مكتبة الإسكندرية تنشئ متحفاً لمقتنيات هيكل

تضم وثائق سياسية نادرة للراحل

جانب من توقيع الاتفاق النهائي بين الدكتور مصطفى الفقي وزوجة هيكل
جانب من توقيع الاتفاق النهائي بين الدكتور مصطفى الفقي وزوجة هيكل
TT

مكتبة الإسكندرية تنشئ متحفاً لمقتنيات هيكل

جانب من توقيع الاتفاق النهائي بين الدكتور مصطفى الفقي وزوجة هيكل
جانب من توقيع الاتفاق النهائي بين الدكتور مصطفى الفقي وزوجة هيكل

أعلنت مكتبة الإسكندرية عن نجاح الاتفاق مع أسرة الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل على نقل كتبه ووثائقه وأوراقه من مكتبه بالجيزة إلى مقر المكتبة بالإسكندرية، لتصبح متاحة لجمهور الزوار والباحثين ومريدي أحد أشهر صحافيي القرن العشرين.
ووقعت الاتفاقية السيدة هدايت تيمور، زوجة الراحل محمد حسنين هيكل، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وفق الشروط والمتطلبات التي اتفق عليها الطرفان لحفظ مكتبة الأستاذ هيكل الفريدة من نوعها، فضلاً عن بعض المتعلقات الشخصية، ومنها مكتبه الخاص.
وحول تفاصيل هذه الاتفاقية المهمة التي تتزامن مع ذكرى رحيله الثالثة، قال مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه صفقة مهمة نجحت المكتبة في تحقيقها بعد تفاوض عدة سنوات، وهي واحدة من أندر المكتبات في العالم؛ بها كثير من الوثائق والخرائط والأوراق التي تمس تاريخ مصر والمنطقة العربية، بداية من نهايات العصر الملكي، مروراً بفترة حكم محمد نجيب وجمال عبد الناصر والسادات ومبارك، وصولاً للرئيس السيسي».
وأكد الفقي الذي عرف هيكل عن قرب: «كانت مكتبته هدفاً مهماً لي منذ أن توليت إدارة المكتبة، فهي تراث لمفكر من طراز فريد، وكاتب له لغته الخاصة، وقد استطاع أن يتحول إلى شريك في صنع القرار مع عبد الناصر، وحفلت حياته بأحداث ومواقف مهمة ومؤثرة، بل ومفصلية، في تاريخ مصر المعاصر».
وتابع الفقي قائلاً: «كنت أؤمن به وبقيمته، وكان يتابع عملي وكتاباتي بدقة وحفاوة. وأعتبر وجود مكتبته لدى مكتبة الإسكندرية كنزاً قيماً، تتعدد روافد الاستفادة منه، كمرجع وذاكرة للتاريخ»، ولفت إلى أن «الحصول على مكتبة هيكل يأتي عقب نجاح المكتبة في الاستحواذ على مكتبة بطرس غالي وأحمد زويل، وعدد كبير من الكتاب والمثقفين الراحلين الذين تركوا إرثاً عظيماً يستفاد منه، إلى جانب مركز مجدي يعقوب، ومركز المصريات لزاهي حواس».
واعتزل هيكل العمل الصحافي المنتظم في عام 2003، بعد أن أتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة «وجهات نظر»، ويشرف على تحريرها، ليتجه بعدها إلى عمل حلقات تلفزيونية في عدة قنوات. ومعروف عنه أن لديه كنزاً من الوثائق السرية الخاصة بنظام الحكم في مصر، كان يحتفظ بها في خزينة خاصة في لندن، كما قال في كتابه «خريف الغضب» الذي ألفه بعد اغتيال السادات.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
TT

الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)

أظهرت طريقة فحص جديدة تجمع بين التحليل بالليزر والذكاء الاصطناعي إمكانية التعرف على أولى علامات الإصابة بسرطان الثدي؛ ما قد يُسهم في تحديد الإصابة في مرحلة مبكرة جداً من المرض.

وتكشف التقنية غير الجراحية التي طوّرها فريقٌ من الباحثين من جامعة إدنبرة بالتعاون مع عددٍ من باحثي الجامعات الآيرلندية، عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من المرض، التي لا يمكن اكتشافها بالاختبارات الحالية، وفق الفريق البحثي.

وقال الدكتور آندي داونز، من كلية الهندسة في جامعة إدنبرة، الذي قاد الدراسة: «تحدث معظم الوفيات الناجمة عن السرطان بعد تشخيصٍ متأخرٍ بعد ظهور الأعراض، لذلك يمكن لاختبارٍ جديدٍ لأنواع متعدّدة من السرطان أن يكتشف هذه الحالات في مرحلة يُمكن علاجها بسهولة أكبر».

وأضاف في بيان، الجمعة، أن «التشخيص المبكّر هو مفتاح البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، وأخيراً لدينا التكنولوجيا المطلوبة. نحتاج فقط إلى تطبيقها على أنواع أخرى من السرطان وبناءِ قاعدة بيانات، قبل أن يمكن استخدامها بوصفها اختباراً لكثيرٍ من الأورام».

ويقول الباحثون إن طريقتهم الجديدة تُعدّ الأولى من نوعها، ويمكن أن تحسّن الكشف المبكر عن المرض ومراقبته وتمهد الطريق لاختبار فحص لأشكال أخرى من السرطان.

نتائجُ الدراسة التي نشرتها مجلة «بيوفوتونيكس» اعتمدت على توفير عيّنات الدم المستخدمة في الدراسة من قِبَل «بنك آيرلندا الشمالية للأنسجة» و«بنك برِيست كانسر ناو للأنسجة».

ويُمكن أن تشمل الاختبارات القياسية لسرطان الثدي الفحص البدني أو الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو تحليل عينة من أنسجة الثدي، المعروفة باسم الخزعة.

وتعتمد استراتيجيات الكشف المبكّر الحالية على فحص الأشخاص بناءً على أعمارهم أو ما إذا كانوا في مجموعات معرّضة للخطر.

باستخدام الطريقة الجديدة، تمكّن الباحثون من اكتشاف سرطان الثدي في أقرب مرحلة ممكنة من خلال تحسين تقنية التحليل بالليزر، المعروفة باسم مطيافية «رامان»، ودمجها مع تقنيات التعلّم الآلي، وهو شكلٌ من أشكال الذكاء الاصطناعي.

وقد جُرّبت طرق مماثلة لفحص أنواع أخرى من السرطان، ولكن أقرب وقت يمكن أن يُكتشف فيه المرض كان في المرحلة الثانية، كما يقول الباحثون.

وتعمل التقنية الجديدة عن طريق تسليط شعاع الليزر أولاً على بلازما الدم المأخوذة من المرضى. ومن ثَمّ تُحلّل خصائص الضوء بعد تفاعله مع الدم باستخدام جهازٍ يُسمّى مطياف «رامان» للكشف عن تغييرات طفيفة في التركيب الكيميائي للخلايا والأنسجة، التي تُعدّ مؤشرات مبكّرة للمرض. وتُستخدم بعد ذلك خوارزمية التعلم الآلي لتفسير النتائج، وتحديد السمات المتشابهة والمساعدة في تصنيف العينات.

في الدراسة التجريبية التي شملت 12 عينة من مرضى سرطان الثدي و12 فرداً آخرين ضمن المجموعة الضابطة، كانت التقنية فعّالة بنسبة 98 في المائة في تحديد سرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً من مراحل الإصابة به.

ويقول الباحثون إن الاختبار يمكن أن يميّز أيضاً بين كلّ من الأنواع الفرعية الأربعة الرئيسة لسرطان الثدي بدقة تزيد على 90 في المائة، مما قد يُمكّن المرضى من تلقي علاج أكثر فاعلية وأكثر شخصية، بما يُناسب ظروف كل مريض على حدة.