بعروض «بانتومايم»... شاب يبهج أطفال حي شعبي بالقاهرة

أحمد ناصر وسط أطفال درب شُغلان (أ.ب)
أحمد ناصر وسط أطفال درب شُغلان (أ.ب)
TT

بعروض «بانتومايم»... شاب يبهج أطفال حي شعبي بالقاهرة

أحمد ناصر وسط أطفال درب شُغلان (أ.ب)
أحمد ناصر وسط أطفال درب شُغلان (أ.ب)

لقرابة ثلاثة أعوام، اعتاد أحمد ناصر، الذهاب إلى منطقة درب شُغلان (حي شعبي بمحافظة القاهرة)، من أجل رسم البسمة على وجوه الأطفال هناك، بتقديم عروض لأداء التمثيل المسرحي (بانتومايم) لهم.
يستعد الممثل الهاوي، والطالب في كلية الهندسة، للذهاب أولاً من منزله بحي أكتوبر إلى حي القلعة ليجتمع مع عدد من زملائه المتطوعين في المبادرة التي انبثقت عن مبادرة سابقة من المصور الفوتوغرافي المصري مصطفى الشرشابي منذ قرابة عشر سنوات، لتصوير الأطفال في الدرب، وحتى انضمت لها مجموعة من الفنانين الهواة مثل ناصر.
يقول ناصر لـ«الشرق الأوسط» إن المبادرة تجمع أموالاً فيما بينها للذهاب إلى الحي الشعبي في الأعياد والمناسبات، أو حتى في أوقات الإجازة الصيفية للطلاب، بسبب نُدرة الأعمال الترفيهية المقدمة لهؤلاء الأطفال، كونهم من سكان حي شعبي بسيط.
يسعى الشاب العشريني إلى إسعاد الأطفال من خلال عروض «بانتومايم»، الذي يرتدي فيه ملابس المهرّج الملونة، وبأنفه الأحمر الكبير وشعره الكثيف، مصحوباً بالموسيقى المبهجة.
يعتبر ناصر (21 عاما) أن عروض «بانتومايم» تختلف عن أداء المهرج، كونها تقدم عروضاً هادفة ذات رسالة للأطفال، مثل الابتعاد عن التدخين، أو الحفاظ على النظافة، واحترام الكبير، وغيرها من القيم.
بدأ ناصر رحلته هاوياً منذ انضمامه لورشة تابعة لصندوق التنمية الثقافية بمصر، ثم تعرف من خلاله على المبادرات التي تختار درب شُغلان لإسعاد الأطفال، مؤكداً أن كل المبادرات هناك بلا أي مقابل مادي من الأطفال أو أهاليهم.
يبدأ ناصر رحلته مع الأطفال من نافذة بأحد البيوت هناك، يخرج ضاحكاً بعد وضع المكياج اللافت، ويسألهم: «جاهزين؟»، أي مستعدين للحفل، ليجد الحماس والضحك منهم، لينزل ويبدأ بالعرض ثم توزيع بالونات متنوعة الأشكال وبعض الحلوى بينهم خلال العرض.
وإلى جانب عرض ناصر، تتعدد المبادرات بالدرب، مثل رسم الوجوه بالألوان، أو طاولة للعب البلياردو، أو مبادرة لجلب المجسمات الكارتونية الكبرى، وحتى إيصال أحد محلات الكشري الشهيرة بمصر لـ100 علبة مجاناً للأطفال إلى قلب الحي الشعبي الواقع بالقرب من منطقة الدرب الأحمر، إحدى أقدم مناطق محافظة القاهرة.
ويشارك ناصر بإسعاد الأطفال في دور أيتام أيضا، وهو لا يُقدّر بثمن رد فعل الأطفال تجاه مَن تطوّع بيومه لإسعادهم، وهو ما يشعر به من خلال تعليقاتهم المباشرة، وكذلك من فرحة أهاليهم خلال العرض.
ويختتم قائلا: «مبادرتنا صغيرة هي محاولة للوصول إلى المناطق الشعبية وأطفالها في مصر. نتمنى أن تتحرك مبادرات أخرى إلى أماكن مماثلة».



الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.