كل مرّة،
يَسِمُكَ المرضُ بجرح،
ثم يعود لكي يطمأن على وسمه.
حين تراه مقبلاً،
لا تجهز له النار.
هذه المرة،
لا تفعل.
إذا طال مرضك اجعله صديقك.
ما أكثر أصدقائي.
يراقبكَ المرضُ عن كثب،
مثل نارٍ تسجّر أحجار السهرة،
تحتسي رائحتها المعتقة منذ ميلاد الوردة، حتى تثمل.
وفي غيبوبتك، يروي لك الحجر كيف انتابك في المرة الأولى.
كنتَ في الطريق إلى حديقة النار،
فتعثرتَ بملمس أصابعها،
هوت بك إلى سريرٍ عظامُهُ النار، وملاءاته السعال.
وحين أفقتَ، كانت الحديقةُ قد غادرت أشجارها.
قلت له: المرض ليس هنا.
ليس الجسد. ليس في الشخص.
الحياة هي المرض، فالموت أكثر الأصحاء نشاطاً.
ماذا تفعل الحياة في الموت؟
الحياة تحية صباح الموت،
هي طفلته التي تشاغب شروق الشمس بكفيها المحناتين،
هي قصر الرمل الذي تجمع فيه سبايا الشهيق على رمل النهار.
الحياة هي الجملة التي يفكر الموت في كتابتها كل مساء، فتفرُّ من صفحته، لتستفيق على أجنحة الملاك.
فإذن، يا أجسادنا المرتعشة الفرائص لفرط الواقع. أيها الوهم المستفحل، والشيخوخة الماثلة، كفوا عن مزاعم الهزيمة في عنفوان انتصاراتها، وصكوا بآباطكم على الريشة الأخيرة في جناح مكسور، وامنحوا نشيداً يليق بتحليقنا الأخير على هاوية تدخّر لنا السحق الفادح،
هذه صلواتنا لآلهة الضغينة.
وليكن النشيد رايةً نرفعها في مهرجان الهجرة،
لكي يعرف الموت أننا نمحو عمامته من مخيلة الفريسة،
وأننا لن نختار باب الإشارة لنكمل رحلتنا،
بل سنختار باب الخريطة.
ومن هناك، سننازله عراة من المزاعم.
بعيداً عن المهرجان،
في الهجرة فقط، خارج النص، تشبث بهامشك في رحيلك الوحيد. لم يعد لك المكان، ولا يسعك الزمان. فالقبر الذي يحفرون والمقاصل التي ينصبون، تَسَعُ جثمانكَ وتؤرجح جثتك.
دعهم في خلائط ما يزعمون،
واذهب عارياً في الريح،
مثل فرس مذعورة
تنسى طبيعة الحرية.
لفرط الحبسة،
ننطلق.
رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار
رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة