الجزائر: الرجل الثاني في «الجبهة الإسلامية» إعتقل لمعارضته «الولاية الخامسة»

أعلن مقربون من علي بن حاج، الرجل الثاني في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الجزائرية المحظورة، عن تعرضه للاعتقال أمس، عندما كان متوجها إلى مديرية حملة الرئيس المترشح، الموجودة بحي حيدرة في أعالي العاصمة للتنديد بترشحه.
وكتب أنصاره على صفحته بـفيسبوك أن «أجهزة أمنية تعتقل الشيخ علي بن حاج وتمنعه من دخول حيدرة، حيث مقر الحملة الانتخابية لجماعة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وهذا العدوان الجديد يعتبر تجاوزا آخر في سلسلة التجاوزات الخطيرة ضد الشيخ، ومن بينها منعه من حق العبادة، ومن حقوقه المدنية والسياسية، وحق التنقل خارج العاصمة، وها هو الآن يمنع من دخول بلدية من بلدياتها، فقط لأن فيها مكتب المرشح بوتفليقة».
ويخضع بن حاج (62 سنة) لمراقبة لصيقة من طرف فريق أمني، يجده عند باب بيته بمجرد أن يحاول مغادرته. كما أنه ممنوع من حضور صلاة الجمعة، خشية أن يخاطب المصلين في المسجد ليحرضهم ضد النظام. بالإضافة إلى منعه من مغادرة حدود العاصمة. وقد احتج عدة مرات على ذلك، لأن الدستور يحظر تقييد حرية المواطن في التنقل داخل البلاد، من دون قرار قضائي. وغادر بن حاج السجن عام 2003. حيث قضى 12 سنة. ومنذ ذلك الوقت وهو يسعى للحصول على جواز سفر، لكن دون جدوى.
في غضون ذلك رد عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المترشح لانتخابات الرئاسة، على خصوم مشككين في كون الرئيس هو صاحب «الرسالة إلى الأمة» الشهيرة، التي تضمنت إعلان ترشحه لولاية خامسة. وقال بهذا الخصوص إن «الرئيس سهر بنفسه على كتابة كل حرف من رسالته».
والتقى سلال أمس بالعاصمة نحو 200 إطار نقابي داخل مقر «الاتحاد العام للعمال الجزائريين» (النقابة المركزية)، في إطار الدعاية لـ«الولاية الخامسة». وشكل اللقاء مناسبة للرد على أحزاب معارضة وقطاع من الصحافة، ممن أظهروا شكا في أن «رسالة» الأحد الماضي، التي نشرتها وكالة الأنباء الحكومية، هي للرئيس فعلا، على اعتبار أنه مريض وعاجز عن الحركة والكلام.
وأضاف سلال موضحا «كانت رسالة وبرنامج عمل في نفس الوقت... رسالة تتحدث عن جزائر جديدة، جزائر الشباب. وبإمكاني أن أؤكد لكم أن الرئيس قضى سهرة كاملة ليكتب بنفسه رسالته. واختار بنفسه كل كلمة وحرص على أن تكون واضحة. ألم تلاحظوا أنه كان واضحا إلى أقصى درجة؟ لم يخف أي شيء».
وكانت أحزاب معارضة، منها «حركة مجتمع السلم»، و«جيل جديد»، و«حزب العمال»، قد قالت إن خطاب الأحد الماضي «كتبه أشخاص يتخذون الرئيس رهينة لديه»، وأنهم «اختطفوا الحكم ويتحدثون باسم الرئيس».
ومما جاء في «الرسالة» أن الرئيس يعتزم، في حال فوزه بولاية خامسة، تعديل الدستور (من دون توضيح التغيير الذي يريده)، وبأنه سينظم «ندوة وطنية» قبل نهاية هذا العام، مفتوحة لكل الأحزاب والنقابات ومختلف التنظيمات، بهدف إيجاد حلول لأزمات كثيرة، ومنها تبعية الاقتصاد للنفط والبطالة، وظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر.
وذكر سلال، تحت هتاف النقابيين بحياة الرئيس، أن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة «لا يلقى أي رفض في الداخل ولا في الخارج. صحيح هناك بعض الأشخاص الذين يعترضون عليه، وهذه هي الشفافية». في إشارة إلى مظاهرات نظمت أول من أمس في شرق البلاد ضد ترشح الرئيس.
وتعهد سلال، باسم الرئيس المترشح، بإطلاق «إصلاحات اقتصادية عميقة، من دون التراجع عن المكاسب الاجتماعية»، في إشارة إلى أن بوتفليقة لن يلغي مجانية الطب والتعليم، برغم حدة الأزمة المالية. كما تعهد سلال بـ«تغييرات ذات طابع سياسي»، و«مواصلة الإصلاحات في كل المجالات». وقال إن الاستثمار «يواجه عقبات بسبب البيروقراطية». علما بأن سلال ترأس الحكومة لخمس سنوات (2012 - 2017)، وكان وزيرا لسنوات طويلة في عهد بوتفليقة، فيما يقول مراقبون إن أكثر الفترات التي عرف فيها الاقتصاد ضعفا، كانت في عهده.