لا يهم إن كنا مع أو ضد استخدام التكنولوجيا في كرة القدم؛ لأنها باتت أمراً واقعاً، ولا يمكننا سوى تقبله والتعايش معه. وبالمناسبة، كرة القدم قد تكون آخر الرياضات التي تدخلها التكنولوجيا، فهي التي تقرر الفائزين في سباقات الجري والسباحة والملاكمة والتنس والمبارزة والسيارات، وعشرات الرياضات الأخرى.
ولكن كرة القدم كونها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، تبقى أيضاً الأكثر جدلاً في العالم، ولذلك أخطاؤها صاخبة أكثر من غيرها. ولا نزال نتذكر يد مارادونا وتييري هنري، وعشرات الأخطاء التاريخية التي غيرت ليس نتائج مباريات؛ بل نتائج كؤوس للعالم.
أنا شخصياً مع بساطة كرة القدم، ومع قبولها بأخطائها؛ لأن هذا أحد أسباب إثارتها وشعبيتها. كما أن تقنية الفار مكلفة وغير متوفرة في كثير من الدول (الفقيرة) ولا يمكن فصل كرة الشوارع والساحات والحارات الشعبية عن كرة التقنية والتكنولوجيا؛ لأنه سيصبح لدينا نوعان من كرة القدم، وليس النوع الواحد الوحيد الذي نعرفه.
وفي السعودية، مثلها مثل بقية دول العالم، كرة القدم هي اللعبة الأكثر جدلاً، حتى مع دخول الفار إلى ملاعبها. وعندما توجهنا لرؤساء الأندية ولرئيس لجنة الحكام الجديد السعودي خليل جلال، وجدنا توافقاً على قبول التقنية، وانقساماً على من يدير الفار، وهنا بيت القصيد.
ففي فار الكرة، هناك حكام هم من يقولون للحكم الرئيسي عن الأخطاء، وهم من يوجهونه في كثير من الأحيان، مع بقاء القرار النهائي في يد حكم الساحة، ولكن انتقاء الأخطاء وعرض زوايا الرؤية هو أمر (بشري)، وللبشر ميول تتحكم فيهم، أو ما داموا بشراً فهم عرضة للنقد والاعتراض على أحكامهم، وأعتقد أننا سنبقى نسمع الجدل والمناكفات على الفار، كما حدث في مباراة الهلال والباطن، وتحديداً مع هدفي غوميز، حين لمست الكرة يده وكانت الصور واضحة، ولكن الحكم سمح بالهدفين، وهنا يأتي التقدير البشري لما هو واضح في الفار، وهذا سيبقى طالما أن هناك إنساناً يقرر مصير ما يراه. وأعتقد أن علينا أن نتقبل هذه الحقيقة وهذا التطور، وأن نقتنع أن الكمال لله وحده، وأن الفار فعلاً ساهم في منع أهداف واحتساب ركلات جزاء، وسمح بعدالة أكبر من الماضي. ويبقى الفار مثل الرمد... أحسن من العمى.
8:30 دقيقه
الفار
https://aawsat.com/home/article/1593236/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1
الفار
الفار
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة