في العشاء الذي جمع غالبية القيادات اللبنانية مع الموفد السعودي، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، سُمعت السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد، تثني بقوة على نتائج زيارته للبنان عندما كانت تودعه على باب القاعة التي احتضنت طيفا واسعا جدا من القيادات اللبنانية، ولم يغب عنه إلا «حزب الله».
السفيرة الأميركية، قالت متوجهة للعلولا: «زيارتكم هذه مهمة للغاية، ونحن نتطلع للتعاون معكم عن قرب من أجل مساعدة لبنان». وأردفت: «ما تقومون به مهم جدا، وموضع تقدير من قبلنا، وسيكون أمامنا كثير لعمله في المستقبل».
كلام السفيرة الأميركية، عكس اهتماما عربيا ودوليا بالحراك السعودي، سيستكمل بلقاءات أخرى طلبها سفراء غربيون مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، الذي سيعقد الاثنين المقبل اجتماعا مع نظيريه الإماراتي والبريطاني من أجل التنسيق في عدد من الملفات المطروحة، بعد تشكيل الحكومة اللبنانية.
الحراك الغربي - العربي، مرشح للتصاعد في المرحلة المقبلة، كما تقول مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ«الشرق الوسط»، إذ يبدو أن القمة اتجاها للحكم على هذه الحكومة «من خلال الأفعال لا الأقوال»، وبالتالي، فإن أسماء الوزراء ومضمون البيان الوزاري، هي مجرد تفاصيل.
وكان العلولا استهل زيارته للبنان بتصريح لافت، قال فيه إن «لبنان لديه الإمكانات للعب دور ريادي في المنطقة، ولا بد له من استغلالها بما فيه مصلحة اللبنانيين أولا».
هناك مجموعة رسائل أراد الموفد السعودي إيصالها من خلال زيارته، أولها الرغبة السعودية والعربية بمساعدة لبنان على تجاوز صعوباته وتعزيز دور مؤسساته. وثانيها هو أن المملكة على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وأنها تفضل دخول لبنان من البوابة التي هي الدولة، ولهذا حرص على أن يكون إعلان رفع التحذير من السفر إلى لبنان، من السراي الحكومية، ومن قبل السفير السعودي لدى لبنان. من دون أن ينسى القيام بالتفاتة ود حيال رئيس مجلس النواب نبيه بري، حاملا إليه تحيات جلالة الملك وسمو ولي عهده. أما الرسالة الثالثة فهي اتفاق الطائف الذي خصصت سفارة المملكة ندوة خاصة به حضرها العلولا، ورئيس الحكومة سعد الحريري. أما الرسالة الرابعة، فكانت تمديد إقامته يوما في لبنان من أجل المشاركة في الذكرى الـ14 لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في رسالة تمسك بـ«المحكمة الدولية ورفض الاغتيال السياسي»، كما قال العلولا في تصريحات أدلى بها في بيروت. أما الرسالة الأهم، فهي أن لبنان ليس ساحة متروكة للإيرانيين، وأن أصدقاء لبنان العرب والغربيين سيكونون إلى جانب من يريد الخير للبنان، وسدا في وجه من يريد الإضرار به.
وقد أتت الزيارة التي قام بها العلولا إلى بيروت مطلع الأسبوع، لتعطي الجزء الثاني من الصورة التي رسم نصفها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته إلى لبنان الأسبوع الماضي، تاركين للبنانيين رسم صورة «الكلاسيكو» الذي دار بينهما على الساحة اللبنانية، إذ قال قيادي لبناني كبير لـ«الشرق الأوسط»: شتان ما بين من يقدم السلاح ومن يقدم الخير والإصلاح.
كان ظريف، وصل إلى بيروت الأحد الماضي، فسبقته معلومات عن نية إيران تقديم عروض لتسليح الجيش اللبناني، وتزويده بمنظومة صواريخ دفاع جوي، تساعده على «حماية الأجواء من الانتهاكات الإسرائيلية». استهل الزائر الإيراني زيارته للبناني بلقاء حلفاء إيران في لبنان في لقاء ضم أيضا منظمات فلسطينية ولبنانية تأتلف في إطار «محور الممانعة». تلاه لقاء مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، قبل أن يقوم في اليوم التالي بجولة تقليدية على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة. المفاجأة كانت أن ظريف لم يفاتح أيا من المسؤولين اللبنانيين بعرض تسليح جدي، فقد قال للمسؤولين اللبنانيين إن بلاده «مستعدة لمساعدة لبنان... ولكن»، مشيرا إلى العقوبات الدولية بحق بلاده، مفضلا «عدم إحراج لبنان».
في المقابل، كانت الصورة مع الموفد السعودي جامعة، بدأ زيارته من الباب الرسمي، فالتقى رئيس الجمهورية، ثم رئيس مجلس النواب. ومن باب رئاسة الحكومة، أعلن عن رفع تحذير السفر إلى لبنان، وحمل أيضا أكثر من عشرين اتفاقا جاهزا.
«كلاسيكو» العلولا ـ ظريف: لبنان ليس ساحة للإيرانيين
رسائل الموفد السعودي: حماية الطائف والاستقرار
«كلاسيكو» العلولا ـ ظريف: لبنان ليس ساحة للإيرانيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة