاف» ملفات حول اعتداءات جنسية

المستشار المقرب من البابا يطالبها بـ«الشفافية» في تعاملها مع هذه الجرائم

 الفاتيكان
الفاتيكان
TT

كاردينال ألماني يتهم الكنيسة بـ«إتلاف» ملفات حول اعتداءات جنسية

 الفاتيكان
الفاتيكان

في اليوم الثالث من قمة الفاتيكان التي افتتحت الخميس وتستمر لمدة أربعة أيام وخصصت لقضية تعرض الأطفال لاعتداءات جنسية من قبل رجال الدين، أقرّ الكاردينال الألماني المستشار المقرب من البابا فرنسيس خلال اجتماع السبت، بأن الكنيسة أتلفت ملفات حول مرتكبي الاعتداءات من أعضائها. وطالب الكاردينال الكنيسة بمزيد من الشفافية والوضوح في التعامل مع الحالات التي تم الكشف عنها. وقال رئيس المجمع الأسقفي الألماني، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، في الاجتماع المخصص لهذه القضية، إن إدارة الكنسية لم تعرقل فقط «إتمام مهام الكنيسة، بل على العكس أضرت بها وبصدقيتها وجعلتها مستحيلة». وقال أمس السبت أمام بابا الفاتيكان فرنسيس الأول ومشاركين آخرين في القمة، إن الشفافية تتضمن أيضاً نشر أعداد حالات الاعتداء وتفاصيلها، موضحاً أن الجرائم والتستر عليها يضر بالكنسية، وليس الشفافية.
وأوضح أمام 190 مشاركاً في الاجتماع: «الاعتداء الجنسي على أطفال وقُصّر يعود لحد ليس بالقليل، إلى إساءة استغلال السلطة في المجال الإداري (بالكنيسة)»، موضحاً أن الإدارة لم تسهم في تحقيق الرسالة المكلفة بها الكنيسة، بل في «التعتيم عليها» وجعلها غير ممكنة، وقال: «الملفات، التي توثق الجرائم المفزعة وتحدد المسؤولين عنها، تم تدميرها، أو لم يتم إنشاؤها على الإطلاق».
ويواصل البابا فرنسيس قيادته لقمة الفاتيكان بشأن منع رجال الدين من الاعتداء على الأطفال، والتي يشارك فيها نحو شخصيات كاثوليكية رفيعة المستوى. وعقد اليوم الثالث من القمة بالتزامن مع تقديم أطروحات وجلسات أسئلة وأجوبة والاستماع إلى شهادات ضحايا الاعتداء الجنسي التي ارتكبها أعضاء الكنيسة. وفي اليوم الافتتاحي لأعمال القمة، قدم البابا فرنسيس خطة من 21 نقطة لمكافحة الاعتداء الجنسي في الكنيسة شملت تبسيط إجراءات الإبلاغ للضحايا وإشراك الخبراء غير الدينيين في التحقيقات الداخلية للكنائس.
ويأتي تنظيم الحدث غير المسبوق في أعقاب الكشف عن موجة جديدة من فضائح الاعتداء الجنسي على أطفال في الولايات المتحدة وتشيلي ودول أخرى، مما أدى إلى تفاقم أزمة القساوسة التي تطال الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود.
وفي عرضه المطول الذي تناول ضرورة أن تتمتع الكنيسة بإدارة قادرة على التعامل مع الفضائح الجنسية التي مزّقت صورتها، قال الكاردينال الألماني إن «الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال والشبان تسبب بها بشكل لا يمكن التغاضي عنه سوء استخدام النفوذ داخل الإدارة الكنسية». وأضاف: «بدلاً من المذنبين، إنهم الضحايا الذين تعرضوا للتوبيخ وفرض عليهم التزام الصمت». وأردف الكاردينال ماركس أن «إجراءات وعمليات خصصت لمتابعة تلك الجرائم جرى خرقها عن عمد وتجاهلها. وجرى التعاطي مع حقوق الضحايا بازدراء شديد وترك مصيرها إلى الأهواء الفردية». ورأى الكاردينال، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن «السر البابوي» الذي غالباً ما يجري التحجج به من قبل الكنيسة، لا يبرر استخدامه في حالة قضايا الانتهاكات الجنسية التي يرتكبها أعضاء من الكنيسة. ودعا أيضاً إلى شفافية أكبر بشأن الإجراءات التي تتخذها الكنيسة، وهو مطلب هام لضحايا الاعتداءات الجنسية. وبحسب الكاردينال الألماني، فإن عدد الحالات التي تحقق بها المحاكم الكنسية والتفاصيل المرتبطة بتلك الحالات يجب أن ينشر للرأي العام.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.