بلجيكا تدعو إلى محاكمة دولية لـ«الدواعش» الأوروبيين

طالبت باحتجازهم في معسكرات بمناطق الصراعات التي حاربوا فيها

شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي (رويترز)
شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي (رويترز)
TT

بلجيكا تدعو إلى محاكمة دولية لـ«الدواعش» الأوروبيين

شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي (رويترز)
شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي (رويترز)

جددت السلطات البلجيكية، أمس، دعمها مبادرة تدعو إلى محاكمة دولية للمسلحين المتطرفين الأوروبيين المحتجزين في سوريا والعراق الذين قاتلوا إلى جانب تنظيم داعش. وأكد المتحدث الرسمي باسم حكومة بروكسل أن مجلس الأمن القومي البلجيكي أعرب عن دعمه فكرة تحقيق «العدالة الدولية»، بالتعاون مع بلدان أخرى، بحق «(الدواعش) الأوروبيين المحتجزين».
وقالت الحكومة البلجيكية إنها تفضل إحالة المقاتلين من «الدواعش» الأكثر من 18 عاماً إلى العدالة الدولية.
جاء ذلك في ختام اجتماع لمجلس الأمن القومي البلجيكي، أمس، ترأسه شارل ميشال رئيس الوزراء البلجيكي، ويضم المجلس عدداً من أعضاء الحكومة مثل وزيري الداخلية والدفاع... وغيرهما، إلى جانب قيادات أمنية واستخباراتية. ورأى المجلس أن «الدواعش» يجب احتجازهم في معسكرات بمناطق الصراعات التي حاربوا فيها ضمن صفوف «داعش»، على أن يتم بعد ذلك نقلهم إلى المحاكمة الدولية؛ بحسب ما صرح به بيرنارد لايتس؛ المتحدث باسم رئيس الحكومة، لوسائل إعلام في بروكسل عقب الاجتماع.
وأضاف أن الاجتماع تركز حول سؤال رئيسي: أين ستتم محاكمة المقاتلين «الدواعش» المعتقلين حالياً في إحدى المناطق السورية التي توجد فيها قوات أميركية وكردية؟ وتضمن السؤال المطروح خلال الاجتماع استفسارا: أين ستتم محاكمة هؤلاء؛ في البلد الذي يحملون جنسيته، أم في البلد الذي ارتكبوا جرائمهم فيه؟
وأضاف المتحدث أن هناك أمورا كثيرة جرت مناقشتها للإجابة عن هذا السؤال، وتبين للمشاركين في الاجتماع أنه من الأفضل أن تتم محاكمة من هم أكبر من 18 عاما، في إطار شكل من أشكال العدالة الدولية، وأن يتم التشاور مع الدول الأخرى، حول هذا الأمر، وفي الوقت نفسه لا بد من بقاء هؤلاء في معسكرات احتجاز بالمنطقة نفسها التي قاتلوا فيها، وذلك حتى يتم الانتهاء من ترتيبات محاكمتهم أمام العدالة الدولية.
وفي نهاية الاجتماع، طلب مجلس الأمن القومي البلجيكي من الأجهزة الأمنية تكثيف جمع المعلومات حول الأفراد المعنيين والعمل على تسهيل إمكانية محاكمتهم، وضرورة تكثيف الاتصالات بين الأجهزة الأمنية المعنية على الصعيد الأوروبي والدولي لتبادل المعلومات المطلوبة.
وكان رئيس الوزراء شارل ميشال قد صرح في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأن المقاتلين الذين يحملون الجنسية البلجيكية وحاربوا ضمن صفوف «داعش» في سوريا والعراق، لا بد من محاكمتهم في مناطق الصراعات.
وقال متحدث من الأمن القومي البلجيكي إن المراد هو شكل من أشكال العدالة الدولية بالتعاون مع الدول الأخرى «التي تواجه المشكلة نفسها»، مضيفاً: «الهدف هو احتجاز المقاتلين الأجانب في مخيمات المنطقة بمناطق الصراعات في سوريا والعراق».
يأتي ذلك بعد أن قالت متحدثة باسم «السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية» في بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي يدرس إعداد مجموعة من المقترحات تتعلق بخطوات تساعد الدول الأوروبية على التعامل مع ملف عودة المقاتلين الأجانب الذين اعتقلتهم القوات الأميركية في سوريا. وقالت مايا كوسيانتيش في إجابة عن أسئلة «الشرق الأوسط» في بروكسل إن المقترحات ستوضع على الطاولة للنقاش بشأنها، وإنها «تتضمن مجموعة من الإجراءات للتعامل مع هذا الملف، ولكن يبقى لكل دولة عضو في الاتحاد الحرية في التعامل مع هذه الخطوات وفقا لرؤيتها وظروفها، خصوصاً في أعقاب المطلب الأميركي بضرورة أن تستقبل الدول الأوروبية 800 مقاتل سبق أن حاربوا في صفوف (داعش)». واتفقت كوسيانتيش مع التصريحات الأوروبية التي صدرت على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد، وأكدت تلك التصريحات «عدم وجود رد أوروبي موحد على المطلب الأميركي» بحسب ما جاء على لسان وزيرة الخارجية النمساوية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».