نشاط محموم في إثيوبيا لقطاع الأعمال الاجتماعي

نشاط محموم في إثيوبيا لقطاع الأعمال الاجتماعي
TT

نشاط محموم في إثيوبيا لقطاع الأعمال الاجتماعي

نشاط محموم في إثيوبيا لقطاع الأعمال الاجتماعي

ساهمت حزمة من الإصلاحات الاقتصادية في إثيوبيا، تم تطبيقها منذ تولي رئيس الوزراء أبي أحمد منصبه قبل عام تقريبا، في إحياء روح إيجابية في مجتمع الأعمال، بحسب ما يقوله خبراء في مجال الصناعة، ولكنها تحتاج للمزيد من الإجراءات لتحفيز أنشطة القطاع الخاص التي تلبي خدمات المواطنين والتي باتت تعرف باسم «قطاع الأعمال الاجتماعي».
ومنذ أبريل (نيسان) اتجهت الحكومة لتطبيق عدة إجراءات تخص الصناعة، منها خطط لفتح قطاعي الاتصالات والطاقة بشكل أكبر أمام القطاع الخاص.
وخففت إثيوبيا من القيود الحكومية على الاقتصاد عبر فتح قطاع اللوجيستيات للتمويل الأجنبي وأنهت إصلاحات في قطاع التعدين والبترول لتشجيع الاستثمار الأجنبي.
ويقول ماثيو دافيز، رئيس رينيو ستراتيجيس التي تمول الكيانات الناشئة في إثيوبيا، إن هناك فرصا غير مستغلة في سوق يبلغ عدد مستهلكيها 100 مليون، مضيفا أن «التحديات في إثيوبيا كبيرة. إثيوبيا ثاني أكبر عدد سكان في أفريقيا... وهي الآن تنفتح بشكل بطيء».
ونقلت عنه «رويترز»، ضمن حديثه في منتدى صان كالب في العاصمة الكينية نيروبي، قوله: «ما زالنا ننتظر أن تتغير الأمور، ولكننا رأينا ما جرى خلال العام الماضي مع رئيس الوزراء الجديد الذي يعد تقدميا للغاية».
وتقول «رويترز» إن نماذج الأعمال التي تهدف لتلبية حاجة المواطنين وتحقيق الأرباح في آن واحد انتشرت في إثيوبيا خلال السنوات الأخيرة، في ظل لعب الشباب والنساء دورا رائدا في أنشطة الأعمال الاجتماعية.
وتعمل 50 ألف شركة في إثيوبيا في الوقت الراهن على تقديم الحلول التي تساهم في تحسين الخدمات من المياه إلى الصرف إلى الصحة والتعليم والإسكان. وتكافح هذه الشركات من أجل التوسع في ظل نقص آليات الوصول إلى التمويل.
وتقول وبيت حيرما، نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني في إثيوبيا، الذي أجرى دراسة على هذه الشركات، إن 40 في المائة تقريبا من كيانات الأعمال الاجتماعية التي استطلع رأيها المجلس لم تتلق أي شكل من التمويل الخارجي.
وتضيف أن نقص رؤوس الأموال كان العائق المالي الأكبر في رأي أكثر من ربع الشركات التي تم استطلاع رأيها. ولكن الإصلاحات الأخيرة أعطت مؤشرا على بيئة أعمال أكثر ودا تجاه المستثمرين الأجانب المهتمين بتمويل قطاع الأعمال الاجتماعي.
ويأمل العاملون في قطاع الأعمال الاجتماعي بأن تقوم السلطة بوضع إطار تشريعي لنشاطهم وسياسات جديدة لتحفيز القطاع، ويقول كيبرت أبيبي، رئيس تيبيتا، التي أسست أول خدمة إسعاف خاصة في البلاد إن «مسؤولي الحكومة لا يفهمون القطاع الخاص بشكل حقيقي، وتحديدا ما هو قطاع الأعمال الاجتماعي».
ويضيف: «لذا نحتاج للعمل لكي يفهم الناس التأثير الذي نستطيع أن نحدثه. إثيوبيا تحتاج أيضا لسياسة للشركات الاجتماعية التي تتضمن حوافز ضريبية وآليات للوصول إلى التمويل».



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.