زيمبابوي... رحلة في التاريخ والطبيعة

مكان تكاد تُمسك فيه بقوس قزح وحيث ترقص الزرافات والفيلة مع الطيور النادرة

زيمبابوي... رحلة في التاريخ والطبيعة
TT

زيمبابوي... رحلة في التاريخ والطبيعة

زيمبابوي... رحلة في التاريخ والطبيعة

أحياناً تعطي الأخبار السياسة فكرة خاطئة عن مكان ما، وزيمبابوي واحدة من هذه الأماكن. فالبعض يجهل أنها من الوجهات السياحية التي يُنصح بزيارتها ولو مرة في العمر. ليس لأنها غنية بالمحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية، والكثير من المواقع الأثرية المدرجة على قوائم التراث العالمي، أو لأنها تحتضن ثلثي مساحة شلالات فيكتوريا العظيمة، فضلاً عن آثار تاريخية لا يعرفها سوى من يزورها ويقف أمام أطلالها، بل لأنها أيضاً من بين الوجهات الأكثر أماناً في القارة الأفريقية.
تحدها جنوباً دولة جنوب أفريقيا، وبوتسوانا من الجنوب الغربي، وزامبيا من الشمال الغربي، وموزامبيق من الشرق. عاصمتها وأكبر مدنها هي هراري، لكن سحرها يكمن في طبيعتها الحية، وليس أدل على ذلك من شلالات فيكتوريا الوطنية، التي تقع على مسافة كيلومتر واحد من وسط المدينة، وقبل معبر الحدود إلى دولة زامبيا. إحساس غامر بالمتعة سينتابك وأنت تجول بعينيك في هذه الشلالات من هذا الجانب تحديداً. السبب أن ثلثي هذه الشلالات فيكتوريا، التي تتدفق بصورة مذهلة دون توقف طوال العام، توجد في زيمبابوي. ورغم جمالها الأخاذ، فإنها لا تناسب ذوي القلوب الضعيفة بقدر ما تستهوي محبي المغامرات. فالسير فيها يتم على طول الممر الضيق، في مسار تتناثر عبره نقاط سياحية مختلفة تطل على بانوراما مذهلة، مثل بُقعة غربية تُعرف باسم «كاتاراكت فيو» توجد قبل بلوغ منصة تمثال ديفيد ليفينغستون مباشرة. ومنها ستقودك خطاك نحو نقطة ديفيل كاتاراكت، حيث يمكن مشاهدة الشلالات من زاوية يظهر فيها قوس قزح بدرجة رؤية عالية الوضوح. ويؤدي مسار آخر إلى «نقطة الخطر»، وهي اسم على مسمى، حيث يُزلزل مشهد الهبوط السحيق، غير المسيج بعمق 100 متر، الأعصاب بينما يرفع من نسبة الأدرينالين لدى المغامرين.
إن كنت تنوي زيارة هذه الشلالات في شهر أبريل (نيسان)، فعليك بمعطف واق من الأمطار واستئجار مظلة تحميك من رذاذ المياه التي ستغمرك وتعطيك الإحساس كما لو كانت مطراً ينبع من الأرض إلى السماء. وتفتح الحديقة أبوابها أثناء موسم اكتمال القمر في الفترات المسائية؛ حتى يتسنى لهم رؤية قوس قزح القمري الذي لا يوجد له مثيل في مكان آخر، ويبلغ سعر تذكرة الدخول 10 دولارات أميركية للزائر الواحد.
يسهل التعامل هناك بالدولار الأميركي، واليورو الأوروبي، والجنيه الإسترليني، والراند المحلي، فضلاً عن بطاقات فيزا وماستركارد العالمية. وتجد عند المدخل سلسلة من المعلومات التفصيلية، ومتجراً للهدايا والتذكارات تُباع فيه مجموعة جيدة من الكتب الثقافية. ويوجد أيضاً في الجوار مقهى رين فورست كافيه، وهو من الأماكن الجيدة لتناول المأكولات والمشروبات في المكان.
- مدينة زيمبابوي العظمى
يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وهي لا تزال تمثل شعار وقلب الأمة والوطن. ويشهد موقع المدينة المدرج على قوائم اليونيسكو للتراث العالمي على أن المدن الأفريقية القديمة بلغت حداً من الحضارة لم يكن علماء التاريخ السابقون يتوقعونه قط. وينقسم موقع المدينة العتيقة إلى أطلال عدة مع ثلاث مناطق رئيسية، وهي: مجمع التلال، والوادي القديم، والسياج العظيم. من السهل استكشافها، حيث تتوفر الكثير من المعلومات والخرائط التي تُوضح أفضل المسارات المؤدية إلى موقع المدينة القديمة. كما يمكن ترتيب جولة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات (بتكلفة تبلغ 12 دولاراً أميركياً للفرد) عند مدخل المدينة. ويفضل القيام بها عند الفجر مع بزوغ شمس النهار أو عند الغسق عند الغروب لتجنب الحرارة القائظة.
- حديقة غوناريزو الوطنية
توجد في الجانب الجنوبي الشرقي، وتعد ثاني أكبر حدائق زيمبابوي الوطنية من حيث المساحة؛ إذ تبلغ (5000 كيلومتر مربع). وتتقاسم الحديقة المنطقة الحدودية مع دولة موزمبيق المجاورة، كما تُعد امتداداً طبيعياً لحديقة كروغر الوطنية في دولة جنوب أفريقيا. لذلك؛ أنشأت السلطات المعنية في الدول الثلاث، زيمبابوي وموزمبيق وجنوب أفريقيا، في أواخر عام 2002، حديقة ترانس فرونتير الكبيرة، على مساحة تبلغ 35 ألف كيلومتر مربع؛ لتكون واحدة من أكثر الحدائق الطبيعية جمالاً بتنوع مشاهدها ومناظرها، التي تتباين بين منحدرات تشيلوغو الرملية الشهيرة، والأنهار الرئيسية، والمروج العشبية الهائلة وأدغال أشجار النخيل المتناثرة.
ويمكن للزوار هنا مشاهدة حيوانات الزراف، والجاموس، والحُمر الوحشية، والأسود، والنمور، والفهود والضباع، إضافة إلى الكلاب البرية، وظباء النيالا، وما لا يقل عن 453 نوعاً مختلفاً من أنواع الطيور. ومع ذلك، فإن حديقة غوناريزو الوطنية تشتهر كذلك بأعداد الفيلة الكبيرة التي تزيد على 12 ألف فيل، فالترجمة المحلية للفظة «غوناريزو» تعني مكاناً تكثر فيه الأفيال؛ وهو ما يُفسر آثار الدمار الذي تتسبب فيه على شكل أشجار على الأرض، بما في ذلك نحو 1000 من أشجار الباوباب الضخمة. لهذا؛ ينبغي توخي الكثير من الحذر أثناء قيادة السيارة، خصوصاً أن الفيلة تشتهر بانفعالها السريع، وهو ما يقول البعض هنا إنه ناجم عن سنوات من الصيد الجائر غير المشروع، ولا سيما أثناء فترة الحرب الأهلية التي اندلعت في ستينات وسبعينات القرن الماضي. عموماً، ستحتاج إلى سيارة من سيارات الدفع الرباعي للتجوال في الحديقة مع كافة منافذها موصدة تماماً أثناء موسم الأمطار الغزيرة بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى مايو (أيار) من كل عام.

حديقة هوانغي
هي واحدة من أكبر الحدائق الوطنية في أفريقيا، وهي الأكبر في زيمبابوي؛ إذ تبلغ مساحتها الإجمالية 14.651 كيلومتر مربع، وتحظى بقدر هائل من الحياة البرية. فهناك ما لا يقل عن 400 نوع من الطيور، ونحو 107 أنواع من الحيوانات تشمل الأسود، والفهود، والنمور الرقطاء، والضباع، والكلاب البرية. لكن الأفيال هي أكثر ما تشتهر به؛ كونها موطناً لأحد أكبر تجمعاتها حول العالم بعدد يقارب 40 ألف فيل أفريقي. وتقع حديقة هوانغي الوطنية على الطريق من بولاوايو إلى شلالات فيكتوريا؛ مما يجعلها من أكثر الحدائق الوطنية ارتياداً من قِبل السياح. ويسهل الوصول إليها بواسطة السيارات المتينة ما بين شهري مايو وأكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. لكن يحتاج الزائر إلى استخدام سيارات الدفع الرباعي أثناء موسم الأمطار، كما يُنصح باستشارة حراس الحديقة (في أي من المخيمات الثلاث) بشأن ظروف الطرق قبل الانطلاق إليها.
من أفضل الأوقات لمشاهدة الحياة البرية في الحديقة هو بين شهري يوليو (تموز) وأكتوبر، عندما تتجمع الحيوانات حول ما يقرب من 60 بركة أو حوضاً مائياً للشرب (وأغلبها تُضخ المياه فيها اصطناعياً).
- حديقة ماتوبو الوطنية
تُعتبر موطناً لبعض أروع مناظر الجرانيت الطبيعية في العالم، كما أنها واحدة من نقاط الضوء غير المعروفة في زيمبابوي. لهذا؛ كان من الطبيعي أن يتم إدراجها على قوائم اليونيسكو للتراث العالمي؛ لما تتمتع به من مشاهد طبيعة وتلال الصخور الضخمة والمتراكبة فوق بعضها بعضاً. تنقسم الحديقة إلى شطرين (المتنزه الترفيهي والمحمية الطبيعية). ويشتمل المتنزه الترفيهي على «وورلد فيو»، وهو نقطة مشاهدة خلابة مع موقع دفن جثمان سيسيل رودس، إضافة إلى كهوف سان الصخرية الفنية العتيقة. أما المحمية الطبيعية، فلا تحتوي على الكثير من الحياة البرية بسبب الصيد غير المشروع. ومع ذلك، لا تزال واحدة من أفضل الوجهات لمشاهدة وحيد القرن الأسود والأبيض، فضلاً عن كونها الأكبر كثافة من ناحية عدد النمور والنسور في البلاد.
أما الكهوف الصخرية التي تشتهر بها، فتتناثر حول الحديقة على مساحة تبلغ 425 كيلومتراً مربعاً، وتضم 3000 موقع من مواقع الفنون الصخرية المسجلة رسمياً، بما في ذلك واحدة يُقدر عمرها بين 6 و10 آلاف عام. وتعتبر موطناً لوحيد القرن أبيض اللون، وتشمل كهف بامباتا، وكهف بومونغوين، وكهف نسواتوغي.
- النُّصب التذكاري للأبطال الوطنيين
تطل المسلة العظيمة، التي كان تصميمها هدية من حكومة كوريا الشمالية، على مدينة هراري العاصمة وتبعد عنها مسافة لا تتجاوز 7 كيلومترات. وهي عبارة عن نصب تذكاري وطني للقوات التي سقطت أثناء النزاع الثوري الثاني (تشيمورينغا الثانية). وهناك تمثال اشتراكي هائل الحجم للجندي المجهول (وهو في الحقيقة لثلاثة من الجنود المجهولين)، محاطٌ بأفريز من البرونز يصور انتصارات الحرب الكبيرة. الدخول إلى مكان النصب التذكاري مجاني، لكن هناك رسماً لدخول المتحف المكرس لتخليد ذكرى حركة المقاومة الثورية.
- متحف التاريخ الطبيعي
من المتاحف التي تستحق الزيارة في زيمبابوي. مشيد من ثلاثة طوابق، ويعرض لمحة عامة للتاريخ الطبيعي والإنساني والجيولوجي للبلاد. ومن أبرز المعروضات فيه، قسم تحنيط الحيوانات، الذي يضم فيلاً وحشياً عُثر عليه على مسافة 160 كيلومتراً من موقع المتحف الحالي ومجموعة من الثعابين الحية، مثل المامبا السوداء، والكوبرا الأفريقية. كما هناك مجموعة مثيرة للاهتمام من الأحجار الكريمة التي تعكس ما تملكه البلاد من ثروات طبيعية هائلة.
- أطلال خامي
ثاني أكبر نصب حجري مبني في البلاد، تقع على بعد 22 كم إلى الشرق من ولاية بولاوايو شمال ماتابيليلاند، ومدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، حيث تم تشييدها بين عامي 1450 و1650 ميلادية كعاصمة لأسرة توروا الحاكمة. في بدايات القرن التاسع عشر هُجرت مع وصول قبائل نديبيلي إلى الحكم. ما يُحسب لها الآن، أنها تمتد على مساحة 2 كيلومتر مربع في بيئة طبيعية هادئة تطل على سد خامي. وتضم الأطلال أطول جدار مزخرف في المنطقة الفرعية من البلاد، في حين أن البقايا الأثرية للخزف الإسباني الموجودة فيها تشهد على وجود الروابط التجارية القديمة بين الحضارتين. وبعض هذه البقايا تُعرض حالياً في متحف التاريخ الطبيعي في ولاية بولاوايو.
- تل مالينديدزيمو
واحد من المواقع المثيرة للإعجاب في زيمبابوي، بإطلالته البانورامية على الحدائق المجاورة. تميزه أيضاً بالهدوء والسكينة يساعد على التأمل الروحاني ويُصفي الذهن والنفس؛ ما يجعله من المواقع المقدسة لدى قبائل نديبيلي. كما أنه المكان الذي دُفن فيه مؤسس روديسيا، سيسيل رودس، الذي يوجد قبره، على نحو مثير للجدل، بين صخرتين كبيرتين، على بعد مسافة قصيرة عن النصب التذكاري لنهر شانغاني. وكان هذا الأخير قد شُيد في عام 1904، تخليداً لذكرى آلان ويلسون وجنوده الذين قضوا نحبهم على أيدي الجنرال متجان و30 ألفاً من محاربي قبائل نديبيلي عند محاولة ويلسون الاستيلاء على الأراضي هناك. أول ما يثير الانتباه هنا هو مشهد التلال والصخور العملاقة المغطاة بالأشجار متعددة الألوان، وكتل الأعشاب الرفيعة والسحالي بألوانها الزاهية وهي تتحرك بسرعة ما بين الشقوق.
- حديقة تشيمانيماني الوطنية
تتمتع بطبيعة بِكر وبرودة شديدة، وتشترك في الحدود الوطنية مع دولة موزمبيق. غابات دائمة الخضرة والإزهار، وجداول مائية متدفقة، وينابيع مياه عذبة، أكثر ما يُميزها. ربما يكون الجانب السلبي الوحيد فيها، محاولات التنقيب عن الذهب غير القانونية. يبدأ أغلب الزوار رحلتهم هناك من مخيم قاعدة ميوتكيسواني، الذي يبعد مسافة 15 كيلومتراً عن مدينة تشيمانيماني، حيث يتعين على كل زائر تسجيل اسمه وسداد رسوم دخول الحديقة. وتنتهي الطريق المعبدة عند هذه النقطة لتبدأ الرحلة داخل الحديقة سيراً على الأقدام.
- مطعم أمانزي
ينصحك مُرتادون بارتداء أفضل ما لديك من ثياب قبل التوجه إليه. فهو من أرقى مطاعم المدينة. يقع في منزل من الطراز الاستعماري القديم مع ديكورات داخلية أفريقية ومجموعة منتقاة من الأعمال الفنية المحلية التي يمكن ابتياعها تذكاراً، إضافة إلى إطلالة ساحرة على الحديقة الغنّاء. ويقدم المطعم قائمة من الأطباق العالمية اللذيذة. لكن من المهم الحجز مسبقاً.
أما مقهى شوب كافيه النباتي فيُقدم وجبات الغداء خلال أيام الأسبوع. ويُقام في أيام الجمعة سوق المزارعين مع الأكشاك المتعددة التي تبيع المواد والمنتجات الغذائية من مختلف البلدان، وتُخصص 50 في المائة من العائدات لصالح جمعية الرفق بالحيوان في زيمبابوي.
- نادي الترفيه البرتغالي
أنشئ هذا النادي لخدمة الجالية البرتغالية والموزمبيقية المحلية (مع لوحة الشرف للأعضاء القدامى التي ترجع إلى خمسينات القرن الماضي)؛ لهذا يتميز بعراقة أيام زمان وبمطبخ مميز؛ إذ لا يجب أن تفوتك تجربة طبق الدجاج فيه، فهو على درجة عالية من الإتقان. ملحق بالنادي مقهى خارجي في الهواء الطلق لخدمة الرواد.
- مطعم 40 كورك رود
عبارة عن منزل جذاب تحول إلى مطعم مشهور بأطباقه وحديقته. يُقدم وجبات الإفطار والغداء لذيذة، كما يتوافر على الكثير من أنواع القهوة والآيس كريم المصنع محلياً.
- شرفة ستانلي
هي بالفعل شرفة فاخرة توجد بداخل فندق فيكتوريا فولز الراقي بأجوائه الاستعمارية الإنجليزية العريقة. ويقدم الشاي على خلفية شلالات فيكتوريا، وجسر فيكتوريا فولز القديم، مع أدوات المائدة المصنوعة من الفضة الخالصة، والكعكات اللذيذة، إضافة إلى صينية فضية ثلاثية مليئة بشتى أنواع السندويتشات.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.