انطلاق التحضيرات لتنفيذ مشروعات «سيدر»

الحريري رأس أول اجتماع تشاوري مع المؤسسات المانحة

TT

انطلاق التحضيرات لتنفيذ مشروعات «سيدر»

ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، أول اجتماع تشاوري مع المؤسسات المالية العربية والدولية التي قدمت مساعدات للبنان في مؤتمر «سيدر»، وهو يهدف أساساً إلى المواءمة بين المشروعات والتمويل، والاتفاق مع الجهات المعنية على الإسراع في إقرار المشروعات وتنفيذها. وأقرت في نهاية الاجتماع خطوات عدة من أجل التسريع بحيث لا تتجاوز الفترة ما بين تحديد المشروع والبدء في الصرف عليه ما بين 12 و15 شهراً.
وقال مدير مكتب البنك الدولي لدول المشرق، ساروج كومار جا: إن الاجتماع تحضيري لكل هذه المؤسسات المالية، «ناقش أولوية المشروعات التي يتضمّنها (سيدر)، وأكدت كل المؤسسات من جديد دعمها للبنان لتطبيق هذا البرنامج». وأشار إلى «أننا ناقشنا الأولوية في القطاعات والمشروعات التي ستدعم من خلالها هذه المؤسسات الحكومية اللبنانية، وهذا أمر إيجابي جداً للبنان». وأكد باسم البنك الدولي «إن التعهدات المالية التي التزمنا بها في باريس العام الماضي لا تزال قائمة، ونتطلع قدماً إلى العمل مع حكومة لبنان للمساعدة في تطبيق المشروعات ذات الأولوية في مختلف القطاعات».
وقال مستشار الرئيس الحريري للشؤون الاقتصادية، نديم المنلا: إن المؤسسات أعادت التأكيد على التزامها بالمساعدات التي قدّمتها في «سيدر» كما كان هناك استعداد لتقديم مساعدات إضافية إذا أجرى لبنان الإصلاحات التي وردت في البيان الوزاري.
ولفت المنلا إلى أن المجتمعين تطرقوا إلى إنجاز الموازنة، وقال الرئيس الحريري: إن «هذا الموضوع هو إحدى النقاط التي نعمل عليها». وأضاف: «موازنة عام 2019 مهمة جداً، ووزير المال علي حسن خليل كان موجوداً وأكد حرص الدولة اللبنانية على إنجازها في أسرع وقت، وفي الوقت نفسه هناك إجراءات جدية ستتخذ لخفض العجز هذا العام في الموازنة».
وأكد أن الإصلاحات تتضمن مكافحة الفساد، وهي إحدى النقاط الأساسية في برنامج الحكومة اللبنانية، كما أن هناك قانوناً جديداً للمناقصات، إضافة إلى أن هذه المؤسسات تعتمد معايير دولية، أي أن القرض الذي يأتي من البنك الدولي يكون خاضعاً لإجراءات ومراقبة البنك الدولي، وكذلك بالنسبة إلى القرض الذي يأتي من البنك الأوروبي للاستثمار يخضع لمعايير أوروبية، وهذا الأمر مبعث ارتياح لهم.
ونفى المنلا أن تكون هناك شروط على القروض، مؤكداً أن الدولة اللبنانية لا تقبل بذلك، لكن للتأكيد على هذا الأمر فالدولة والحكومة اللبنانية أقرّتا بعد مؤتمر «سيدر» جملة من الإصلاحات التي التزمت بها، والمجتمع الدولي سيتابع هذا الأمر ومدى التزام لبنان.
وحول ما إذا كان «سيدر» ألزم النازحين السوريين بالعمل في المشروعات التي يموّلها، قال المنلا: «نعلم أن القانون اللبناني يسمح لعمالة سورية بالعمل في قطاعات ثلاثة، هي البنى التحتية، والبيئة، والزراعة. وستكون هناك عمالة سورية طبيعية في مجال البنى التحتية. ففي لبنان خلال التسعينات كان هناك أكثر من نصف مليون سوري يعملون في البنى التحتية، وهذا أمر ليس غريباً على لبنان ولا مستحدثاً بسبب النزوح؛ فهو أمر طبيعي لأن في لبنان نقصاً في العمالة بالبنى التحتية وهذا ما نصّ عليه القانون اللبناني حين سمح بهذه العمالة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».