أفادت مصادر حكومية يمنية أمس بأن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة وكبير مراقبي الأمم المتحدة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، قرر أمس استئناف اجتماعات اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار في أحد فنادق مدينة الحديدة أملا في تحقيق أي تقدم قبل يومين من انعقاد جلسة الأمن الخاصة بشأن اليمن ومناقشة العراقيل أمام تنفيذ اتفاق السويد.
جاء ذلك في وقت أعلنت الأمم المتحدة فيه عن انعقاد اجتماع دولي في 26 من الشهر الحالي في جنيف من أجل حشد الدعم الإنساني لليمن هذا العام، الذي يواجه أغلب سكانه خطر المجاعة.
وذكرت مصادر حكومية يمنية أن الجنرال الأممي لوليسغارد اصطدم بتعنت الميليشيات الحوثية التي تصر على عدم فتح الممرات الإنسانية أمام تدفق المساعدات من ميناء الحديدة، فضلا عن رفض ممثلي الجماعة لجنة تنسيق الانتشار لمقترحاته بشأن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار التي كانت لقيت موافقة مبدئية من ممثلي الحكومة الشرعية.
وأكدت المصادر أن لوليسغارد يحاول أن يدفع في اجتماعات الجولة الرابعة من لقاءات اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار باتجاه تحقيق أي تقدم قبل الإحاطة التي سيقدمها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الاثنين المقبل أمام جلسة مجلس الأمن، التي ستخصص لمناقشة العراقيل أمام تنفيذ اتفاقات السويد بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية.
وكان الجنرال الأممي عرض الأسبوع الماضي خطته المبدئية على رئيس أركان الجيش اليمني في مدينة عدن قبل أن يتوجه إلى صنعاء لمناقشتها مع قادة الجماعة الحوثية، ومن ثم عودته إلى مدينة الحديدة تمهيدا لاستئناف الاجتماعات مع ممثلي الحكومة والجماعة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار. وأبلغ ممثلو الحكومة الشرعية قبل يومين الجنرال لوليسغارد أن قوات الجيش بادرت من جانب واحد إلى فتح جميع الممرات والطرق الخاضعة لها جنوب وشرق مدينة الحديدة، من أجل مرور المساعدات الإنسانية وتسهيل وصول الفرق الأممية إلى مستودعات القمح في مطاحن البحر الأحمر، حيث تسيطر هناك القوات الحكومية.
كما قدم الفريق الحكومي مقترحا بإنشاء مسارات بديلة للفرق الأممية من أجل نقل القمح والمساعدات عبر المناطق التي يسيطر عليها الجيش مرورا عبر الخط الساحلي باتجاه جنوب الحديدة، ثم إلى جميع المناطق في حال رفض الحوثيون فتح الممرات والطرق من وسط مدينة الحديدة ومينائها وبقية المناطق التي تخضع للميليشيات.
وحذر الجنرال الأممي الجماعة الحوثية قبل يومين من الاستمرار في تعطيل تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالانسحاب من الحديدة وموانئها الثلاثة، وأبلغهم أن مجلس الأمن الدولي في اجتماعه المقبل يوم الاثنين سيضغط بقوة من أجل المضي في تنفيذ الاتفاق.
وتقول الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها، إن الميليشيات الحوثية غير جادة في تنفيذ الاتفاق، وإنها تستغل الهدنة وضبط النفس من قبل القوات الحكومية لتعزيز قدراتها العسكرية وتحصيناتها في المدينة، التي تشمل استقدام مسلحين وإنشاء معسكرات تدريب وحفر خنادق وأنفاق جديدة.
على صعيد متصل بالأزمة الإنسانية في اليمن الناجمة عن الانقلاب الحوثي والحرب التي أشعلتها الجماعة الموالية لإيران، أعلنت الأمم المتحدة أنها بصدد عقد اجتماع دولي في 26 من هذا الشهر في جنيف لمواجهة الأزمة الإنسانية.
وأكد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الاجتماع المزمع ستشارك فيه حكومتا سويسرا والسويد، وقال إن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مدعوة للمشاركة أيضا، وكذلك قادة المنظمات الإقليمية ذات الصلة، ومؤسسات تمويل التنمية، ووكالات الأمم المتحدة، والصناديق والبرامج.
وأشار حق إلى أن هناك نحو 24 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، وقال إن نحو 80 في المائة من السكان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 14.3 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة. وأوضح أن نطاق البرامج الإنسانية للأمم المتحدة تم توسيعه العام الماضي ليصل إلى 8 ملايين شخص شهريا بالمساعدات المباشرة، بعد أن كان العدد يقدر بـ3.5 مليون عام 2017. وهو ما يجعل اليمن أكبر عملية إنسانية في العالم. بحسب قوله.
وكانت الجماعة الحوثية منعت منذ خمسة أشهر وصول الفرق الأممية إلى مستودعات القمح في مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة، وهو الأمر الذي يهدد بتلف كميات تكفي لإطعام 3.7 مليون نسمة لمدة شهر واحد، بحسب تصريحات الأمم المتحدة.
اجتماع دولي في جنيف لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن
لوليسغارد يبحث عن تقدم في الحديدة قبل جلسة مجلس الأمن
اجتماع دولي في جنيف لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة