الميليشيات تحتجز قافلة إغاثة إنسانية في إب... والحكومة تندد

واصلت الميليشيات الحوثية أمس، جرائمها بحق اليمنيين على أكثر من صعيد، ففي الوقت الذي أدت إحدى قذائفها إلى قتل وجرح 12 مدنياً على الأقل في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة، أقدم عناصرها في محافظة إب على احتجاز قافلة إغاثة إنسانية تضم 28 شاحنة.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر ميدانية وطبية لـ«الشرق الأوسط» بأن قذيفة حوثية أطلقها عناصر الجماعة على إحدى القرى في مديرية التحيتا أدت إلى مقتل 4 أشخاص بينهم طفل وإصابة ثمانية آخرين.
وقالت المصادر إن القذيفة الحوثية استهدفت قرية المتينة بمنطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، حيث سقطت قرب محل لصيانة السيارات متسببةً في مجزرة جديدة بحق 12 مدنياً على الأقل أربعة منهم قتلى وفي عدادهم طفل لم يتعدَّ الخامسة من العمر.
وتأتي هذه الجريمة الحوثية امتداداً لانتهاكات الجماعة المستمرة لاتفاق السويد في محافظة الحديدة واستمرارها في خرق وقف إطلاق النار الذي تسبب في مقتل وجرح أكثر من 600 مدني خلال شهرين.
في غضون ذلك، استنكر وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، احتجاز ميليشيات الحوثي الانقلابية 28 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية في المدخل الشرقي لمحافظة إب، منها 13 شاحنة قادمة من محافظة عدن وتحمل مساعدات مخصصة لمحافظات (الحديدة، وحجة، والمحويت، وريمة، وصعدة، وتعز).
وطالب فتح، منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي، بالتدخل العاجل والسريع وعمل الضغوط اللازمة للإفراج عن تلك الشاحنات، وإدانة الانتهاكات الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية يومياً بحق المساعدات الإغاثية والإنسانية.
ودعا الوزير اليمني وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، إلى إدانة هذه الأعمال ورفع تقارير إلى مجلس الأمن بهذا الشأن، وممارسة كل الضغوط الكفيلة بإنهاء مثل هذه الانتهاكات وعدم تكرارها وعدم الصمت أمام ما تقوم به الميليشيات، وتصنيف ميليشيات الحوثي كأكبر منتهك للأعمال الإنسانية.
وشدد فتح في بيان رسمي، أمس، على المجتمع الدولي الوقوف بجدية وحزم أمام الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية بحق المساعدات الإغاثية، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تخالف القوانين والمبادئ الدولية والإنسانية كافة، وأنه لا بد من التصرف العاجل والسريع إزاءها.
وقال الوزير اليمني: «إن استمرار الميليشيات في التدخل بالعمل الإغاثي والإنساني ووضع العراقيل أمام عمل المنظمات الأممية التي تعمل في اليمن يعمل على تردي الوضع الإنساني»، محمّلاً الميليشيات الانقلابية المسؤولية الكاملة عن ممارسة التجويع الممنهج بحق الشعب اليمني وحرمانه من المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وجدد فتح ترحيب الحكومة الشرعية بجميع جهود المنظمات الأممية والدولية الإنسانية العاملة في بلاده والتي تقوم بتقديم المساعدات الإغاثية وتنفذ البرامج والمشاريع التي يستفيد منها الشعب اليمني.
وعلى صعيد متصل بانتهاكات الجماعة الحوثية قالت رابطة أمهات المختطفين في اليمن إن 580 مختطفاً في سجون جماعة الحوثي المسلحة فقدوا أعمالهم وتحصيلهم العلمي في محافظة تعز ولم يَسْلموا من التعذيب والحرمان من أبسط مقومات الحياة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأوضحت الرابطة الحقوقية أن 82 مخفياً بشكل قسري لا تعلم عنهم عائلاتهم شيئاً، داعيةً في بيان رسمي أعقب وقفة احتجاجية نظمتها في تعز، أمس، الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى الضغط لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً دون قيد أو شرط، وتمكينهم من حقوقهم الإنسانية العادلة وإعادتهم إلى أمهاتهم وذويهم.
وأكد بيان رابطة أمهات المعتقلين اليمنيين أن جماعة الحوثي المسلحة ما زالت تعبث بحياة المعتقلين داخل سجونها وتمارس عليهم التعذيب الشديد، رغم توقيع اتفاق السويد تحت رعاية وضمان الأمم المتحدة.