دعوة الأمم المتحدة إلى إنقاذ معتقلة من الإعدام الحوثي

TT

دعوة الأمم المتحدة إلى إنقاذ معتقلة من الإعدام الحوثي

دعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى الضغط على الجماعة الحوثية، لإلغاء حكم بالإعدام بحق امرأة معتقلة في سجون الجماعة الموالية لإيران. وجاءت الدعوة الحكومية في وقت شددت الجماعة الحوثية فيه أمس على الإسراع بإقامة مزيد من المحاكمات للمحتجزين في سجونها، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية للجماعة.
ودانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية حكم الإعدام الحوثي، الصادر بحق المواطنة أسماء العميسي، وحذرت من تبعات المضي في تنفيذ الحكم الذي وصفته بـ«المسرحية»؛ كونه صادراً من جهاز قضاء فقد أهليته، وأصبح مجرد أداة ميليشياوية لاغتصاب حقوق المواطنين وابتزازهم والسطو على ممتلكاتهم.
وأشارت الوزارة إلى أن مضمون الحكم جسد بعداً همجياً وغير إنساني، وهو ما يعزز قناعة الوزارة بأن الميليشيات تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، وجميع القوانين والاتفاقيات والمواثيق المحلية والدولية. وقالت: «إن الإخلال الواضح بالضمانات والقواعد القانونية المنظمة للمحاكمات يعد انتهاكاً جسيماً للقانون اليمني والدولي، ويجب إسقاط حكم الإعدام الجائر فوراً».
وقال البيان: «لقد تعرضت أسماء العميسي في البداية إلى الاختفاء القسري، واحتجزت ومن معها بمعزل عن العالم الخارجي، ونقلوا سراً من مرفق إلى آخر، وتم احتجازهم في وضع مزرٍ لعدة أشهر في فترة ما قبل المحاكمة، كما تعرضوا للابتزاز من أجل الحصول على المال، وأُخضعوا للإذلال المستمر والإيذاء البدني الشديد، وحرموا من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الاتصال بمحامٍ والزيارات العائلية».
وأكد البيان أن المضي في تنفيذ حكم الإعدام السياسي بحق أسماء العميسي سيعد جريمة حرب، بموجب القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يعد طعنة في قلب اتفاق تبادل الأسرى، الذي لا يزال الحوثيون يماطلون في تنفيذه.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي للوفاء بالتزامهم بتنفيذ اتفاق السويد بشأن الأسرى والمختطفين قسرياً، وإنهاء مأساتهم في السجون ومعاناة أسرهم، كما طالبت المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، بسرعة التدخل لوقف الحكم الجائر.
وتواصل الجماعة الحوثية منذ أربع سنوات إصدار أحكام الإعدام بحق العشرات من معارضيها، ومن الناشطين الحزبيين، بعد أن لفقت لهم تهماً بالخيانة الوطنية ومساندة الحكومة الشرعية، أو الانتماء إلى تنظيمات إرهابية. ويعد الحكم الحوثي بإعدام العميسي، هو الأول من نوعه ضد امرأة، على خلفية تهمة ملفقة بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية في صنعاء.
وكانت الحكومة الشرعية قد أقرت نقل مجلس القضاء الأعلى اليمني والمحكمة العليا إلى العاصمة عدن، كما أقرت نقل المحكمة الجزائية الخاصة بشؤون الإرهاب وأمن الدولة من صنعاء إلى مأرب، غير أن الجماعة الحوثية عبر القضاة الموالين لها، استمروا في إقامة منظومة قضائية غير شرعية تخصهم.
وأمس أفادت المصادر الرسمية للجماعة بأن رئيس مجلس حكمها الانقلابي، مهدي المشاط، استدعى رئيس النيابة الجزائية المتخصصة، المعين من قبل الجماعة، خالد الماوري، وحضه على الإسراع في محاكمة المعتقلين بسجون الميليشيات. وفي الوقت الذي احتدم فيه الصراع بين أجنحة الجماعة في جهاز الأمن القومي (المخابرات) الخاضع لها، أفادت المصادر الحوثية بأن المشاط أصدر قراراً بتعيين أحد القيادات التابعة للجماعة لتولي رئاسته، ويدعى فواز نشوان، خلفاً للقيادي السابق عبد الرب جرفان. ويعنى الجهاز الخاضع للحوثيين في صنعاء بملاحقة الناشطين السياسيين والمواطنين المناهضين للجماعة، إلى جانب تسلطه على المنظمات الإغاثية المحلية والدولية والشركات التجارية والمصارف.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.