شاشة الناقد: Cold Pursuit

Cold Pursuit
‫انتقام نيسون في جبال روكي ‬
إخراج: هانز بيتر مولاند
تقييم: (جيد)

حسب ليام نيسون، فإن «مطاردة باردة» هو آخر فيلم أكشن سيقوم ببطولته. هذا من بعد بضعة من الأفلام التي قام ببطولتها في هذا النوع الجماهيري مثل «مخطوفة» (بأجزائه الثلاثة) و«مجهول» و«الركض طوال الليل» من بين أخرى.
إذا التزم نيسون بهذا القرار فإن هذا الفيلم خير خاتمة لهذه النوعية من الأفلام بالنسبة إليه. جديد الطرح والمعالجة حتى وإن كانت الفكرة مستوردة: عامل على آلة رش الملح لإذابة ثلوج الطرقات في بلدة تقع في جبال روكي. إنه إنسان عادي وغير ميسور ولديه ابن يحبه. وأحدهم قتل ابنه والبوليس يسعى لمعرفة الفاعل ولا يصل (ولا يقدر له أن يصل) ما يدفع نلز (نيسون) لحمل السلاح وتحقيق العدالة انتقاماً لمقتل ابنه.
طبعاً لا يعرف حجم العصابة التي يواجهها، وبالتالي لا يعرف حجم المشكلة التي يتصدّى له، لكن لديه الرغبة الجامحة والثقة الكاملة لخوض المعركة والاقتناص ممن استباحوا دم ولده. في هذا الإطار هو حكاية انتقام عنيفة ككثير من الأفلام المعتادة. لكن «مطاردة باردة» يشبه فيلم «حسب ترتيب الاختفاء» أكثر من سواه؛ لأن مخرج ذلك الفيلم، هانز بيتر مولاند، سبق له وأن حققه في النرويج من بطولة ستيلان سكارسغارد. وهو انتقى العودة إلى ذلك الفيلم المنجز قبل أربعة أعوام لتقديم نسخة جديدة إنجليزية.
الإعادة لا تتم تماماً حسب الفيلم السابق. هذا إعادة صنع، لكنه ليس استنساخاً. بين ما هو مختلف أن الفيلم السابق كان هستيريا ساخنة يمتزج فيها الموضوع الجاد بالمعالجة الساخرة. أما هنا فليس هناك مجال للسخرية رغم بعض المرح المتسلسل إلى المعالجة ممثلة بالتشويق. تناول المخرج هذه النسخة أكثر جدية مما سبق مع لمسة من السريالية المتمثلة بعدد القتلى الواردين في كل مشهد تتم فيه تصفية شرير أو أكثر.
الجمهور يلتف سريعاً حول البطل في هذه المواقف. إنه يعايش زمناً بات فيه من الصعب الانتصار على الشر والفيلم يمنحه فانتازيا هذا الانتصار مجسداً بشخصية يمكن تصديقها كباقي الشخصيات التي لعبها نيسون بإجادة.